درجة حرارة العالم في تصاعد.. و2010 الأكثر ارتفاعا

سيناريوهات مرعبة للانحباس الحراري: مزيد من الفيضانات وارتفاع مستويات البحر

TT

ذكرت تقارير متطابقة صادرة عن المعاهد الثلاثة الرئيسية المختصة بمراقبة تقديرات الاحتباس الحراري أن العام الجاري 2010 هو حتى الآن أكثر الأعوام حرارة المسجلة في سجلات درجات الحرارة التي بدأ الاحتفاظ بها منذ عام 1850. ويعد ذلك علامة جديدة على اتجاه لارتفاع درجات الحرارة في العالم.

وعلى الرغم من توقعات بنهاية باردة لهذا العام فإن 2010 من غير المتوقع أن يقل عن المركز الثالث في سجل أعلى الأعوام ارتفاعا لدرجات الحرارة التي يتصدرها عاما 1998 و2005. وتقول لجنة علماء المناخ التابعة للأمم المتحدة أن ارتفاع درجات الحرارة يعني مزيدا من الفيضانات وموجات الطقس الحارة وارتفاع مستويات البحر. فقد قال المركز الوطني الأميركي للبيانات المناخية التابع للإدارة الوطنية لشؤون المحيطات والطقس إن 2010 كان الأشد حرارة على الإطلاق. حيث ذكرت ديكي أرندت من المركز الوطني الأميركي للبيانات المناخية أن «بياناتنا تظهر أن 2010 تعادل تقريبا في ارتفاع درجات الحرارة مع 1998 حتى أكتوبر (تشرين الأول)». وقال فيل جونز مدير وحدة أبحاث المناخ البريطانية في جامعة إيست أنجيلا التي تؤكد أن 1998 كان هو أكثر الأعوام ارتفاعا في درجات الحرارة حتى الآن: «أعتقد أن عام 2010 اقترب من انتزاع اللقب. بناء على هذه الأرقام سيحتل المركز الثاني لكن هذا يعتمد على مدى دفء شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)». وعلى العكس يقول العلماء في وكالة الفضاء الأميركية ناسا إن درجات حرارة سطح الأرض في أكتوبر كانت أعلى من المستوى القياسي السابق الذي تقول إنه كان في 2005. وقال جيمس هانسن من ناسا لن أفاجأ إذا وجدت أغلب الجامعات أو جميعها أن 2010 هو أكثر الأعوام ارتفاعا في درجات الحرارة. ويأتي الكشف عن هذه التقديرات في الوقت الذي تستأنف محادثات المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة الأسبوع القادم في كانكون بالمكسيك، حيث لم تعد الآمال معلقة على التوصل لاتفاق شامل لإبطاء ارتفاع درجات الحرارة بل تحقيق تقدم أصغر حجما على سبيل المثال لمكافحة إزالة الغابات في مسعى للاتفاق على معاهدة العام القادم أو لاحقا. ولم يحقق المؤتمر السابق في كوبنهاغن في العام الماضي الآمال المرجوة منه لكن نحو 140 دولة وافقت على اتفاق غير ملزم لمحاولة تقييد ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين. هذا، وتعد درجات الحرارة الآن أعلى بنحو 0.8 درجة من المعدلات السابقة على الثورة الصناعية ومرتفعة في الوقت الحاضر بنحو 0.5 درجة عن المتوسط في الفترة من 1961 إلى 1990.

وشهد العالم خلال الأعوام القليلة المنصرمة عددا من الأعاصير والفيضانات التي أرجعها كثير من العلماء إلى معدلات ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن ما سماه العلماء انبعاث غازات معينة تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة. والجدير بالذكر أن استشعار خطورة الانحباس الحراري كان الدافع وراء اتفاقية كيوتو التي خرجت للضوء في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية ضمن ما عرف باسم قمة الأرض التي عقدت في ريو دي جانيرو بالبرازيل، في عام 1992. حيث هدفت المعاهدة إلى «تثبيت تركيز الغازات في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون استمرار ارتفاع درجات الحرارة في العالم».