الناتو: الأطفال الأفغان أكثر أمنا من أطفال نيويورك

الممثل المدني للأطلسي: أطفال قندهار يمارسون حياتهم اليومية بأمان

TT

قال مارك سيدويل، كبير مبعوثي حلف شمال الأطلسي من المدنيين لأفغانستان، إن المدن الأفغانية تشبه شبكة من القرى، ربما يكون الأطفال فيها أكثر أمانا من لندن ونيويورك. وأردف قائلا خلال مقابلة بثت أمس في «بي بي سي للأطفال» (سي بي بي سي) إن الأطفال قد يكونون أكثر أمانا هنا من لندن أو نيويورك أو غلاسكو أو مدن كثيرة أخرى.

وأدلى سيدويل بهذا التصريح، ردا على سؤال من مقدم البرنامج عن تقارير تلقاها برنامج «نيوز راوند» من أطفال أفغان في كابل قالوا إنهم يشعرون بعدم أمان في الشوارع، بسبب خطر التعرض للقنابل، وقال سيدويل: «هناك عدد قليل جدا بالفعل من تلك القنابل في كابل والمدن الكبيرة الأخرى».

وأضاف أن معظم الأطفال حتى في أماكن مثل معقل طالبان في قندهار يمارسون حياتهم اليومية بأمان. وقال: «من ثم فإنها تشبه قليلا مدينة من القرى». ونشرت هذه التصريحات قبل بث البرنامج، وهي جزء من مقابلة ستبث على جزأين لاستكشاف حياة الأطفال في أفغانستان.

وقال تقرير من صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2009 إن أفغانستان أخطر مكان يمكن أن يولد فيه إنسان في العالم، لكن عددا من الأفغان صغار السن أعربوا عن مخاوفهم، كما اعتبرت جمعية «أنقذوا الأطفال» أن تصريحات المسؤول الغربي خاطئة ومضللة. وتحملت العاصمة الأفغانية عبء الحرب في البلد. وعلى الرغم من أن الوضع الأمني قد بدأ يتحسن مؤخرا، فإنها لا تزال من بين أخطر الأماكن من الناحية الأمنية. وينصح موقع وزارة الخارجية البريطانية بعدم السفر إلى عدد من مناطق أفغانستان إلا للضرورة القصوى، وبتجنب زيارة المناطق حيث تدور المعارك.

ووصلت أعمال العنف في شتى أنحاء أفغانستان إلى أسوأ مستوى لها منذ أن أطاحت قوات أفغانية مدعومة من أميركا بحركة طالبان، في أواخر عام 2001، مع ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين والعسكريين إلى مستويات قياسية.

وأدت قنابل محلية الصنع أو هجمات انتحارية إلى سقوط 74 طفلا قتيلا في النصف الأول من العام الحالي، بزيادة نسبتها 155 في المائة عن نفس الفترة من عام 2009. وعلى الرغم من استهداف المقاتلين عادة القوات الأجنبية والأفغانية، فكثيرا ما يسقط مدنيون في وسط هذه الهجمات كمارة.

وفي الشهر الماضي قتل تسعة أشخاص على الأقل، منهم ثمانية أطفال عندما أصابت قنبلة وضعت على جانب طريق في إقليم نيمروز (جنوب غربي أفغانستان) حافلة مدرسية كانت تقل طالبات.

وقام أيضا إسلاميون متشددون يعترضون على تعليم الإناث برش حمض على وجوه فتيات أثناء سيرهن إلى مدرستهن. وكان تعليم الإناث محظورا خلال حكم طالبان.

لكن الكثير من الشبان الأفغان الذين استضافهم البرنامج يرون غير ذلك. وقال سهراد, 16 عاما, وهو تلميذ: «بسبب الانفجارات التي تقع في المدينة يكون الذهاب للمدرسة مرعبا. نخشى من الانفجارات في المدرسة». ورفض الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية (أنقذوا الأطفال)، رأي سيدويل قائلا: «إن من الخطأ مقارنة حياة الأطفال في كابل مع حياة الأطفال في المدن الغربية».

وتابع: «يجب أن نستمع لما يقوله الأطفال في أفغانستان.. أفغانستان هي أسوأ مكان على الأرض يمكن أن يولد فيه طفل، فطفل بين كل أربعة يعيشون هناك يموت قبل أن يبلغ الخامسة من عمره»، ورفض كذلك متحدث باسم مجلس مدينة غلاسكو رأي سيدويل، ووصفه بأنه «فهم المسألة بشكل خطأ». وأظهرت إحصاءات الأمم المتحدة أن الأطفال الأفغان هم عادة ضحايا تفاقم الصراع، وأن 1795 طفلا قتلوا أو جرحوا نتيجة للحرب من سبتمبر (أيلول) عام 2008 حتى أغسطس (آب) عام 2010.

ووصلت أعمال العنف في شتى أنحاء أفغانستان إلى أسوأ مستوى لها منذ أن أطاحت قوات أفغانية مدعومة من أميركا بحركة طالبان في أواخر عام 2001، مع ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين والعسكريين إلى مستويات قياسية.