المؤتمر الوطني يلوح برفض قبول نتيجة الاستفتاء ويكشف عن 50 خرقا للحركة الشعبية

باقان أموم يتحدث عن صفقة مشتركة بين الحركة وواشنطن لفك رهن منطقة أبيي

سوداني جنوبي يحمل لافته كتب عليها انفصال أمس (رويترز)
TT

كشفت الحركة الشعبية عن تقديم «صفقة» جنوبية أميركية للمؤتمر الوطني الحاكم وصفتها بأنها «فدية» لفك رهن منطقة أبيي فيما ينتظر أن يجتمع الرئيس البشير مع نائبيه سلفا كير ميارديت وعلي عثمان طه لبحث مصير المنطقة الغنية بالنفط والقابلة للالتهاب بعد أن أمهلت قيادات قبلية الرئاسة حتى نهاية الشهر للبت في استفتاء المنطقة المعلق.

إلى ذلك، هددت الخرطوم بعدم الاعتراف بنتيجة الاستفتاء لجنوب السودان إذا «لم تتدارك المفوضية القومية للاستفتاء الخروقات الكبيرة التي تتم في عملية التسجيل للاستفتاء» في وقت اتهمت فيه جوبا باعتقال قيادي بالحزب الحاكم. وتصاعدت وتيرة التوتر بين الشمال والجنوب مع اقتراب أجل استفتاء تقرير المصير الذي تبقى لقيامه نحو 48 يوما، حيث لازمت عملية التسجيل للجنوبيين في الشمال عقبات كبيرة انعكست في الضعف الواضح في إقبال الجنوبيين على التسجيل ومغادرة آلاف منهم لمناطقهم في الجنوب. واتهم القيادي في المؤتمر الوطني مندور المهدي في مؤتمر صحافي بالخرطوم الحركة الشعبية بارتكاب «خروقات واضحة» لعرقلة عملية التسجيل بولاية الخرطوم وممارسة الترهيب والتهديد للجنوبيين الذين يعملون على حث المواطنين الجنوبيين على التسجيل. وتحدث المهدي عن «تجاوزات» قال إنها بلغت 50 خرقا، من أبرزها التهديد بالسلاح، وتدخل بعض قيادات الحركة الشعبية، وطرد المواطنين من داخل المراكز، وتأخر المفوضية في بدء العمل في أغلب المراكز والانصراف باكرا، وتهديد بالقتل، ومنع القبائل غير الجنوبية من التسجيل بحجة أنهم غير جنوبيين، ومنع سودانيين من أصول مشتركة من جهة أحد الوالدين بين الشمال والجنوب، وانتحال هويات موظفين بمفوضية استفتاء جنوب السودان، والمعنية بالإشراف على عملية الاستفتاء. وأشار المهدي إلى أنه أعد مذكرة لرفعها لمفوضية الاستفتاء وربط مستشار الرئيس السوداني والقيادي الجنوبي الاعتراف بنتيجة الاستفتاء بحل المفوضية للمشكلات التي اعتبرها مربوطة بالشفافية والنزاهة كشرط لإجراء الاستفتاء. وكانت الحركة الشعبية قد اتهمت المؤتمر الوطني بتهيئة السودانيين برفض نتيجة الاستفتاء حال وقوع الانفصال بحجة أنها «مزورة».

إلى ذلك، كثف وزير السلام بحكومة الجنوب والأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم من تحركاته بالولايات المتحدة وسط أعضاء مجلس الأمن الدائمين والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وقال أموم في لقاء جماهيري بواشنطن إن اللقاء بأمون تطرق إلى سير عملية تسجيل الناخبين للاستفتاء على حق تقرير المصير وأهمية مساعدة الأمم المتحدة في العملية.

وأشار إلى تجديد الأمين العام للأمم المتحدة لالتزام المنظمة الدولية بإجراء الاستفتاء في موعده واحترام إرادة شعب جنوب السودان بغض النظر عن النتيجة، وهو ما بحثه أيضا مع مندوبي فرنسا وبريطانيا وأميركا والصين وروسيا بمجلس الأمن. وتأتي التحركات الجنوبية في سياق إيجاد تعاطف دولي مع إعلان استقلال الجنوب العام المقبل.

وكشف أموم عن تقديم حزبه والإدارة الأميركية لفدية لمن سماهم «قراصنة المؤتمر الوطني» بشأن أبيي، دون أن يفصح عن تفاصيل الصفقة التي يمكن أن تؤدي لحل لأزمة استفتاء أبيي، حيث كان يفترض إجراء استفتاء متزامن بالمنطقة مع استفتاء الجنوب لتحديد تبعية المنطقة بعد الانفصال، لكن الاستفتاء واجه عقبات كبيرة أدت إلى عدم إنشاء مفوضية مختصة بالاستفتاء، وكذلك تحديد هوية الذين يحق لهم التصويت من سكان المنطقة التي تقطنها قبائل دينكا نقوك الجنوبية والمسيرية العربية، حيث تتنازع القبيلتان تبعية المنطقة. وقال أموم: «نحن الآن، في انتظار رد المؤتمر الوطني حول قبوله بالفدية من عدمه عبر اجتماع مؤسسة الرئاسة الذي سوف يلتئم بالخرطوم يوم الأحد المقبل». وأشار أموم إلى أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أرسل رسالة خطية لقيادة المؤتمر الوطني تحثه على قبول الصفقة، وإجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير والاعتراف بنتيجته مقابل التزام إدارته برفع العقوبات الاقتصادية عن الحكومة السودانية ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأعرب أموم عن تفاؤله بقبول المؤتمر الوطني بالفدية والتوصل لحل نهائي لقضية أبيي عبر اجتماع مؤسسة الرئاسة بالخرطوم. ويتوقع أن يعقد الرئيس البشير ونائباه الأول سلفا كير ميارديت والثاني علي عثمان محمد طه اجتماعا لمؤسسة الرئاسة للتوصل لقرار سياسي حول أبيي. وفي ذات السياق حددت قبيلة الدينكا نهاية الشهر الحالي موعدا نهائيا للبت في مصير أبيي.