وفد من الأمم المتحدة يعاين أوضاع المسيحيين في كردستان والعراق

بحث إمكانية إسكانهم مؤقتا في الإقليم إلى حين تحسن الأمن

TT

التقى وفد من الأمم المتحدة عددا من النواب المسيحيين في البرلمان الكردستاني لبحث أوضاع المسيحيين في العراق والدور الأممي في دعم الطائفة لجهة إبقائهم في العراق والحيلولة دون حدوث موجات نزوح جماعية لهم إلى خارج العراق، وبحث إمكانية إسكانهم في مناطق إقليم كردستان بشكل مؤقت إلى حين تحسن الأوضاع الأمنية في العراق.

وضم الوفد الأممي دانيال أندرسن، مسؤول مفوضية اللاجئين في العراق، وتشارلز لينغ، مسؤول المنظمة في شمال العراق.

وفي تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» أكد النائب سالم توما عن الكوتة المسيحية في البرلمان الكردستاني أن «الوفد الأممي جاء إلى كردستان لمعاينة أوضاع المسيحيين المهجرين من مناطق العراق، خاصة النازحين في الفترة الأخيرة التي أعقبت الهجمات الإرهابية التي استهدفت كنسية (النجاة) في بغداد وسلسلة الاغتيالات التي شهدها بعض أحياء بغداد، وتباحثنا حول الإجراءات الكفيلة بوقف نزوح المسيحيين إلى خارج العراق وضمان بقائهم داخل العراق وتقديم جميع التسهيلات لهم لإعادة إيوائهم في مناطق كردستان بشكل مؤقت إلى حين تحسن الأوضاع الأمنية في بغداد وبقية محافظات العراق».

وأضاف توما: «لمسنا من الوفد الأممي اهتماما بالغا بوضع المسيحيين، وأكدوا لنا أنهم سيلتقون القادة في الحكومة العراقية لحثهم على تعزيز الإجراءات الأمنية للمناطق المسيحية والكنائس».

وحول مدى استعداد المنظمة الدولية لدعم جهود رئاسة إقليم كردستان لاحتضان المسيحيين الهاربين من التهديدات الإرهابية وإسكانهم في مناطق الإقليم بشكل مؤقت للحيلولة دون حدوث هجرة جماعية مسيحية إلى الخارج، قال النائب توما: «زيارة الوفد الأممي كانت في الأساس لمعاينة أوضاع المهجرين واستكشاف سبل دعم أوضاعهم الإنسانية في حال حدثت هجرة جماعية للمسيحيين نحو إقليم كردستان، وقد أبدوا استعدادهم للمساهمة في جهد دولي لدعم قيادة الإقليم بهذا الشأن، ونحن عندما اجتمعنا بالسيد رئيس الإقليم مسعود بارزاني قبل أيام لمسنا من سيادته استعدادا كاملا لفتح أبواب الإقليم في وجه المسيحيين الهاربين من جميع مناطق العراق، ولكن المشكلة لا تنحصر فقط في إيواء القادمين، بل إن المشكلة الأكبر هي تدبير وسائل العيش اللائقة لهم، فنحن نعلم أن هؤلاء بينهم موظفون وطلبة مدارس ينبغي أن توفر لهم سبل مواصلة حياتهم الطبيعية، وبطبيعة الحال فإن ميزانية حكومة الإقليم لا تستوعب صرف رواتب هؤلاء الموظفين وضمان قبول الطلبة في الجامعات والمعاهد والمدارس وتوفير فرص العمل للبقية منهم، لذلك ينبغي أن يكون هناك دعم دولي إلى جانب دعم الحكومة العراقية، وأثناء مباحثاتنا مع السيد رئيس الإقليم تحدثنا عن هذا الجانب من خلال البحث عن إمكانية الاتصال بمجلس الكنائس العالمي والاتحاد الأوروبي لطلب الدعم منهما بهذا الشأن».