اليمن: الأب الروحي للحوثيين يرحل عن 86 عاما

أخذ عليه اقترابه من إيران سياسيا

TT

توفي أمس الزعيم الروحي للمتمردين الحوثيين وأحد أبرز مرجعيات الطائفة الشيعية في اليمن بدر الدين الحوثي عن 86 عاما، حسبما أفاد المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام. وقال عبد السلام إن «العلامة بدر الدين الحوثي والد السيد عبد الملك الحوثي (زعيم التمرد) ووالد السيد حسين الحوثي (الزعيم السابق الذي قتل خلال النزاع مع صنعاء) انتقل إلى رحمة الله». وذكر المتحدث أن «زعيمنا الروحي والأب المؤسس والمرجع الأول للطائفة الزيدية توفي صباح اليوم (أمس) عن 86 عاما»، مشيرا إلى أنه «كان يعاني من مرض الربو».

وقد أصدر زعيم التمرد عبد الملك الحوثي بيانا نعى فيه والده، وقال إنه صاحب نداءات كثيرة عبر الكتب والبيانات «تدعو إلى تبني المواقف المطلوبة تجاه المؤامرات الأميركية والإسرائيلية وما يتطلبه الصراع بمختلف أنواعه».

وليس واضحا مدى الدور العملياتي الذي كان يلعبه بدر الدين الحوثي خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الحوثيين يعتبرونه مرجعيتهم ومرشدهم الروحي، وقد كان بدر الدين الحوثي قُبيل الحرب الرابعة موجودا في صنعاء إثر اتفاقية بين الحوثيين والحكومة اليمنية غير أنه غادرها سرا هاربا إلى صعدة بعد مقابلة صحافية قال فيها إنه لا يعترف بالنظام القائم، وفسرت على أنها دعوة لعودة نظام الإمامة في اليمن، وأنها كانت إشارة البدء لأصحابه في الجولة الرابعة من الحرب. وكان مصير بدر الدين الحوثي غامضا منذ الجولة الرابعة من الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين، حيث أفادت مصادر بأنه قد قتل أثناء الحرب، في حين ذكرت مصادر أخرى أنه مات موتا طبيعيا قبل أن يتم نعيه أمس رسميا من قبل جماعة الحوثيين.

ويعد الحوثي من أهم مرجعيات المذهب الزيدي في اليمن إلا أن منتقديه كانوا يتهمونه بأنه يقترب فكريا من المذهب الاثني عشري ومن إيران سياسيا. وتسود في شمال اليمن، لا سيما في صعدة معقل التمرد، هدنة هشة.

وفي فبراير (شباط) وقعت صنعاء والمتمردون الشيعة اتفاقا لوقف إطلاق النار وضع حدا للحرب السادسة بينهما في شمال اليمن، وذلك بعد تدهور خطير للأوضاع على الحدود مع السعودية. وأسفر النزاع، الذي اندلع في 2004، عن حركة نزوح كثيفة، خصوصا في منطقة صعدة، ومن أصل 300 ألف نازح عاد 20 ألفا فقط إلى مدينة صعدة، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.