قيادي جنوبي يتهم الجيش السوداني بمهاجمة قواعده ويؤكد لـ«الشرق الأوسط»: لن نرد

الناطق باسم الجيش السوداني لـ«الشرق الأوسط»: ملتزمون بالسلام ولا مصلحة لنا بالقيام بأي انتهاكات

TT

اتهم قيادي بارز في جيش جنوب السودان، القوات المسلحة السودانية بشن غارة جوية على قاعدة للجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب أمس، في محاولة قال إنها تهدف إلى تعطيل الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر إجراؤه في التاسع من يناير (كانون الثاني). لكن متحدثا باسم الجيش السوداني، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن جيشه لم يقم بأي عمليات حربية، وأنهم ملتزمون باتفاقية السلام.

وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي فيليب أغوير، لـ«الشرق الأوسط»، إن «طائرات الهليكوبتر التابعة للقوات المسلحة السودانية هاجمت موقعنا وأسفر ذلك عن إصابة 4 جنود واثنين من المدنيين كانا في طريقهما إلى التسجيل في أحد المراكز». وأضاف: «القوات المسلحة السودانية تحاول جرنا إلى الحرب من جديد وتعطيل الاستفتاء أو منعه». وأضاف: «ما زلنا في الجيش الشعبي ملتزمون بوقف إطلاق النار واتفاقية السلام الشامل، وسنسأل الإخوة في القوات المسلحة ما هي أسباب اعتداءاتهم غير الملائمة في هذا الوقت»، مشددا على أن قواته تملك الدليل القاطع في اعتداء الجيش الحكومي. وقال أغوير: «لا يمكن للجيش السوداني أن ينكر الاعتداء الظاهر والذي نملك فيه الأدلة القوية».

ودعا أغوير بعثة الأمم المتحدة التي تراقب عملية السلام ووقف إطلاق النار في السودان (يونيمس)، إلى إجراء تحقيق فوري حول الحادثة والأعمال التي تخالف وقف إطلاق النار بين الطرفين، مشيرا إلى أن اللجنة التي تم تشكيلها من القوات المسلحة والجيش الشعبي حول التحقق من الاختراقات السابقة من قبل الطرفين لم تكمل أعمالها. وأضاف: «كان يفترض أن تقوم اللجنة بزيارة بعض المناطق، لكنها لم تفعل، ولا ندري ماذا ستفعل إزاء هذه الحادثة»، وقال إن «القوات المسلحة تعمل على عرقلة الاستفتاء وخاصة في مرحلة تسجيل الناخبين لإرهابهم بعدم التسجيل.. لا نعلم إن كانت هذه بداية عمليات من القوات المسلحة أم كانت نهاية أو في أي المراحل». وقال: «لا يكفيهم الحرب في دارفور، نحن كفانا الحرب التي استمرت لأكثر من 21 عاما ولن نقوم بأي رد».

وجاء في بيان للجيش الشعبي أن «مروحية للقوات المسلحة السودانية هاجمت ظهر (أمس) موقع الجيش الشعبي لتحرير السودان في (كير آدم)، وتعني (نهر آدم) بولاية شمال بحر الغزال. وقد أصيب أربعة جنود ومدنيان بجروح». وبينما قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن بعثة السلام في السودان لا تستطيع تأكيد هذا القصف. نفى الناطق باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد قيام جيشه بأي عمليات حربية جنوب حدود 1956 منذ توقيع اتفاق السلام الشامل في عام 2005. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا حديث لا يسنده منطق.. نحن ملتزمون باتفاق السلام وبتحقيق الاستقرار، ولا مصلحة لنا في القيام بأي انتهاكات». وأضاف في تصريحات أخرى نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية: «حتى المتمردين الدارفوريين الذين تؤويهم الحركة لم تدر بيننا وبينهم أي معارك». كما كان لافتا قيام شركة «مصر للطيران» أمس بإلغاء رحلتها إلى جوبا جنوب السودان بعد غلق مطارها أمام حركة الملاحة الجوية. وذكرت مصادر ملاحية بمطار القاهرة الدولي: «أثناء تحرك رحلة (مصر للطيران) والمتجهة إلى جوبا عن طريق الخرطوم، تلقينا إشارة بغلق مطار جوبا أمام حركة الملاحة». وأضافت المصادر: «تم عودة الطائرة وإنزال ركابها البالغين 61 راكبا ونقل 38 راكبا للفندق وهم الذين كانوا في طريقهم إلى جوبا، بينما ظل باقي الركاب في صالة الترانزيت، حيث غادروا على رحلة أخرى إلى الخرطوم بعد 7 ساعات». ولم يتسن معرفة ما إذا كان الإلغاء بسبب التوترات الأمنية.

إلى ذلك، يعقد الاتحاد الأفريقي والأوروبي لقاء مشتركا حول السودان بالعاصمة الليبية طرابلس بمشاركة شريكي الحكم في سياق إنقاذ السلام من الانهيار، بينما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من صعوبات كثيرة تواجه عملية تسجيل الناخبين الجنوبيين، للمشاركة في التصويت لحق تقرير المصير، في وقت أعلنت فيه مفوضية استفتاء جنوب السودان أن عدد الجنوبيين الذين سجلوا أسماءهم للمشاركة في الاستحقاق بلغ نحو مليون ناخب.

وكشفت مصادر دبلوماسية في الخرطوم لـ«الشرق الأوسط» عن تحركات أفريقية - أوروبية مشتركة مكثفة تسعى لتجنيب السودان الانزلاق إلى خطر الحرب، بينما حدد الاتحاد الأفريقي والأوروبي بندا خاصا بالسودان ضمن لقاء للاتحادين في العاصمة الليبية طرابلس يعقد في نهاية الشهر الحالي». ولم تحدد المصادر مستويات المشاركة، لكنها أكدت أنه «استمرار للقمة الاستثنائية التي عقدت بأديس أبابا الثلاثاء أول من أمس». ويتوقع أن يشارك الشريكان بوفدين رفيعين. إلى ذلك، قال رئيس مفوضية الاستفتاء بجنوب السودان، شان ريج مادوت، في مؤتمر صحافي عقده أمس بالخرطوم، إن عدد المسجلين للاستفتاء في الجنوب وصل نحو مليون شخص بنهاية الأسبوع الأول، مشيرا إلى أن هذه الإحصاءات تم جمعها من 800 مركز تسجيل منتشرة في الجنوب.