أمير قطر مستعد لزيارة لبنان لـ«تعزيز الاستقرار»

TT

تراجعت نسبة التفاؤل في لبنان بنتائج قريبة لما قيل إنه مسعى سوري - سعودي لاحتواء الأزمة القائمة في لبنان بسبب القرار الظني المرتقب صدوره عن المدعي العام في جريمة اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري الذي يتردد بقوة أنه سيوجه الاتهام إلى عناصر من حزب الله.

وقد شهد لبنان فورة اهتمام دولي وعربي وإقليمي لافت خلال الساعات، تمثل أولا في الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وما سبقها من مواقف أميركية واهتمام قطري لافت بالوضع المحلي تمثل في زيارة لوزير الخارجية القطري حمد بن جاسم، وموقف أكثر من لافت لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي أبدى استعداده للقدوم إلى بيروت «إذا كان يستطيع المساعدة في تعزيز الاستقرار».

وفيما قالت مصادر لبنانية إن مواقف أردوغان الداعمة للاستقرار في لبنان معروفة، مشيرة إلى أن هناك اتفاقا تركيا - سوريا على ضرورة تعميم أجواء التهدئة»، قالت مصادر قريبة من رئيس الوزراء التركي لـ«الشرق الأوسط» إن أردوغان استبق زيارته إلى بيروت بإجراء اتصالات مع عدد من عواصم القرار المعنية بالملف اللبناني، وإنه شدد على ضرورة حفظ مسار التهدئة واحتواء أي تصعيد قد ينجم عن التطورات المقبلة، مشيرة إلى أن تركيا على اطلاع على المساعي السعودية – السورية وهي تباركها وتؤيدها، موضحة أن أردوغان «لا يحمل أي صيغ للحل، بل رسالة للحوار والتوافق»، قائلة إن «روابط قوية تجمع المسؤولين الأتراك مع الرئيس سعد الحريري».

وذكرت معلومات من مصادر في قوى «8 آذار» لـ«الشرق الأوسط» أن الوزير القطري حمل معه موقفا أميركيا «غير مشجع» لجهة دعم المساعي السعودية – السورية، وصيغ التسوية المقترحة، غير أن مصادر أخرى في القوى نفسها قللت من «الأبعاد السياسية» لهذه الزيارة التي أتت بعد زيارة قيل إنها حصلت إلى سورية وقبل توجهه إلى باريس. والتقى الوزير القطري أيضا بعيدا من الإعلام مسؤولين في حزب الله، علمت «الشرق الأوسط» أن بينهم المعاون السياسي لأمين عام حزب الله، حسين خليل، فيما نقلت وكالة الأنباء المركزية اللبنانية الخاصة عن مصادر سياسية مطلعة حصول اللقاء مع الأمين العام حسن نصر الله، لكن مصادر الحزب لم تؤكد أو تنفي إمكانية أن يكون الشيخ حمد زار أحد قياداتها في بيروت.

غير أن مصادر لبنانية بارزة التقاها الوزير القطري قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الأخير لم يحمل معه أي مبادرات، وإنه كان واضحا في القول لمن التقاهم أنه يأتي للتأكيد على اتفاقي الطائف والدوحة كأساس للاستقرار السياسي والأمني، مشددا على أن بلاده تؤيد بشدة المسعى السعودي – السوري، وأنها ليست بوارد إطلاق مبادرات «تشاغب على هذه المساعي».

وأفادت المعلومات المتوفرة من قطر على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس اللبناني ميشال سليمان بأن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني شدد بدوره على «أهمية الاتفاق اللبناني الداخلي في ضوء المرتقب من تطورات جراء القرار الظني والسيناريوهات المطروحة قيد التداول كردود فعل، وقد أبدى استعداده في حال لزم الأمر لزيارة لبنان إذا كان من شأن الزيارة الإسهام في تعزيز الاستقرار».