سلطانية لـ«الشرق الأوسط»: برنامجنا النووي سلمي 100% ولا يواجه مشكلات تقنية

مندوب إيران في الوكالة الذرية: تقرير مدير عام الوكالة خير دليل على فشل أجهزة التجسس والاستخبارات

علي أصغر سلطانية (أ. ب)
TT

نفى السفير علي أصغر سلطانية، مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن يكون البرنامج النووي الإيراني يمر بمرحلة بطء أو يواجه معوقات تقنية صعبة تقلل من سرعته، متسائلا كيف يكون هناك بطء وقد أكد التقرير الذي رفعه مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تواصل عمليات التخصيب، وأن إيران لم تجمد أيا من أنشطتها.

وأكد أن تقرير مدير عام الوكالة خير دليل على فشل أجهزة التجسس والاستخبارات العاملة لمصلحة بعض الدول الغربية الساعية لتقويض أنشطة وصفها بالتقنية والسلمية، وأن إيران تقوم بها تحت نظر ورقابة ومتابعة الوكالة الدولية ومفتشيها وكاميراتها.

جاء ذلك ضمن رد على مجموعة أسئلة طرحتها «الشرق الأوسط» أمس على السفير سلطانية لمعرفة رأيه حول ما ورد في التقرير السري الذي رفعه يوكيا أمانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء أول من أمس، للدول الأعضاء في مجلس محافظي الوكالة وتضمن إشارات لآثار بطء وعدم استمرار في بعض الأنشطة النووية الإيرانية، منها على سبيل المثال أن قاعة السلاسل التعاقبية باء في محطة تخصيب الوقود في ناتانز لم تشهد منذ 5 نوفمبر (تشرين الثاني) أي أعمال تركيب، كما أن 5 وحدات لم يتم فيها تركيب أي طاردات مركزية، وأن بعض السلاسل التعاقبية لم تلقم بسادس فلوريد اليورانيوم، وأن البناء الهيكلي الخراساني بمحطة آراك قد اكتمل لكن لا وجود لأي نوافذ أو آلة مناولة خاصة بالخلايا الساخنة أو آثار معدات تحويل بغرض الإثراء عالي النسبة (20%).

هذا وقد خلا التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه من أية توضيحات أو ذكر لا سباب تفسر ما أشير إليه من بطء، مما فتح المجال واسعا لتربط بعض الجهات بين ذلك البطء وما سبق أن ذكرته تقارير سابقة لبعض أجهزة المخابرات من احتمالات أن يكون فيروس قد أصاب أجهزة نووية إيرانية، وأثر عليها بل شلها ودمرها، خاصة تلك التي ترجح أن دودة ستوكس نت (Stuxnet) وهو فيروس إلكتروني من فيروسات الحاسب الآلي التي تراقب البرامج النووية، والتي تبدو كأنها قد صممت لاستهداف منظومات التحكم التابعة للمنشآت النووية وأجهزة الطرد المركزي الإيرانية لكي تخرجها من نطاق السيطرة.

وكانت مصادر إيرانية قد أشارت سابقا إلى أنها تمكنت من تعطيل الفيروس قبل وصوله إلى أجهزتها للطرد المركزي والسلاسل التعاقبية.

من جانبه، شدد سلطانية في حديثه مع «الشرق الأوسط» أمس على سلمية البرنامج النووي الإيراني مائة في المائة، ماضيا في القول إن برنامج إيران النووي كغيره من البرامج الصناعية الضخمة يعمل على مراحل، ما إن ينته تنفيذ مرحلة حتى يتقدم لمرحلة تالية، وفق خطط مبرمجة ومحسوبة سلفا، لافتا النظر لحقيقة أن تقرير المدير العام قد ذكر أنه في الفترة من 21 أغسطس (آب) إلى 19 نوفمبر في منطقة البحث والتطور تم تلقيم ما يناهز مجموعه 138 كيلوغراما من سادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي داخل سلسلة تعاقبية قوامها 20 طاردة مركزية من طراز «آي آر 4» مما يعني أن البرنامج النووي الإيراني يدخل في مرحلة تقنية جديدة، مكررا نفيه مرة أخرى أن يكون الفيروس المعني قد أثر البتة على مسيرة البرنامج النووي.

في سياق آخر، رفض سلطانية كذلك وبشدة الاتهامات التي كررها التقرير أن الوكالة لا تزال غير متيقنة إن كانت إيران لديها جانب عسكري من أنشطتها النووية، ذاكرا أن الوقت قد حان ليوضح مدير عام الوكالة وبصوت مسموع وواضح وجلي للرأي العام العالمي الفرق الواضح بين الالتزامات القانونية التي يجب أن تلتزم بها إيران وفقا لتوقيعها اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية وبين التزامات طوعية وأمور أخرى تحاول الوكالة وبعض الجهات فرضها على إيران، وذلك رغم علم الوكالة وعلم تلك الجهات كذلك أنها قرارات سياسية صدرت من مجلس الأمن نتيجة اجتهادات سياسية غرضها إعاقة إيران وإحباط مسيرتها النووية السلمية، رغم أن إيران دولة عضو بالوكالة الدولية، ومن حقها الاستفادة من التقنية النووية، مصرّا على أنه ولو لم يبيّن مدير الوكالة هذه الفروقات فإن الخلط سيستمر ولن تسلم إيران من تلك الاتهامات المغرضة.

من جانبها، بدأت الدول أعضاء مجلس محافظي الوكالة (35 دولة) في دراسة التقرير الذي وصلها من يوكيا أمانو مدير عام الوكالة، مساء أول من أمس، ويهدف التقرير إلى تقديم شرح شامل عن آخر المراحل وأهم التطورات التي وصلها التعاون بين إيران والوكالة بخصوص قضية الملف النووي الإيراني ومدى التزام إيران بالقرارات الصادرة من مجلسي الأمن والمحافظين التي تلزمها بتجميد تخصيب اليورانيوم والتعاون بصورة أوسع وأكثر شفافية مع الوكالة للتأكيد على أن برنامجها لأغراض صناعية مدنية بحتة كما تقول وليس لأغراض ذات أبعاد عسكرية كما تتهمها أكثر من جهة.

هذا فيما أعلنت سكرتارية الوكالة أن مجلس الأمناء سيعقد اجتماعه الدوري القادم بتاريخ الثاني من ديسمبر (كانون الأول) بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا حيث ستتصدر أجندته (كعادته منذ 6 سنوات متواصلة) قضية الملف النووي الإيراني.