الأمم المتحدة تدرس وضع الفائز بنوبل للسلام المسجون في الصين

بعد تسلمها عريضة موقعة من حقوقيين أميركيين تدعو لإطلاق تشياوبو

TT

ستعكف مجموعة عمل في الأمم المتحدة حول الاعتقالات التعسفية، على دراسة وضع المنشق الصيني الحائز على جائزة نوبل للسلام ليو تشياوبو بعد أن تسلمت عريضة تدعو إلى الإفراج عنه وقعها مدافعون أميركيون عن حقوق الإنسان. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيث شوانكي، المسؤولة في منظمة «فريدوم ناو» غير الحكومية، قولها، إن «فريقا من القانونيين الدوليين رفع تحت إشراف هذه المنظمة، هذه العريضة في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى مجموعة عمل الأمم المتحدة التي سترسلها الآن إلى الحكومة الصينية لترد عليها قبل البت بشأن إمكانية اعتبار اعتقال الحائز على جائزة نوبل تعسفيا». وقالت «أكيد أن مجموعة العمل سترد إيجابا وستقول إن إدانة ليو تشياوبو واعتقاله انتهاك للقانون الدولي»، معتبرة أنه «ليس هناك أي قاعدة قانونية تبرر اعتقاله». وأضافت أنه «سيتم الإعلان عن رأي مجموعة العمل وسيكون هناك مبرر إضافي يدفع بالحكومة الصينية للإفراج عن الدكتور ليو».

وحكم على ليو تشياوبو الذي منح جائزة نوبل للسلام في الثامن من نوفمبر الحالي، بالسجن 11 عاما بتهمة «المس بسلطة الدولة» بعد التوقيع على «ميثاق 2008» الداعي إلى الديمقراطية في الصين. وأثار منحه جائزة نوبل غضب النظام الصيني الذي يعتبر المعارض «مجرما».

من جانبه، قال جيروم كوهين، أستاذ القانون في جامعة نيويورك وأحد القانونيين الموقعين على العريضة إن «مجموعة العمل في الأمم المتحدة درست عشرات حالات معتقلين في الصين». واعتبر أن الاعتقالات تعسفية وسيكون الحال كذلك هذه المرة. وأضاف «لكن حتى إن فعلت فلا يمكن أن نترقب الكثير من ذلك»، مؤكدا أنه «سيكون فقط مؤشرا إضافيا على الطابع التعسفي في اعتقال الحائز على جائزة نوبل للسلام».

واعتبر مران تارنر، المدير التنفيذي في جمعية «فريدوم ناو» أن «اعتقال الحكومة الصينية ليو تشياوبو انتهاك للدستور الصيني والقانون الدولي وفرض الإقامة الجبرية على زوجته ليو تشيا يثير الضمائر». وأضاف قائلا: «إننا ندعو الحكومة الصينية إلى الإفراج فورا عن ليو تشياوبو وليو تشيا لأن اعتقالهما غير قانوني وجائر».

من جهة أخرى، سلم 15 حائزا على جائزة نوبل للسلام، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وقادة مجموعة العشرين، رسالة دعوا فيها إلى التدخل لدى الرئيس الصيني هو جينتاو من أجل الإفراج عن المنشق. لكن بان كي مون يتصرف بحذر شديد في قضايا المنشقين وحقوق الإنسان في الصين وأقر خلال زيارة في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأنه لم يتطرق لقضية حقوق الإنسان خلال لقائه هو جينتاو غير أنه فعل ذلك مع مسؤولين صينيين آخرين.

واعتبرت ماري هولزمان، رئيسة منظمة التضامن مع الصين غير الحكومية أن «هذه المبادرة، على غرار منح جائزة نوبل، جيدة جدا ليدرك الرأي العام الغربي أن الصين ليست فقط قوة اقتصادية عظمى، بل إنها تنتهك حقوق الإنسان». وأضافت «لا أتوقع أي رد من الحكومة الصينية، لكن هذه العريضة على غرار منح جائزة نوبل، سيكون لها وقع على ضمائر العالم الغربي».