انتخابات البرلمان المصري تفتح أبوابا للمهن الموسمية

ينخرط فيها خطاطون وتجار أقمشة ومصممو مواقع إلكترونية

موظفون مصريون في مكتب أقيم لتقديم الشكاوى التي قد تظهر أثناء الإنتخابات البرلمانية التي ستجري بعد 5 أيام (أ.ف.ب)
TT

«بعض المرشحين يركزون في شعاراتهم الانتخابية على قضايا تخص معيشة المواطن، وآخرون يفضلون الكلام ذا الصبغة السياسية.. وبالإضافة إلى مرشحي أحزاب المعارضة والمستقلين، فإن معظم الخطاطين ينفذون الدعاية الانتخابية الخاصة بمرشحي الحزب الحاكم، لكن مرشحي جماعة الإخوان (المحظورة) لديهم اكتفاء ذاتي توفره لهم الجماعة». هكذا يقول محمود عبد الفتاح، وهو يخط بفرشاته باللون الأحمر على لافتة قماشية بيضاء أمام محله في وسط القاهرة، وقد فتحت انتخابات البرلمان المقرر لها يوم الأحد المقبل أبوابا للمهن الموسمية التي انخرط فيها خطاطون وتجار أقمشة ومصممو مواقع إلكترونية.

ويزيد معدل الطلب على خامات الأقمشة والورق في الأسواق المصرية أيام الدعاية الانتخابية بواقع 52 في المائة عن الأيام العادية من العام، حسب ما قاله لـ«الشرق الأوسط» الدكتور حمدي عبد العظيم الرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، رغم أن المرشح الواحد لا يمكنه أن ينفق أكثر من 200 ألف جنيه (نحو 35 ألف دولار) كسقف أعلى للدعاية الانتخابية.

وأصبحت مهن موسمية أخرى تزاحم سوق اللافتات القماشية في موسم الانتخابات تخص الدعاية للمرشحين أهمها طباعة الملصقات الورقية والجلدية الضخمة، لكن عبد الفتاح لا يشعر بالقلق من منافسة هذا النوع من الدعاية لمهنته، قائلا: «اللافتات القماشية لن تندثر، لأنها سريعة التنفيذ وأرخص سعرا، وما زال المرشحون يطلبونها بكميات أعلى من الملصقات».

ويصل سعر متر أقل خامة من القماش المستخدم كلافتات دعائية للمشرحين (بعد الكتابة عليها) إلى 6 جنيهات (أقل بقليل من دولار)، بينما يصل سعر متر الملصقات الجلدية المطبوعة إلى 20 جنيها. ويغير الخطاطون في القاهرة والمحافظات خططهم لتلبية احتياجات الزبائن، حيث يتم التوقف عن أي عمل عادي، والتفرغ لعمل المرشحين وحدهم طوال فترة الدعاية الانتخابية التي تستمر لشهرين.. ويحتاج الأمر لتركيز وإبراز للمواهب لإرضاء المتنافسين. يعلق عبد الفتاح: «فنيات كتابة اللافتات الانتخابية لا تقتصر فقط على حسن الخط، بل تحتاج إلى ذكاء وخبرة».

وعن أنواع الأقمشة المستخدمة في الدعاية الانتخابية، قال فضول لـ«الشرق الأوسط» إن «المتعارف عليه هو قماش (البفتة) وهو نوع من الأقمشة رخيص الثمن، خاصة أن المرشح يبتاع منه كميات كبيرة لاستخدامها في صناعة اللافتات على مدار حملته الانتخابية».

أما المطابع، فتنخرط في العملية الانتخابية لتوفير مطالب المرشحين الدعائية. ويشير محمد سيف، صاحب مطبعة في منطقة عين شمس شمال شرقي القاهرة، إلى أن بطاقات التعريف هي أول المطبوعات التي يطلبها المرشحون.. كما يطلب بعض المرشحين عمل ملصقات على ورق «إيه فور» عليها صورة المرشح.

ومع انتشار الحاسب الآلي ظهرت فئة جديدة من المستفيدين من موسم الانتخابات، هم مصممو المواقع الإلكترونية. حيث يلجأ إليهم المرشحون لتصميم مواقع بأسمائهم، يضعون فيها سيرتهم الذاتية وإنجازاتهم، ويحصل مصمم الموقع على 3 أو 5 آلاف جنيه نظير تصميمه للموقع.