موقع إلكتروني أميركي مغمور يشغل لبنان

إعلام حزب الله روج تقريره.. وجنبلاط ينفيه ومسؤولون أميركيون يؤكدون: عار عن الصحة

TT

في غمرة الغليان السياسي في لبنان، شغلت قصة «مفبركة» من قبل موقع إلكتروني مغمور، ليس فقط الرأي العام اللبناني، بل القادة السياسيين أيضا. وانشغلت الأوساط اللبنانية، المشغولة أصلا بالضيف التركي رئيس الوزراء رجب الطيب أردوغان، بقصة شملت تعليقات غير موثقة وردت على موقع إلكتروني أميركي نسبت إلى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان حول حزب الله. وعلى الرغم من نفي مسؤول أميركي رفيع المستوى والسفارة الأميركية في بيروت ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، الذي يدعي الموقع أن الحديث جرى أمامه، لهذه التصريحات، فإن الأوساط اللبنانية اهتمت بها بسبب ربطها بحزب الله.

وجاء في خبر على موقع «كونتر بانتش» الإلكتروني، الذي يعتبر في الولايات المتحدة أقرب ما يكون إلى الصحافة الصفراء، أن فيلتمان قال لموظفة مكتبه السابقة، السفيرة الأميركية الحالية لدى لبنان مورا كونيلي، خلال زيارة إلى وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو «لقد حاصرت هؤلاء حيث أريدهم يا مورا. شاهدينا فيما نحن نمزق حزب الله بألف ضربة بطيئة! من يعتقدون أنفسهم؟ وسنقوم بذلك باستخدام القرار 1757، وهذه المرة سنسلك الطريق إلى آخره». وأضاف الموقع أن فيلتمان قال «لقد طلبت من إسرائيل أن تبقى بعيدة عن لبنان، لأن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه هزيمة حزب الله، كما أن المنطقة برمتها قد تحترق. أنا من سيتعامل مع الأمر، وهذه ستكون هديتي إلى لبنان بمناسبة عيد الميلاد». إلا أن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى نفى هذه التصريحات كلية، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «التقرير عار عن الصحة». وأضاف المسؤول «مواقفنا العلنية تعكس سياساتنا، وآراؤنا حول حزب الله شفافة جدا».

وقد تصدر التقرير عناوين وسائل الإعلام التابعة لحزب الله، والتي اعتبرته تأكيدا على خرق أميركي للمحكمة الدولية، على الرغم من نفي السفارة الأميركية في بيروت «جملة وتفصيلا» للتقرير، معتبرة أنه «عار عن الصحة». أما جنبلاط الذي جرى الحديث في وجوده بحسب الموقع الإلكتروني، فقد أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم يسمع هذا الكلام من فيلتمان»، وقال «أصررت في هذا اللقاء على أهمية العدالة مقرونة بالاستقرار، فكان جوابه (فيلتمان) اننا لا نتدخل في التحقيق».

واعتبر حزب الله أن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لضرب صورة الحزب لبنانيا وعربيا وإقليميا. وأشار النائب عن الحزب بلال فرحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن فيلتمان «قالها وبوضوح أمام الكونغرس الأميركي إنهم خصصوا مبلغ 500 مليون دولار لضرب صورة حزب الله، وقد تبين لاحقا أن الرقم تخطى المليار دولار». وشدد فرحات على أن «حزب الله سيبقى حجر عثرة في وجه المطامع الأميركية والإسرائيلية بلبنان».

فيما حذر القيادي في تيار المستقبل، النائب مصطفى علوش، من أنه «إذا تم الضغط على الرئيس سعد الحريري للتراجع عن موقفه في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عندها سيقال إن سطوة حزب الله هي التي حملت الحريري على اتخاذ هذا الموقف، وبالتالي سيكون الرد بالمثل، وسيسود منطق الانتقام، وتخرج مجموعة متشددة لتنتقم من مقتل زعيمها رفيق الحريري». ولفت إلى أن «التسويات العربية موضوعة في الثلاجة، خصوصا أنه لم تصدر أي مقررات أو توضيحات بشأن كل ما حكي عن اتصالات عربية – عربية، وبالتحديد سورية - سعودية». وأضاف «في ظل مواقفنا المتعارضة داخليا من ملف المحكمة الدولية يبدو أنه كان مستحيلا الوصول لتسويات إقليمية»، موضحا أن «كل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن البيان الاتهامي بات قريبا، وبالتالي على كل الفرقاء الرضوخ للأمر الواقع وانتظار ما سيحمله».