فرار 28 موريتانيا من معسكرات «القاعدة» في شمال مالي.. وأعمارهم لا تتجاوز 14 سنة

أفراد من عائلة الرئيس السابق ينفون اعتماده إماما لمسجد في قريته

TT

لم يكد الحكم في موريتانيا يتجاوز نشوة الانتصار جراء تسليم أحد المقاتلين في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي نفسه للجيش الموريتاني، قبل أسبوع، هو أحمد ولد ويس (31 عاما) وإعلان براءته من التنظيم، حتى جاء خبر آخر يعتبر منعطفا في مسار مواجهة الجيش مع «القاعدة»، حين أكدت مصادر عسكرية شمال مالي، مساء أول من أمس، أن 28 من المقاتلين الموريتانيين فروا من المعسكرات في الصحراء وسلموا أنفسهم للجيش الموريتاني.

وأضاف مصدر عسكري موريتاني أن المجموعة نجحت في الفرار من قبضة القائمين على المعسكرات في شمال مالي، وهم الآن في طريقهم إلى موريتانيا، مضيفا أن أعمارهم لا تتجاوز 14 سنة، وتم تدريبهم على حمل السلاح، كما تم تلقينهم العقيدة الجهادية التي يتبناها تنظيم القاعدة في منطقة الساحل. وأشار مصدر في الجيش إلى أن «بعضهم تعرض للضرب في المعسكرات على أيدي عناصر تنظيم القاعدة بهدف إجبارهم على اعتناق الأفكار المتطرفة».

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها معسكرات تنظيم القاعدة في شمال مالي فرارا جماعيا، إذ سبق لستة شبان موريتانيين أن فروا من قواعد التنظيم، قبل شهر، حسب مصادر عسكرية موريتانية. ولم يستبعد مراقبون أن يكون قانون الإرهاب الجديد الذي أقره البرلمان الموريتاني في يوليو (تموز) 2010 مهد الطريق لاستسلام المقاتلين الإسلاميين، كما أسهم في الحد من احتواء تنظيم القاعدة للموريتانيين.

ويمنح هذا القانون المقاتلين المتطرفين الذين يستسلمون للسلطات «قبل اعتقالهم»، ظروفا خاصة تذهب إلى حد الإفراج عنهم، وعدم متابعتهم قضائيا. وبدأت بوادر التمرد في صفوف المنتمين لـ«القاعدة» بالظهور في الفترة الأخيرة، إذ شن شاب موريتاني عائد من معسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، هجوما لاذعا على التنظيم، معلنا تخليه عن «الأفكار المتخلفة والمناقضة للإسلام».

واعترف ولد ويس، وهو أحد العائدين من المعسكرات الجهادية، بأنه اقتنع بالجهاد ظنا منه أنه يخدم الدين، لكنه اكتشف زيف جملة المعلومات التي يقدمها التنظيم له. على صعيد آخر، نفى أفراد من عائلة الرئيس الموريتاني السابق، سيدي ولد الشيخ عبد الله، لـ«الشرق الأوسط» صحة الخبر الذي تداولته بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية، ومفاده أن ولد الشيخ عبد الله أصبح إماما لمسجد قريته (لمدن) الواقعة على بعد 250 كلم شمال شرقي نواكشوط. وقال أفراد من عائلة الرئيس السابق ولد الشيخ عبد الله، إن الخبر لا أساس له من الصحة، وإن المسجد يتوفر له خمسة أئمة يتناوبون في ما بينهم على الإمامة عند الاقتضاء.