عمرو خالد: ليست لي مصالح شخصية من عودة نشاطي الدعوي في مصر

نفى في حوار مع «الشرق الأوسط» اتهامه بالدعاية الانتخابية للحزب الحاكم

الداعية عمرو خالد (تصوير: «عبد الله السويسي»)
TT

نفى الداعية الدكتور عمرو خالد ما أثير حول دعايته لمرشحي الحزب الوطني (الحاكم) في الانتخابات البرلمانية المصرية المقبلة، موضحا أن أولى محاضرته في مصر التي تمثل عودته لإلقاء الدروس الدينية بها بعد غياب 8 سنوات، لم يكن هدفها الدعاية الانتخابية، وأنه لم توجد لافتة أو ملصقات تؤيد أي شخص أو حزب في مصر.

وقال خالد في حوار مع «الشرق الأوسط» في منزله بالقاهرة، إنه يحترم جميع من قاموا بتوجيه الانتقادات إليه، نافيا وجود شبهة مصلحة شخصية في عودة نشاطه الدعوي إلى مصر، موضحا أنها تصب في مصلحة الرسالة، مشيرا إلى أنه طوال السنوات الماضية كان ينتظر الفرصة للتواصل المباشر والالتقاء مع الناس لأنه يمثل أصل رسالته، معلنا أنه سوف يقبل أي دعوة توجه إليه من أي مؤسسة بلا أي تحفظات أو شروط، وقال إنه لم يفكر في خوض الانتخابات، وإنه اختار منذ البداية الدور الذي يقوم به بما يخدم رسالته للإصلاح في البلاد، لكنه أضاف أن «بعد هذه الرسالة» يتماس مع السياسة لأنها «مسيرة خير»، تحاول أن تجعل توجهات الشباب إيجابية، سواء في مصر أو خارجها. وقال خالد ما أحب الإعلان عنه من خلال «الشرق الأوسط»، «إننا سنبدأ قريبا لأول مرة برنامجا حصريا على الإنترنت باسم (نادي الأخلاق)، هو برنامج تلفزيوني يشارك فيه كل الدعاة في الوطن العربي، مثل د. سلمان العودة، د. طارق سويدان، د. يوسف القرضاوي، وأحمد الشهيري، وشريف شحاتة، وهدفه أن يكون صرخة للأخلاق».

وفي ما يلي نص الحوار:

* تم اتهامك صراحة بأن الهدف من عودتك لمصر هي لتأييد مرشحي الحزب الوطني الحاكم، فهل كنت تتوقع هذا الهجوم عليك؟

- بالطبع كان متوقعا، لكن ما أغضبني غياب العقل السديد في الحكم على شيء قبل أن نراه بأعيننا، حيث خرجت سيناريوهات وأوهام وتخيلات من مزج الخيال بأن المحاضرة (التي ألقاها في مركز شباب السيوف بالإسكندرية قبل أيام) هدفها الدعاية الانتخابية، وأن هناك مرشحين سيحضرونها، فأين العقل في ذلك! أليس منطقيا أن نسأل أولا قبل أن نهاجم؟! ومن الوعي أن تحكم على شيء بعد أن تعرفه وليس إصدار أحكام مسبقة، فكنت أتوقع هجوما راشدا لكن أن يكون بعد المحاضرة لا قبلها، لذا فأنا لم أرد على تلك الاتهامات حتى تمت المحاضرة حتى لا اتبع المنهج ذاته، فكيف أدافع عن شيء قبل أن يحدث. وأقول لم توجد دعاية انتخابية، ولم توجد لافتة أو ملصقات تؤيد أي شخص أو حزب، وقد بدأت محاضرتي بالحديث عن هدفي منها، ولكل هؤلاء المهاجمين أقول: الفرق بين الأوهام والحقيقة هو «شريط المحاضرة» فهو بيني وبينكم ويوجد تسجيل لها على موقعي الشخصي.

* الهجوم طالك من بعض التيارات الدينية ومن شباب على الـ«فيس بوك»، فما ردك عليهم؟

- أحترم الجميع، ومن أكثر الأشياء التي ألتزمها عدم التجاوز في حق أحد، فقط أعتب على من يعاني في بعض المؤسسات والتيارات في مصر عدم قدرته على إيصال صوته ورسالته، ثم يغضب عندما أحاول توصيل صوتي دون أن أتخلى عن رسالتي، كما أعذر شبابا كثيرين على الإنترنت، فأنا أقبل النصح وأحترم ذلك فالدين النصيحة، ولا أقول إنني أرفض كل من هاجمني، والنقد لا يزال مستمرا، لكن الاتجاه العام تغير حين رأى الناس المحاضرة.

* لكن البعض يقول إن عودة دروسك داخل مصر يصاحبها بحث من جانبك عن مصلحتك الشخصية.. ما قولك؟

- هذا غير صحيح، فمصلحتي الشخصية كانت متحققة في الشكل الإعلامي، فأنا أتقاضى أموالا من برامجي، ولكن لا أتلقى أموالا نظير الدروس والمحاضرات الجماهيرية، فأين مصلحتي الشخصية في ذلك؟! لكن هذه مصلحة الرسالة، فلا توجد شبهة مصلحة شخصية، فالعكس هو الصحيح.

* يتساءل البعض عما إذا كنت قد فكرت في ترشيح نفسك في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟

- أنا اخترت منذ البداية الدور الذي أقوم به لنفسي بما يخدم رسالة الإصلاح في بلادنا، وهو بعد يتماس مع السياسة لأنها مسيرة خير، فأحاول أن يكون الشباب إيجابيا وأن يهتم بالعمل المدني، وأن يخرج من حالة السلبية، وألا ينسحب من الشأن العام، وأن يكون له اهتمامات، فهذا دوري أؤديه بما يخدم رسالتي، أما الانتخابات فهي بعد آخر وشكل آخر لا أحب الدخول فيه.

* لكن، سبق أن وجهت دعوة للشباب المصري للمشاركة الإيجابية في انتخابات الرئاسة المقبلة المقررة العام المقبل 2011؟

- أنا بالطبع أشجع الشباب على المشاركة لأنه واجب وطني وقومي، وأقول لهم المشاركة تعد ألف باء إيجابية وتعكس انتماءك لبلدك.

* ذكرت كلمة «الرسالة» أكثر من مرة، فهل يمكن التذكير بها؟

- الرسالة عبارة عن مثلث من ثلاثة أبعاد، إيمان وأخلاق وتنمية، لذلك كنت حريصا على أن تكون محاضرة الإسكندرية بعنوان (كيف ترتقي إلى الله؟)، أي من خلال هذه الوسائل الثلاث، فهي رسالة خير وإصلاح تهدف إلى نهضة بلادنا.

* صاحبتك موجة من النقد في مواقف عدة طيلة السنوات الماضية، مثل الذهاب لمؤتمر الدنمارك عن التعايش وحتى الانتقادات الأخيرة، كيف تصفها؟

- أعتبر نفسي شخصا مبادرا، والمبادر دائما، ولأنه يبدأ أمرا جديدا، فلا تقبله كل العقول أو تثق بنتائج هذا الأمر، لكن في الوقت نفسه ليس كل ما أفعله صحيحا، أنا أقوم بتجربة مفيدة وجيدة وتحاول تقديم شيء جيد للأمة ولبلادنا، لكن التجربة لها وعليها.. نعم هناك أخطاء. وأحترم الآراء المنتقدة لي، فهناك انتقادات تحترم من أصحاب النوايا الصادقة أو الفكر العاقل تعلمت الكثير منها، لكن أيضا هناك مهاترات من حاقدين وكارهين. لذا، أتعامل معها بطريقة «النسر»، فالنسر طائر راق عندما تهاجمه جموع الغربان لا يهاجمها إنما يحلق لأعلى.

* ما هو نشاطك المقبل في مصر؟

- بمحاضرة الإسكندرية تحركت وطرقت الأبواب، وأعلن أنني سأقبل أي دعوة توجه لي من أي مؤسسة، سواء من مسجد أو نادٍ أو جامعة أو جمعية مدنية أو تنموية، بلا أي تحفظات أو شروط أو مطالبات، وسيكون لها الأولوية على برنامج أسفاري للخارج، وحتى هذه اللحظة ليس هناك دعوة بعينها، ولكني أتوقع انفراجة كبيرة. وما أحب الإعلان عنه من خلال «الشرق الأوسط» أننا سنبدأ قريبا لأول مرة برنامجا حصريا على الإنترنت باسم (نادي الأخلاق)، هو برنامج تلفزيوني يشارك فيه كل الدعاة في الوطن العربي، مثل د. سلمان العودة، د. طارق سويدان، د. يوسف القرضاوي، وأحمد الشهيري، وشريف شحاتة، وهدفه أن يكون صرخة للأخلاق، فيكفي الفهم الخاطئ للإسلام أنه عبادات فقط، فالرسول يقول: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). ففكرته إعادة سلسلة الأخلاق بأفكار جديدة ومن خلال دعاة جدد، وسوف يبث على موقعي الشخصي حصريا، وسوف يكون دخول النادي بعضوية والتي تشترط على من يريد الحصول عليها أن يكون عمل عملا خيريا.

* وما هو تخطيطك لمستقبل الدعوة بصفة عامة؟

- عندي مرتكزان كبيران في المرحلة المقبلة، الأول قضية الأخلاق، فهناك إشكالية في المجتمع بالتركيز على العبادات فقط، لكن حسن الخلق هو أثقل ما يوضع في ميزان العبد، لذا أهدف إلى الإكثار من التذكير بالأخلاق، والمرتكز الثاني يتعلق بمسألة طاقة الشباب الإيمانية وكيفية أن تتحول إلى عمل ملموس، فإذا لم توجه هذه الطاقة لعمل تنموي وخيري، قد تظهر بعض الانحرافات الفكرية والسلوكية.

* وماذا عن مشروع «إنسان» الذي تقوم بتنفيذه في اليمن؟

- المشروع يهدف إلى المحافظة على شباب اليمن بعيدا عن الانحرافات السلوكية والفكرية من خلال عمل مشاريع تستوعب الشباب بأعداد ضخمة ويشرف عليها الشباب أنفسهم، كذلك فهناك مشروع آخر هو «بلدة طيبة» قائم على نشر الفكر الوسطي بين الشباب والدعاة.

* أديت فريضة الحج هذا العام، فهل لمست الجديد؟

- أنا منبهر بعملين كبيرين قام بهما خادم الحرمين الشريفين، وهما جسر الجمرات وقطار المشاعر، وأعتبرهما مشروعين حضاريين، فجسر الجمرات بشكله الحديث أبرز المظهر الراقي لرمي الجمرات بشكل أكثر تركيزا وأمنا وأكثر تقديرا لحضارة الإسلام، كذلك فالقطار من مكة إلى منى مشروع راق ومهم، أما عن مشاعر الحج هذا العام فقد لمست فيها رقة وقد ختمت بأمطار الخير، كما تأثرت بكلمة جلالة الملك وهو مريض ولم يأت للحج، حيث كانت كلمته مؤثرة.