استطلاع: ثلثا الأميركيين يؤيدون استخدام ماسحات فحص الجسم في المطارات

إجماع على أن الأمن يأتي قبل معايير الخصوصية

TT

ذكر استطلاع حديث للرأي أجرته جريدة «واشنطن بوست» بالتعاون مع شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية أن ثلثي الأميركيين يؤيدون استخدام ماكينات الفحص الأمنية الجديدة لكامل الجسم في المطارات الأميركية، مع تأكيد معظم الأشخاص الذين تم استطلاع آرائهم أنهم يولون اهتماما أكبر لمكافحة الإرهاب على حماية خصوصيتهم الشخصية.

ولكن نصف الأشخاص الذين تم استطلاع آرائهم ذكروا أن عمليات التفتيش الذاتي قد تجاوزت الحدود المقبولة تماما.

وقد استمر الصخب الدائر حول الجيل الجديد من التكنولوجيا الأمنية وعمليات التفتيش الذاتي للأشخاص الذين يرفضون هذه العمليات، أول من أمس (الاثنين)، مع تصريح وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، جانيت نابوليتانو، بأن الإجراءات الجديدة ضرورية للأمن العام.

وقالت جانيت: «هناك تهديد مستمر يواجه مجال الطيران يتورط فيه الأشخاص الذين يسعون لتهريب المساحيق والمواد الهلامية التي يمكن أن تستخدم كمتفجرات على الطائرات. والتكنولوجيا الجديدة مصممة لمساعدتنا على تحديد هؤلاء الأشخاص». ووفقا لإدارة أمن النقل الأميركية، يخضع أقل من 3% من المسافرين لعمليات التفتيش الذاتي. ولكن نابوليتانو قالت إن إدارة أمن النقل الأميركية سوف «تنصت إلى المخاوف». وأضافت: «بالطبع سوف نجري تعديلات أو تغييرات عندما تقتضي الحاجة ذلك، ولكنها لن تكون تغييرات أو تعديلات تؤثر على الكفاءة التشغيلية الأساسية التي نحتاج إليها لكي نتأكد من الحفاظ على أمن النقل الجوي».

وهناك احتمال يمكن أن يحظى بتأييد شعبي، وهو استخدام طريقة جمع وفحص المعلومات عن المسافرين في المطارات؛ حيث ستنتقي إدارة أمن النقل ركابا معينين لكي يخضعوا لفحوصات إضافية اعتمادا على المعلومات المتاحة. ويؤيد 70% من الأميركيين، في المجمل، هذه الفكرة، التي تم طرحها كخيار بديل. وقد سعى المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إلى طمأنة جمهور المسافرين بأن «التطور أو التقدم الأمني سوف يتم بمساهمة الأشخاص الذين يخضعون لهذه الفحوصات الأمنية». ولكنه ذكر أن السفر الآمن ما زال يحتل أولوية أعلى.

وشن بعض الأشخاص، الذين أبدوا انزعاجهم من تقنيات إدارة أمن النقل الأميركية، حملة على شبكة الإنترنت تحث الناس على رفض استخدام ماسحات الفحص الضوئية يوم الأربعاء الماضي، أحد أكثر أيام السفر ازدحاما خلال العام الحالي. ويمكن أن تعطل جهودهم التي تزامنت مع النشرات الجوية التي تشير إلى احتمال أن يسود طقس شتوي سيئ في المنطقة الشمالية الشرقية من الولايات المتحدة أسبوع السفر خلال عيد الشكر. وفي رد على النقد المتزايد، نشر اتحادان، يمثلان بعض موظفي إدارة أمن النقل، إعلانات صحافية على صفحات كاملة في الصحف الأميركية أمس الثلاثاء، وبعثا برسائل إلكترونية تدافع عن العمال الذين يفتشون المسافرين المنتظمين. وفي حين أشار أقسى النقاد إلى أن عمليات التفتيش الذاتي المكثفة تعادل الاعتداء الجنسي، ذكر مسؤولو الاتحاد أن ماكينات الفحص الضوئية تنفذ فقط أوامر صادرة عن إدارة أمن النقل الأميركية. وقد تم وضع أكثر من 400 ماكينة من ماكينات الفحص الضوئية المثيرة للجدل في 70 مطارا من أصل المطارات الأميركية البالغ عددها 450 مطارا منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على الرغم من أن أغلبية المسافرين لا يطلب منهم استخدام هذه الماكينات. وتستخدم ماسحات الفحص الضوئي، التي تخترق الملابس لكي تنتج مخططات للجسم البشري العاري، في كل المطارات الثلاثة الكبرى بمنطقة واشنطن. وفي تطور للجهود التي استمرت سنوات طويلة، تستخدم الماكينات تقنية التشعب الإشعاعي المرتد والموجات الملليمترية التي تهدف إلى الكشف عن التهديدات الأمنية غير المعدنية التي لا يتم الكشف عنها عن طريق الأجهزة التقليدية للكشف عن المعادن والتي تتطلب أن يمر الشخص من خلالها. وتهدف ماسحات الفحص الضوئية إلى القبض على إرهابيين من أمثال عمر فاروق عبد المطلب، الرجل المتهم بمحاولة إسقاط طائرة ركاب كانت متجهة إلى مدينة ديترويت خلال عطلة أعياد الميلاد السابقة بمتفجرات كان يخبئها في ملابسه الداخلية.

ويخضع الأشخاص الذين يتسببون في انطلاق صافرات الإنذار المثبتة في ماسحات الفحص الضوئية أو الذين يختارون عدم المرور عبر هذه الماكينات إلى تفتيش ذاتي شامل من قبل عملاء إدارة أمن النقل الأميركية. إنه ذلك البديل الذي يتجاوز طريقة الفحص اليدوي السابقة التي أثارت اعتراضات كبيرة بين الأشخاص الذين خضعوا لعملية الفحص. وجاءت معظم الاعتراضات من الأشخاص الذين يسافرون بشكل متكرر. وقال 60% من الرجال الذين يسافرون عن طريق الجو مرة واحدة على الأقل سنويا: إن عملية التفتيش الذاتي الجديدة قد تجاوزت الحدود المقبولة تماما. مقارنة بنسبة 48% من النساء اللائي عبرن عن رأي مشابه.

لم يبرح الرأي العام الموضع الذي كان عليه خلال السنوات الأخيرة فيما يتعلق بقضية التحقيق في التهديدات مقابل حماية الخصوصية؛ حيث يقول 68% من الذين شملهم استطلاع الرأي: إن الحكومة الفيدرالية ينبغي أن تركز على فحص الأعمال الإرهابية المحتملة حتى إن تعدى ذلك على خصوصية الأفراد. ويقول نحو 26%: إنه ينبغي على الحكومة الفيدرالية أن تتجنب التعدي على الخصوصية.

تعكس هذه الآراء، بصورة مباشرة، تقدير الرأي العام لأجهزة المسح الضوئي الجديدة؛ حيث يدعم 64% هذه الأجهزة، بينما يعارضها 32%. وبينما يتركز الانتباه على المعارضة الشديدة للأجهزة الجديدة، يؤيد نحو ضعف العدد الذي شمله الاستطلاع أجهزة الفحص بأشعة إكس الرقمية الجديدة مقارنة بالذين «يعارضونها بشدة». فيرى نحو ثلث الأميركيين أن أجهزة المسح الضوئي الجديدة تمثل خطرا على الصحة، لكن غالبيتهم يرون أنها ليست بالخطر الداهم؛ حيث يدعم ما يزيد على 45% من الذين يرون في تلك الأجهزة خطرا الماسحات الجديدة. عندما يتعلق الأمر بالتفتيش الذاتي، يحدث تحول في التوازن؛ حيث ينقسم الأميركيون على هذا الأمر، فبينما يقول 48% إن سبب هذا المستوى من التفتيش هو محاولة الحماية من الإرهاب، يعتبره 50% تطرفا في الإجراءات. وبشكل عام يرى 37% من الأميركيين أن الإجراءات الجديدة تمثل تدخلا كبيرا.

يؤيد 69% من الديمقراطيين و65% من الجمهوريين أجهزة المسح الضوئي الجديدة، بينما يرى 52% من الديمقراطيين في مقابل 49% من الجمهوريين أن التفتيش الذاتي الجديد له ما يبرره. قد لا تؤثر هذه القواعد الجديدة على قرار الناس بالسفر؛ حيث يعتقد 71% أنها لن تؤثر على خططهم، بينما يعتقد 20% أنهم على الأرجح لن يسافروا جوا و10% أنهم على الأرجح سيسافرون جوا.

هناك عاملان يؤثران على رد الفعل العام لإجراءات المسح الضوئي الجديدة في المطارات: يسافر عدد قليل من الأميركيين بانتظام ولم يعبروا عن قلقهم من خطر الإرهاب على متن الطائرات التجارية. ويقول 15% فقط من الذين شملهم استطلاع الرأي إنهم يسافرون جوا كل بضعة أشهر، بل أغلبهم يقولون إنهم يسافرون جوا أقل من مرة سنويا أو لا يسافرون إطلاقا. ويقول 66% إن خطر الإرهاب على متن الطائرات ليس كبيرا إلى هذا الحد.

أولئك الذين يقولون إنهم يسافرون جوا على الأقل مرة في العام هم الأقل تأييدا لأجهزة المسح الضوئي الجديدة ممن يسافرون نادرا أو لا يسافرون، على الرغم من ترحيب بعضهم بالفكرة. تقول الشريحة بين 43 و54%، وهم الذين يسافرون مرة سنويا: إن إجراء التفتيش الذاتي يتجاوز حدود المنطق. لكن ما يتفق عليه كل من المسافرين جوا وغير المسافرين جوا هو تأييد استخدام نظام ملفات المسافرين، الذي يتم من خلاله انتقاء إدارة أمن وسائل النقل لأشخاص بعينهم وإخضاعهم لمزيد من الفحص، بناء على معلومات متاحة. ويؤيد 7 من بين كل 10 أشخاص من الجانبين هذه الفكرة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»