الأزياء العسكرية تباع في سوق كابل لغير الملتحين

على بعد مئات من الأمتار من القصر الرئاسي الواقع تحت حراسة أمنية مشددة

TT

يبيع محمد زابي في المتجر الذي يملكه أزياء عسكرية وأزياء الشرطة في السوق، ولكن بشرط ألا يكون زبائنه ملتحين أو يتحدثون بلكنة ريفية، خشية أن يكونوا من المتشددين.

كثيرا ما يتنكر المتشددون في زي جنود أو رجال شرطة أثناء شن هجمات، وشراء زي عسكري كامل من السوق لنحو 800 أفغاني لا يتكلف أكثر من 17 دولارا. وعلى بعد مئات من الأمتار فقط من القصر الرئاسي الواقع تحت حراسة أمنية مشددة تبيع المتاجر كل شيء من جراب المسدسات إلى زي الشرطة والزي العسكري. وتقول وزارة الداخلية إن هذه التجارة غير مشروعة، إلا أن ملاك المتاجر يصرون على أنهم يقدمون فقط خدمة للمشترين المشروعين مثل أفراد الأمن الذين يفقدون أو يلحقون ضررا بزيهم. وقال زابي، (44 عاما، لـ«رويترز» وهو يقف وسط صفوف من الزي الرسمي للجيش والشرطة الأفغانيين: «إذا لم يكن المشتري يحمل بطاقة هوية، يمكنني أن أعرف من مظهره لماذا يريد شراء هذا الزي... إذا جاءني زبائن ملتحين ولا يتحدثون بلكنة كابل أو لا يحملون أي بطاقة هوية أرفض البيع لهم. ويحمل زابي تصريحا رسميا عبارة عن عقد بتزويد الزي الرسمي لوزارة الداخلية، ويقول إنه لا يواجه أي قيود من الشرطة أو الأجهزة الحكومية. وأضاف أنه مثل كثير ممن يعملون في هذه التجارة يحمل أيضا ترخيصا من نقابة الحرفيين المستقلة التي يبيع العشرات من أعضائها الزي العسكري في كابل. إلا أن هذه التجارة تنطوي على مخاطر ومحظورة رسميا لأسباب أمنية، مع بلوغ أعمال العنف في البلاد أعلى مستوياتها منذ الإطاحة بحركة طالبان من السلطة عام 2001. وقال زيماري بشاري، المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن شراء أو بيع المعدات العسكرية وزي الشرطة غير مشروع وستستمر الحكومة في إغلاق مثل هذه المتاجر. وكان رد فعل ملاك المتاجر سيئا إزاء مساعي تصوير سلعهم وقالوا إنه بعد تقارير إعلامية سابقة، حضر مسؤولون لمصادرة بضائعهم، حيث اضطروا إلى دفع أموال مقابل استردادها. وقال شخص وسط الحشود الغاضبة الصور التي تلتقطونها جذبت أنظار الحكومة لأعمالنا وهو ما لا نريده. ويشتهر متمردو حركة طالبان بارتداء السراويل الفضفاضة والقمصان الطويلة وهو زي شبيه بما يرتديه الكثير من الرجال الأفغان، إلا أنهم كثيرا ما يشنون هجمات على مبان حكومية ومؤسسات عسكرية ومنظمات إغاثة وهم متنكرون في زي نساء أو زي مسؤولي الشرطة أو الجيش. والنقاب التقليدي الذي ترتديه النساء ولا يكشف عن وجوههن أو الزي العسكري يجعل من السهل على المتشددين الاقتراب من أهدافهم ومفاجأة قوات الأمن الحقيقية. وفي وقت سابق من الشهر الحالي، هاجم نحو ثمانية من مقاتلي حركة طالبان جنودا أفغانا في مطار جلال آباد بإقليم ننكرهار بشرق البلاد والذي يعد أحد كبرى القواعد العسكرية للقوات الأمنية. وعلى الرغم من أن الهجوم جرى صده بنجاح ولم يقتل أيا من القوات الأفغانية أو الأجنبية، فإنه أثار مخاوف بشأن مدى توافر الأزياء العسكرية وزي الشرطة في الأسواق. ولا يقلد الزي الرسمي الأفغاني فقط.. في سوق بوش الذي يحمل اسم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، تبيع عشرات المتاجر الصغيرة الكثير من السلع الأميركية المقلدة مثل الزي العسكري الأميركي والنظارات المعظمة وأنواع مختلفة من المدى وحتى نظارات الرؤية الليلة. وقال مالك متجر آخر اكتفى بذكر اسمه الأول وهو عبيد، إن زبائنه المدنيين يمكنهم الشراء منه إذا قالوا إنهم أقارب أحد أفراد قوات الأمن.

واستطرد: «إذا لم أبع، فسيشترون الشيء نفسه من متاجر أخرى ومن ثم لا يمكن أن أصدهم».