تقرير لوكالة الطاقة الذرية: إيران تواصل التخصيب وسورية لم تقدم اجابات

البرنامج النووي الإيراني يكافح للتغلب على مشكلات خطيرة اعترضته

فنيان إيرانيان يراقبان أجهزة الكومبيوتر في مركز بوشهر النووي التي قالت إيران إنها لم تتأثر بفيروس ستاكسنيت الذي ضرب البلاد الصيف الماضي (أ.ب)
TT

أشار تقرير عن اخر تطورات النشاط الايراني النووي، رفعه مساء امس يوكيا امانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الى ان ايران وخلافا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلسي الامن ومحافظي الوكالة لم تعلق انشطتها المرتبطة بتخصيب اليورانيوم مواصلة تشغيل محطة الاثراء والمحطة التجريبية بناتاز، مضيفا ان ايران واصلت انتاج سادس فلوريد اليورانيوم وتشييد محطة فوردو وانها ما تزال تتمسك بدعواها ان الوكالة تطالب بالحصول على معلومات دون اسس قانونية كما تثير مسائل تتجاوز اتفاقات الضمان بل تقع خارج اطار البرتكول الاضافي .

من جانب اخر كرر التقرير الذي من المفترض ان يدرسه مجلس محافظي الوكالة استعدادا لمناقشته في دورته القادمة التي حدد لها مطلع الشهر القادم الشكوى ان ايران لم توفر للوكالة امكانية معاينة وثائق تصميم ذات صلة بمحطة فوردو كما تحول دون الوصول للشركات التي شاركت في تصميمها ممتنعة في ذات الوقت من تنفيذ القرارات التي تطالبها بتعاون اوثق لايضاح القضايا التي ما تزال عالقة والتي تثير اوجه قلق حول احتمال وجود ابعاد عسكرية لبرنامجها النووي.

في سياق مواز اكد التقرير انه ورغم اكتمال التشييد في الهيكل الخرساني للمفاعل البحثي باراك لكن لا وجود لاي نوافذ او الة مناولة عن بعد خاصة بالخلايا الساخنة كما ذكر ان الوكالة لم تلاحظ اثار تركيب للمعدات الخاصة بتحويل سادس فلوريد اليورانيوم المثري بنسبة 20 %.

وفي ذات السياق اقر التقرير ان ايران ارسلت للوكالة اشعارا مسبقا بتحميل الوقود في محطة بوشهر للقوى النووية . وان قاعدة باء بمحطة اثراء الوقود بناتاز منذ 16 نوفمبر الماضي لم تشهد اية اعمال تركيب لاجهزة طرد مركزي.

هذا وفيما فسرت بعض الدول المؤيدة لايران هذه الملاحظات بانها فاتحة تعاون اوثق والتزام بالمقرارات الدولية اعتبرتها دول تشك في سلمية النشاط النووي الايراني علامات بطء في مسيرة هذا النشاط ليس بسبب الالتزام وانما بسبب اثار دمار وتخريب قد يكون اصاب الاجهزة الايرانية نتيجة فيروس ستكسنيت الذي ييعتقدون انه قد عطل عددا كبيرا من اجهزة الطرد المركزي الايرانية مما زاد من المشاكل التقنية الحقيقية التي يواجهها البرنامج النووي الايراني.

من جانبها قالت الولايات المتحدة أمس ان التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يعرض بالتفصيل لجهود مستمرة لانتاج يورانيوم منخفض التخصيب يظهر أن طهران مازالت تتحدى القوانين النووية الدولية.

وطالب التقرير إيران بمزيد من الشفافية والتعاون وضرورة الالتزام بقرارات مجلسي الأمن وأمناء الوكالة التي تلزمها بتجميد أنشطتها النووية كافة. وفي سياق مواز، أشار تقرير ثان رفعه مدير عام الوكالة إلى أن سورية لم تقدم بعد أجوبة شافية عن مصدر آثار التلوث النووي التي عثر عليها مفتشو الوكالة بموقع دير الزور الذي دمرته إسرائيل عام 2007 بدعوى أنه منشأة ذرية.

وكانت سورية قد سمحت لمفتشي الوكالة في يونيو (حزيران) 2008 بزيارة الموقع، وأخذ عينات من مخلفات دماره رافضة أن تسمح بزيارته مرة أخرى بدعوى أنه تحول إلى موقع عسكري.

وكان التقرير قد حذر سورية أنه بمرور مزيد من الوقت أصبح من الصعب على الوكالة التحقق من ذلك بالصورة المطلوبة، مطالبا بمزيد من التعاون، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الأجوبة التي قدمتها سورية بخصوص آثار التلوث بمنشأة الأبحاث قرب دمشق لم تتطابق والاستنتاجات التي وصل إليها مفتشو الوكالة.

الى ذلك قال تقرير لواشنطن بوست أن البرنامج النووي الإيراني تعرض لمشكلات خطيرة، من بينها تقلبات غير مبررة في أداء الآلاف من أجهزة الطرد المركزية المخصبة لليورانيوم، مما أدى إلى حدوث توقف نادر ولكنه مؤقت في عمل المفاعلات النووية الإيرانية، وكان من المتوقع أن يكشف المراقبون الدوليون عن هذا الأمر أمس حسب تقرير لواشنطن بوست لن تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الوحدة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة التي تراقب البرامج النووية، أي تفسير لهذه المشكلات. ولكن التخمينات ركزت فورا على دودة: «ستوكس نت»، وهي فيروس من فيروسات الحاسب الآلي يقول بعض الباحثين إنها تبدو كأنها صممت خصيصا لاستهداف أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، لكي تخرجها من نطاق السيطرة.ونفت إيران أن تكون الدودة قد تسببت في وقوع أي مشكلات. وامتنع جيمس جونز، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس باراك أوباما حتى وقت قريب، عن التعليق على الدودة التي سُئل عنها يوم الاثنين الماضي في معهد أسبن. كانت وكالة «أسوشييتد برس» قد نقلت تقريرا عن توقف أجهزة الطرد المركزي، وهو الأمر الذي تم تأكيده بواسطة شخص مطلع على هذا التقرير.

وقال المسؤول: إن هذا التوقف ذكر في التقرير المرتقب للوكالة الدولية للطاقة الذرية.