إجراءات مشددة في البرلمان الألماني على خلفية تحذيرات من هجمات محتملة

وزير الداخلية ينتقد التكهنات «اللامسؤولة» ويحذر من تعميم «العداء للإسلام» * إغلاق جزئي بسبب المخاوف الأمنية ونشر قوات إضافية

اثنان من ضباط الشرطة الألمانية مسلحين ببنادق أمام مدخل مبنى الرايخستاج مقر البرلمان الألماني (بوندستاج) ضمن الإجراءات الأمنية الجديدة أمس (إ.ب.أ)
TT

شددت شرطة العاصمة الألمانية برلين أمس الإجراءات الأمنية حول مبنى الرايخستاج، مقر البرلمان الألماني (بوندستاج)، على خلفية التحذيرات الأخيرة من احتمال تعرض المبنى لهجمات إرهابية. ويزور قبة الرايخستاج وهي من المعالم السياحية في ألمانيا نحو ثلاثة ملايين سائح كل عام. وسمحت السلطات أمس للمجموعات التي حجزت مسبقا فقط وأجازت لهم المرور من المتاريس التي أقامتها الشرطة خارج المبنى. ولم يقدم متحدث باسم الرايخستاج أي تفسير لإغلاق المنطقة المخصصة للسياح في سطح المبنى. كما لم يكشف المسؤولون عن المدة التي سيستمر طوالها الإغلاق الجزئي للمبنى. وقالت مجلة «دير شبيغل» يوم السبت الماضي إن أحد الجهاديين وهو يعيش في الخارج أخطر السلطات بخطة لمتشددين مسلحين لدخول المبنى الواقع في وسط برلين الذي يعود إلى القرن التاسع عشر وفتح النار بشكل عشوائي. وذكرت المجلة أن الشرطة الألمانية اعتبرت المعلومة ذات مصداقية. وقالت المجلة إن هذه المعلومات هي التي دفعت المسؤولين إلى أن يعلنوا يوم الأربعاء الماضي رفع مستويات الأمن خاصة في الأماكن العامة بما في ذلك المطارات ومحطات القطار. وصرح وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره يوم الخميس الماضي بأن السلطات متأهبة لهجوم مسلح على غرار الهجوم على مدينة مومباي الهندية عام 2008 الذي قتل 166 شخصا. وأعلن المركز الصحافي للبرلمان أمس أنه تم إغلاق قبة البرلمان والسطح أمام الزوار. وأشار المركز إلى أنه سيسمح فقط للمجموعات المسجلة بزيارة البرلمان. وقال وزير داخلية برلين، إرهارت كورتينج، خلال اجتماع للجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان المحلي لولاية برلين، إنه تم تشديد الرقابة وإجراءات أخرى على نطاق واسع لحماية البرلمان. وأشار كورتينج إلى أنه تم وضع حواجز أمنية إضافية ونشر 60 شرطيا حول المبنى. ووفقا لبيانات الشرطة فلا يوجد حتى الآن خطط محددة لشن هجمات إرهابية على مبنى الرايخستاج. وقال متحدث باسم الشرطة إنه ليس هناك معلومات حول خطط لمهاجمة مبان معينة. وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن مكتب مكافحة الجريمة الاتحادي يأخذ في عين الاعتبار إمكانية أن يقوم عدد من الإرهابيين بمهاجمة مبنى الرايخستاج على نمط هجمات مدينة مومباي الهندية عام 2008.

من ناحيته قال ايرهارت كورتنغ، وزير داخلية برلين، إن 60 شرطيا جديدا سيضافون إلى قوة حماية البرلمان، مع تدابير أمنية إضافية «داخلية» ستتخذ أيضا. ودون إشارة إلى علاقة هذه الإجراءات الأمنية بالتكهنات الصحافية حول احتمال تعرض الرايخستاج لعملية اقتحام إرهابية، أشار إلى وجود عدة «سيناريوهات» ممكنة. وقال الوزير إنه لا يستطيع أحد التكهن بصحة المعلومات حول المخطط الإرهابي ضد ألمانيا 100%، لكن السلطات الأمنية تمتلك اليوم أدلة ملموسة عن خطر داهم. وكان عدد من الصحف الألمانية المعروفة تحدث عن مخطط لتنظيم القاعدة لاقتحام مبنى الرايخستاج، لاحتجاز رهائن، وتنفيذ «حمام دم» داخل المبنى.

وعلق وزير الداخلية الاتحادي دي ميزيير في برنامج «تقرير برلين» التلفزيوني بأنها «غير مسؤولة» عندما حددت الأهداف المحتملة، وهي إشارة إلى التكهنات حول تعرض الرايخستاغ إلى عملية اقتحام. وحذر دي ميزيير من «العداء للإسلام» قائلا إن التصعيد لا يخدم الموقف الحالي في ظل المخاطر المحدقة. وقال إنه لا يجوز تعميم الريبة على جميع المسلمين الذي يعيشون في ألمانيا بشكل اعتيادي وبسلام. وجدد الوزير مقولته السابقة «عن وجود أسباب تدعو إلى القلق، لكن لا وجود لأسباب تستدعي الهستيريا».