نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا، عن عالم سويسري قوله إن جهاز الموساد الإسرائيلي اغتال في سويسرا سياسيا ألمانيا عام 1987 بنفس الطريقة التي اغتال بها القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي مطلع العام الحالي.
ونقلت الصحيفة، في عددها الصادر أمس، عن عالم السموم السويسري، البروفسور هانس براندنبيرغر، أن نتائج الفحوصات الكيماوية التي أجريت على جثة السياسي الألماني أوبا بارشل تؤكد أنه مات مسموما بنفس الطريقة التي اغتيل بها المبحوح.
وأكد براندنبيرغر ما جاء في كتاب عميل الموساد السابق فيكتور أوستروفسكي «الجانب الآخر من التضليل» الذي صدر عام 1995، والذي أكد فيه أن الموساد قام بتصفية بارشل (34 عاما) الذي كان يشغل منصب رئيس حكومة مقاطعة «شيلزفيغ هولشتاين» الألمانية؛ لأنه رفض استخدام الموانئ الألمانية في نقل السلاح الإسرائيلي لإيران خلال الحرب العراقية - الإيرانية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها محقق كان له دور في التحقيق في قضية وفاة بارشل باتهام الموساد بشكل مباشر بعملية الاغتيال، مع العلم أن الرواية الرسمية كانت تتحدث عن عملية انتحار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عثر في أكتوبر (تشرين الأول) 1987 على جثة بارشل، مغمورة بالمياه في فندق في جنيف.
وفي اتصال أجرته معه الصحيفة أول من أمس السبت، قال أوستروفسكي، الذي يعيش حاليا في ولاية أريزونا الأميركية: إن بارشل كانت لديه معلومات جزئية حول تعاون عسكري بين إيران وإسرائيل وألمانيا، وهدد بالكشف عن المعلومات المتوافرة لديه. وحسب أوستروفسكي فإن الحديث كان عن نقل قطع غيار وبيع أسلحة وتدريب طيارين إيرانيين في ألمانيا. وقال أوستروفسكي: إن ألمانيا كانت في الصورة، وإن عملية الاغتيال لم تتم من دون علمها.
وفي وصفه لعملية الاغتيال، قال أوستروفسكي: إنه جرى تخدير بارشل بداية، ثم أدخلوا كمية من السموم إلى جسده عن طريق أنبوب دُفع إلى حلقه، لكي تبدو وفاته كمن أصيب بنوبة قلبية.