إسرائيل تدمر مزيدا من المساجد والمنازل والمشاريع الفلسطينية.. وفياض: سنعيد البناء

ضمن الصراع على مناطق «ج» التي تشكل 60% من مساحة الضفة

سيدة فلسطينية تبكي منزلها الذي هدمه الجنود الاسرائيليون في بلدة يطا جنوب الضفة الغربية، امس (أ ف ب)
TT

دمرت إسرائيل أمس مزيدا من المنازل والقرى والمنشآت الفلسطينية في المناطق المصنفة «ج»، التابعة أمنيا وإداريا للجيش الإسرائيلي بموجب اتفاقات أوسلو، في سياق حرب ممنهجة وصراع مستعر مع حكومة سلام فياض لفرض السيطرة على هذه المناطق التي تشكل 60% من مساحة الضفة.

وطال الهدم مشاريع وطرق أنشأتها السلطة الفلسطينية وأشرف عليها فياض شخصيا في إطار خطة العامين للإعداد للدولة الفلسطينية المستقلة. وأدان فياض إجراء الحكومة الإسرائيلية، واعتبر إقدامها على تدمير طريق الحرية في قراوة بني حسان، وقرية أبو العجاج في الأغوار ومزرعتي وادي قانا في سلفيت، (وخربة يرزا ومسجدها ومنزل في الخليل) إنما يؤكد مرة أخرى مدى استهتار إسرائيل بإرادة المجتمع الدولي، واستمرارها في محاولة تقويض جهود السلطة لتقديم الخدمات لمواطنيها، وكذلك الجهود التي تبذلها لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية.

وشدد فياض على أن هذه الممارسات وأعمال التخريب وانتهاكات الأعراف والقوانين الدولية، لن «تزيد شعبنا إلا إصرارا على مزيد من الالتفاف حول سلطته الوطنية وبرنامجها لتحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967».

وأكد فياض أن السلطة ستعمل على «إعادة إعمار وترميم ما دمره الاحتلال، بما في ذلك طريق الحرية، وتوفير كل مقومات الصمود والحياة الكريمة لشعبنا، كما أكد ثقته أن شعبنا لن يضل الطريق نحو الحرية والاستقلال».

وقال فياض إن هذه الانتهاكات التي «تترافق مع إطلاق العنان لممارسات وأعمال المستوطنين الإرهابية ضد شعبنا وممتلكاته ومصادر رزقه وسبل حياته، إنما تستدعي من المجتمع الدولي التدخل العاجل لتوفير الحماية لشعبنا، ومنع إسرائيل من تقويض إنجازات السلطة الوطنية، وكذلك تحمل مسؤولياته المباشرة لضمان إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة».

وأدانت حركة فتح، عمليات الهدم الإسرائيلية. وقال أحمد عساف المتحدث باسم الحركة، إن «إقدام حكومة بنيامين نتنياهو على هدم مسجد و10 منازل في منطقة طوباس بالأغوار ومنزل آخر في بلدة يطا يؤكد أن هذه الحكومة ماضية في سياسة تدمير الجهود الأميركية المبذولة من أجل إحياء جهود السلام». وأضاف أن «الهدف الحقيقي للحكومة الإسرائيلية من خلال هذه الجرائم هو تصفية الوجود الفلسطيني في منطقة الأغوار والاستيلاء عليه، وذلك من خلال هدم المنازل ومصادرة الأراضي وعزل المنطقة بحجج أمنية كاذبة».

وأكد مصدر مسؤول بحركة الجهاد الإسلامي «أن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال بهدمه لمسجد في الأغوار شرق مدينة طوباس تأتي في إطار حرب تستهدف الوجود العربي والإسلامي في فلسطين». وقال إن هدم دور العبادة وبيوت الآمنين والقرى والمساجد «سياسة ليست بجديدة على الصهاينة»، مشيرا إلى أن إسرائيل دمرت قبل ذلك ما يزيد على 500 قرية في فلسطين بمساجدها، وما زالت هذه السياسة قائمة حيث دمرت بالأمس قرية العراقيب للمرة السابعة وقرية خربة أبو عجاج بالأغوار.

وأوضح المصدر «أن كيان الاحتلال أقدم على هذه الانتهاكات السافرة بحق مقدساتنا الإسلامية، نتيجة حالة الضعف التي اعترت المواقف الرسمية للسلطة والنظام العربي المندفع باتجاه التسوية مع الصهاينة مغفلا كل هذه السياسات العنصرية والجرائم والانتهاكات».

ودعت الجهاد «جماهير شعبنا وجموع الأمة العربية والإسلامية لتدارك هذا الخطر الداهم والتوحد والانتفاض في وجه المحتل الغاصب للجم غطرسته وعدوانه السافر الذي تجاوز به كل الخطوط الحمراء».

وحاصرت القوات الإسرائيلية في ساعات مبكرة الخربة البالغ عدد سكانها 150 نسمة، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة قبل أن تشرع في هدم المسجد والمباني. ونفذت إسرائيل الهدم رغم وجود قضية مرفوعة من قبل أهالي الخربة ضد عمليات الهدم، ووصف محافظ طوباس والأغوار الشمالية، مروان طوباسي، عمليات الهدم بتطهير عرقي.

وقال شهود عيان إن الجنود الإسرائيليين تدعمهم الجرافات العسكرية هدموا المسجد الوحيد في الخربة القائم منذ 42 عاما مع التوسعة الجديدة، الذي كان قد تم إخطاره بالهدم قبل عدة أشهر أسوة بباقي منازل القرية الصغيرة. ووضع الجنود علامات على 10 منازل، ومن الزنك، في القرية توطئة لهدمها في وقت لاحق وكرسالة للبدو في المنطقة بمغادرتها.

وتعتبر «يرزا» واحدة من عشرات القرى البدوية في الأغوار الشمالية والوسطى التي تعتبرها إسرائيل مناطق عسكرية مغلقة ومخصصة لتدريب جنودها وتطالب أهلها بالرحيل عنها لصالح المغتصبات الزراعية المقامة في المنطقة.

وتعاني الأغوار من هجمة إسرائيلية غير مسبوقة لتهجير أهلها، ضمن سعي الدولة العبرية للسيطرة تماما على المنطقة التي تشكل ثلث مساحة الضفة وبوابتها الشرقية، رغم الرعاية التي توليها السلطة لهذه المنطقة باعتبار أن لا دولة يمكن أن تقام من دونها.

وتزامنت العمليات الإسرائيلية في الأغوار مع عمليات مشابهة في بلدة يطا، جنوب الضفة، إذ هدمت الجرافات الإسرائيلية منزلا كبيرا تبلغ مساحته 250 مترا ويحوي عائلتين. وقال المنسق الإعلامي لبلدية يطا، عبد العزيز أبو فنار، إن الشرطة الإسرائيلية هدمت المنزل بالكامل، ويوجد في نفس المنطقة في يطا ما يقارب الـ30 منزلا أخرى مهددة بالهدم.

وسبق ذلك بيوم واحد تدمير الشرطة الإسرائيلية لطريق الحرية في قراوة بني حسان قرب نابلس، وهو شارع دفعت لتعبيده الحكومة الفلسطينية نحو 300 ألف دولار، لمنع المستوطنين من السيطرة على أراض ونبع قريب في المكان.