تضاؤل الآمال في إنقاذ المحاصرين بمنجم نيوزيلندا

حريق جديد وراء تأجيل عمليات البحث.. والسلطات تؤكد صعوبة المهمة

TT

تضاءلت الآمال في العثور على العمال الـ 29 المفقودين أحياء أمس بعد يومين من انفجار وقع في منجم في نيوزيلندا، خاصة بعد اندلاع حريق جديد أخر عمليات البحث والإغاثة. وتنفي الشرطة من جهتها أن تكون تخلت عن عمليات البحث، مؤكدة أنها تأمل في العثور على أحياء من بين العمال ولا تملك «أي فكرة» حول المدة التي ستستغرقها عمليات الإنقاذ.

وقال المسؤول في الشرطة غاري نولز للصحافيين: «هذه ليست عملية تنجز بسرعة. إننا في اليوم الثاني. ليست لدينا أي فكرة حول الوقت الذي سيستغرقه ذلك لكننا لا نزال نركز على هدف إخراج هؤلاء الأشخاص من هنا».

وكان المسؤولون عن المنجم أعلنوا أن حريقا اندلع في المنجم، موضحين أن الغازات السامة التي تسربت من المنجم تعرقل عمليات الإنقاذ. ولم يتم إجراء أي اتصال مع العمال منذ الانفجار.

وفي مؤتمر صحافي عقد أمس، نفى نولز أن يكون عمال الإنقاذ قد فقدوا الأمل نهائيا في العثور على عمال المنجم أحياء، وقال: «أعتقد أنه من المشين حقا» الإدلاء بتصريحات كهذه وسط جدل حاد مع الصحافيين. وأضاف: «نتحدث عن حياة أشخاص وأرى من المزعج جدا أن تقولوا هذا. قراري يستند إلى اعتبارات أمنية وإلى ما يقوله لي الخبراء».

وكان عاملان داخل منجم بايك ريفر نجوا من الانفجار ونقلا إلى المستشفى للمعالجة بعد إصابتهما بجروح طفيفة. إلا أن 29 آخرين لا يزالون مفقودين وسط تضاؤل آمال العثور عليهم أحياء تدريجيا. وعمال المنجم الـ 29 هم 24 نيوزيلنديا واستراليان وبريطانيان وجنوب أفريقي. ويبلغ أصغرهم سنا 17 عاما، فيما الأكبر يبلغ 62 عاما. وهؤلاء العمال عالقون على الأرجح في نفق على عمق 150 مترا فقط عن سطح المنجم، لكن على بعد 2500 متر من مدخل المنجم.

ولم يجر حتى يوم أمس، أي اتصال مع العمال المحاصرين منذ الانفجار الذي وقع بعد ظهر الجمعة في المنجم الواقع في جبال وعرة على الساحل الغربي لجزيرة ساوث آيلاند، وقالت السلطات إن فرق الإنقاذ لن تدخل قبل التأكد من سلامة الهواء. وقال نولز: «المسألة ليست مجرد وضع قناع ثم الدخول إلى هناك. الخطر هائل. لن أرسل 16 شخصا تحت الأرض للقيام بعملية إنقاذ غير محكمة».

ويعتقد أن الانفجار نجم عن تراكم غاز الميثان، وتم رصد مستويات مرتفعة من الغاز قرب فتحات التهوية بالمنجم لكن فرق الإنقاذ تحتاج لمعرفة مستويات الغاز في أنحاء المنجم قبل الدخول. وبحلول ظهر أمس، لم يكن الحفر قد بدأ في الفتحة الجديدة الضيقة. وقال تريفور واتس، مدير جهاز الإنقاذ بمناجم نيوزيلندا، إن هناك 30 من عمال الإنقاذ في حالة استعداد لكن حتى عند دخولهم فإن العملية لن تكون سهلة. وسيجري تزويد عمال الإنقاذ بمصدر يمدهم بالهواء وربما يستغرقون ساعتين في السير فوق الأرض غير الممهدة وفي الأنفاق المظلمة التي يلفها الدخان.

وتم السماح أمس لعائلات العمال بزيارة موقع المنجم المحظور دخوله على الصحافيين والعامة، للسماح لهم بلقاء فرق الإنقاذ، بينما امتلأت كنائس أقرب المدن إلى المنجم بالمصلين الذين شاركوا في قداس يوم أمس.