الأحزاب الأرمنية تعتصم غدا في ساحة الشهداء احتجاجا على زيارة أردوغان

مختاريان لـ«الشرق الأوسط»: لا علاقة للإبادة بتحركنا.. ولا رابط تاريخيا بين العرب والأتراك

TT

تنظم الأحزاب الأرمنية الرئيسية في لبنان والمتمثلة في أحزاب الرمغفار والهنشاك والطاشناق، بالتنسيق مع رؤساء الطوائف الأرمنية اعتصاما غدا في ساحة الشهداء في وسط بيروت، احتجاجا على زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

ويأتي هذا الاعتصام بعد بيان مشترك أصدرته الأحزاب الأرمنية، المتخاصمة في السياسة المحلية اللبنانية، وجهت فيه انتقادات حادة لـ«المديح البارز والاستثنائي للسلطات التركية وحكامها، فيما خص الدفاع عن القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية»، متوقفة عند «الحملة المنظمة التي تحاول أن تجعل من تركيا، الوريثة الشرعية للسلطنة العثمانية، شعلة تضيء الدرب إلى فلسطين وتحاول طمس الحقائق بعد تحالف معلن مع إسرائيل يدوم منذ أكثر من نصف قرن».

ولا تبدو الدعوة الأرمنية إلى الاحتجاج على زيارة أردوغان إلى بيروت بمستغربة، نظرا للخلاف التاريخي القائم بين الطرفين والمرتبط بالإبادة الأرمنية التي ترفض تركيا الاعتراف بها، والتي أدت إلى حركة تهجير واسعة لعدد كبير من الأرمن الذين انتشروا في بلدان الشتات ومن بينها لبنان. وكان قد سبق للأحزاب الأرمنية عينها أن نفذت اعتصامات احتجاجية عدة في أكتوبر (تشرين الأول) 2009، أثناء زيارة الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان إلى بيروت قبل توقيع بلاده الاتفاق التركي - الأرميني. وقد أقفلت المحال التجارية آنذاك استنكارا واعتصم الآلاف أمام مقر إقامة الرئيس الأرميني في بيروت حاملين اللافتات المنددة، انطلاقا من اعتبارهم أن حسن الجوار بين الشعوب والدول ضرورة، إلا أن هذه الجيرة يجب أن تكون مبنية على العدالة والاعتراف المتبادل بحقوق بعضهم البعض. وعلى الرغم من الخلاف التاريخي القائم بين الأتراك والأرمن، فإن بيان الدعوة للاحتجاج على زيارة أردوغان أغفل الإشارة إلى أي أمر يتصل بالعلاقة المتوترة بين الجانبين، مبررا الأسباب بانتقاده للدور التركي المتصاعد على الساحة العربية من دون فك الارتباط السياسي مع إسرائيل.

وفي هذا الإطار، شدد الأمين العام لحزب الطاشناق هوفيك مختاريان، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، على أنه لا ارتباط بين الدعوة للاعتصام وبين القضية الأرمنية. وقال: «عندما نتحدث في هذا السياق ننطلق من العلاقة الاستراتيجية القائمة بين تركيا وإسرائيل والاتفاقيات العسكرية الثنائية والتعاون الاقتصادي»، مشددا على أن «الدور التركي القديم والجديد دور مؤقت، والدولة التركية هي من تحقق مكاسب منه لا الدول العربية».

وأشار مختاريان إلى أنه «من حقنا كلبنانيين أن نعبر عن آرائنا، لا سيما أن الدور العثماني في لبنان والمنطقة واضح جدا، وربما تكون ساحة الشهداء في وسط بيروت تشكل رمزا للسياسة التركية»، معربا عن اعتقاده أن «عددا كبيرا من القادة اللبنانيين يوافقوننا رأينا، لكنهم لا يعبرون عن رأيهم بوضوح، انطلاقا من خصوصية الوضع القائم في المنطقة اليوم».

وفي سياق متصل، سأل نائب «الطاشناق» هاغوب بقرادونيان: «على أي أساس يأتي أردوغان إلى لبنان وأي دور يريد أن يلعبه»، مؤكدا أنه «يعلق على هذا الموضوع بصفته لبنانيا وليس أرمنيا». وقال: «ما هو الإنجاز الذي يأتي به إلى لبنان لكي يقام له استقبال رسمي وشعبي فيما بعد»، مشيرا إلى أنه «سيقام لأردوغان عشاء في السراي الحكومي قريبا من ساحة الشهداء». ودعاه إلى أن «يتفضل ويضع إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء 6 مايو (أيار)، وهم من اللبنانيين وليسوا من الأرمن، الذين قضوا على أيدي الأتراك»، في إشارة إلى نصب شهداء الصحافة القائم في وسط بيروت.

وناشد «كل اللبنانيين الذين لا يتكلمون الأرمنية، كل من يحبنا في أوقات الانتخابات كي نقف إلى جانبهم، أن يقفوا اليوم إلى جانبنا».