تعادل إيجابي بين قوى «8 و14 آذار» في انتخابات نقابة المحامين ببيروت

معركة سياسية بامتياز.. رغم طابعها المهني

TT

حقق فريقا «8 و14 آذار» تعادلا إيجابيا في انتخابات نقابة المحامين في بيروت، حيث فاز كل منهما بمقعدين من المقاعد الأربعة التي شغرت في مجلس النقابة بفعل انتهاء ولاية أربعة أعضاء من أصل 12 عضوا، رغم أن كلا الطرفين خاض المعركة على أساس الفوز بالمقاعد الأربعة بالنظر إلى الرمزية السياسية التي تكتسبها النقابة كما في كل دورة انتخابية.

فبعد معركة اختلط فيها حابل المهنة بنابل السياسة حل مرشح «14 آذار»، غير الحزبي، المحامي ناضر كسبار، أولا بغالبية 1779 صوتا، وحل ثانيا مرشح «القوات اللبنانية» المحامي سميح بشراوي بنيله 1593 صوتا، في حين حل ثالثا مرشح التيار العوني المحامي فادي بركات بـ1541 صوتا، وجاء رابعا مرشح حركة «أمل» المحامي حسن زبيب بـ1272 صوتا، بينما جاء مرشح «14 آذار» المحامي ماجد فياض عضوا رديفا بـ1199 صوتا، وكان أول الخاسرين مرشح التيار العوني المحامي طارق الخطيب، يليه مرشحة الحزب «التقدمي الاشتراكي» المحامية ندى تلحوق التي لم يحالفها الحظ رغم أن الاستطلاعات كانت ترجح فوزها.

وعلى الرغم من إعطاء المرشحين معركتهم الطابع النقابي والمهني، فإن سير المعركة وحملات التجييش للتصويت لمرشح هذا الحزب أو ذاك سرعان ما أعاد المعركة إلى صبغتها السياسية، وبدا منذ أيام سبقت الاستحقاق الانتخابي أن المحامين المنضوين إلى فريقي «8 و14 آذار» لا يدخرون جهدا في سبيل استمالة زملائهم المحامين، وخصوصا المستقلين، للتصويت للمرشحين الحزبيين في محاولة من كل منهما لتسجيل فوز ساحق على حساب الطرف الآخر، وبالتالي استثمار هذا الفوز لاحقا في السياسة، باعتبار أن نقابة المحامين تبقى بالنسبة إلى الجميع «أم النقابات»، ونتائجها تبقى الأكثر تأثيرا في السياسة بالنظر إلى العدد الكبير الذي ينتسب إلى هذه النقابة الأكثر تسييسا سواء بالمواقف أو بالممارسة، وعلى اعتبار أن المحامين هم من النخب الأساسية في لبنان، إلى جانب الأطباء والمهندسين وغيرهم.

وبعد أن أذاعت نقيبة المحامين، أمل حداد، النتائج النهائية رحبت بالفائزين الأربعة الذين سيحلون مكان أربعة من رفاقهم يغادرون مجلس النقابة، وهنأتهم بالفوز كما هنأت الذين لم يحالفهم الحظ وتحلوا بالروح الطيبة وأكدوا على الديمقراطية التي تتميز بها نقابتهم.

في الوقت نفسه، تبادل الفائزون التهاني وتقبلوها من زملائهم وأكدوا أنهم سيكونون «يدا واحدة تعمل لخدمة النقابة وكل المحامين، بعيدا عن الاعتبارات والاصطفافات السياسية».