ألمانيا: سيناريوهات الهجمات الإرهابية «جديرة بالتصديق»

خطأ بشري تسبب في الكشف عن الطرد المشبوه في ناميبيا

TT

أكدت هيئة مكافحة الجريمة الألمانية أن السيناريوهات المحتملة لتنفيذ هجمات إرهابية داخل ألمانيا باتت «منطقية إلى حد بعيد، ويمكن تصديقها في إطار المعلومات المتوافرة حاليا». وذكر تقرير محطة «إس دبليو آر» للإذاعة والتلفزيون، أمس، استنادا إلى وثيقة سرية لهيئة مكافحة الجريمة أن السيناريو الأول حذر من كوماندوز انتحاري يتكون من أربعة أشخاص سافروا من ألمانيا إلى شمال باكستان للتجهيز لتنفيذ مذبحة بالعاصمة برلين قد تشمل مبنى «الرايخستاج» الذي يضم البرلمان الألماني (البوندستاج) على غرار مذبحة مدينة مومباي الهندية عام 2008 التي أسفرت عن مقتل 171 شخصا على الأقل. وتشير الوثيقة في السيناريو الثاني إلى عودة اثنين من الإرهابيين إلى ألمانيا قبل فترة تتراوح بين 6 و8 أسابيع لتنفيذ هجمات بقنابل موقوتة على تجمعات غفيرة من المواطنين في إحدى المدن الكبرى دون الاضطرار إلى انتحار منفذي العملية. وشهدت ألمانيا في الأيام الأخيرة إجراءات أمنية مشددة في المطارات ومحطات القطارات وعلى الحدود تحسبا لوقوع هجمات محتملة، وقالت صحيفة «بيلد آم زونتاج» الصادرة اليوم أن عمليات المراقبة شملت أيضا الطرق الرئيسية والمعابر فيما يسمى بـ«خط البلقان» لاصطياد العناصر الإرهابية القادمة لألمانيا عبر تركيا واليونان. كانت هيئة مكافحة الجريمة قد حذرت من تفشي حالة من الذعر والهستريا بين المواطنين على خلفية التقارير التي تحدثت عن خطط لتنظيم القاعدة لشن هجوم يستهدف «الرايخستاج»، ومبنى البرلمان الألماني (بوندستاج). وقال يورج تسيركه، رئيس هيئة مكافحة الجريمة، أول من أمس (السبت) في هامبورغ، إنه لا توجد مدعاة للذعر والهستريا، مؤكدا: «ليس هناك سبب لإلغاء أي ندوة عامة». وأكد تسيركه أن الأنباء عن التقارير بشأن خطط لاستهداف مبنى «الرايخستاج» تؤثر في التحقيقات السرية التي تجريها أجهزة الأمن، لذا فهو لا يريد أن يتحدث عن هذه التقارير لأن مثل هذه التصريحات من شأنها أن تهدد «التحقيقات والمصادر». واعترف تسيركه بإمكانية أن تدخل الأهداف الرمزية في ألمانيا، في مجملها، في بؤرة الخطر، «لذا فهناك وجود إضافي من قبل الشرطة في مثل تلك الأماكن». كانت مجلة «دير شبيغل» الألمانية الصادرة اليوم قالت في تقرير لها إن إسلاميا ألمانيا أبلغ هيئة مكافحة الجريمة وحذرها من أن قيادة تابعة لتنظيم القاعدة تعتزم بمساعدة مجموعات متحالفة معها مهاجمة مقر البرلمان الألماني واحتجاز رهائن وتنفيذ مذبحة دموية باستخدام أسلحة نارية. وفي سياق متصل، رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحديث عن تقارير ملموسة حول خطط لتنظيم القاعدة لشن هجوم على «الرايخستاج»، ومبنى البرلمان الألماني (البوندستاج). وقالت ميركل أمس في أعقاب مشاركتها في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في لشبونة: «حتى هيئة مكافحة الجريمة أوضحت مرة أخرى أنه لا توجد تفاصيل حول هذه الخطط يمكن ذكرها الآن». وأكدت المستشارة الألمانية أن سلطات بلادها تبذل ما في وسعها لضمان أمن المواطنين، مشيرة إلى أن الحكومة أعطت معلومات بشكل إجمالي عن الوضع الأمني لكنها لا تستطيع أن تقول المزيد عن ذلك. وأوضح المصنع الأميركي للشحنة المشبوهة التي وضعت داخل الطرد المكتشف في ناميبيا يوم السبت أن تسجيل هذا الطرد المشبوه الذي استخدم كاختبار أمني والذي كان في طريقه إلى ميونيخ، ناجم على الأرجح عن خطأ بشري. وعثر على الطرد وهو عبارة عن حقيبة كومبيوتر مغلفة بشريط من البلاستيك مع أسلاك كهربائية وساعة توقيت يوم الأربعاء في مطار ويندهوك في اليوم ذاته الذي رفعت فيه السلطات الأمنية درجة التأهب بسبب مؤشرات «ملموسة» عن وجود خطط لتنفيذ اعتداءات إرهابية في ألمانيا. وهذا الجهاز الذي صمم لاختبار أجهزة المسح الضوئي (سكانر) وكشف ثغرات محتملة في أمن المطارات، تم تصنيعه قبل أربع أو خمس سنوات من جانب شركة عائلية صغيرة مقرها سونورا شرق سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، بحسب صاحب الشركة لاري كوبيلو. وأكد كوبيلو لوكالة الصحافة الفرنسية أن عميلين من مكتب «إف بي آي» زاراه يوم الخميس بعد العثور على ملصق يحمل اسم شركته على الجهاز الموضوع داخل الطرد المشبوه، ولم يتمكن من تحديد هوية صاحب الطرد الذي عثر عليه في ناميبيا، إلا أنه أشار إلى إمكان أن يكون هذا الشخص عميلا أمنيا قام عن طريق الخطأ بتسجيل الطرد بين أمتعته الشخصية عندما كان يهم بالسفر بواسطة الطائرة من مطار ويندهوك إلى ميونيخ. وتسبب اكتشاف الطرد في هذه المستعمرة الألمانية السابقة في إقلاع طائرة «إيرباص» التابعة لشركة «إير برلين» وعلى متنها 296 راكبا وأفراد الطاقم العشرة متأخرة ست ساعات عن موعدها، كما أثار قلقا في ألمانيا. وخضع مسؤول رفيع في وحدة أمن المطارات التابعة للشرطة الناميبية أول من أمس للتحقيق ثم أودع السجن على خلفية هذه القضية، حسب ما أعلن قائد الشرطة الناميبية، من دون تحديد التهم الموجهة إلى هذا المسؤول.