تدافع بين المعتصمين والقوى الأمنية أوقع إصابات لم يسلم منها نائب أرمني

أرمن لبنان مزقوا صورة أردوغان في بيروت.. ونائب في كتلة عون ينتقد تصريحات رئيس الوزراء التركي

TT

في الوقت الذي كان فيه أهالي مدينة صيدا بعد منطقة عكار يستقبلون بالتهليل والتصفيق والهتافات المؤيدة رئيس مجلس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي تنقل بين الشمال والجنوب، مفتتحا مدارس ومشاريع ممولة من قبل حكومة بلاده، تجمع مئات من مناصري الأحزاب الأرمنية في ساحة الشهداء في وسط بيروت، مكيلين الشتائم والهتافات المضادة للضيف التركي.

وكانت الأحزاب الأرمنية ورؤساء الطوائف الأرمنية قد دعوا منذ أيام إلى هذا التحرك الاحتجاجي استنكارا للدور التركي المتصاعد على الساحة العربية. وانتقدوا في بيان أصدروه «المديح البارز والاستثنائي للسلطات التركية وحكامها، فيما خص الدفاع عن القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية»، مذكرين باستمرار «تحالف تركيا المعلن مع إسرائيل، الذي يدوم منذ أكثر من نصف قرن».

ولم يمر الاعتصام الاحتجاجي على زيارة أردوغان على خير، إذ تخلله تدافع بين المعتصمين والقوى الأمنية، مما أدى إلى وقوع الكثير من الإصابات، ولم يسلم من التدافع والضرب النائب عن حزب الطاشناق آغوب بقرادونيان أثناء محاولته تهدئة المعتصمين. وفي التفاصيل، أنه لدى محاولة مجموعة شبان تخطي عوائق حديدية وضعتها القوى الأمنية في محاولة الوصول إلى صورة لأردوغان والعلم التركي مرفوعة على لوحة إعلانية كبرى، حصلت اشتباكات مع عناصر من مكافحة الشغب الذين لجأوا إلى ضرب المعتصمين بالعصي والهراوات التي بحوزتهم، في محاولة لصدهم عن التقدم إلى الأمام.

وعلى وقع الهتافات المضادة لتركيا، استعمل المعتصمون عصي الأعلام التي كانت بحوزتهم للرد على القوى الأمنية، مما أدى إلى حالة تدافع كبرى ووقوع إصابات في صفوف الطرفين. وعلى الرغم من حالة «الكر والفر» التي شهدتها ساحة الشهداء، تمكن المعتصمون من الوصول إلى صورة أردوغان وتمزيقها بالكامل بعد طليها بمادة سوداء، مما ساعد في تهدئة المعتصمين. وأوضح النائب بقرادونيان أنه «هو من طلب من الشباب إزالة صورة أردوغان من ساحة الشهداء حفاظا على كرامة الشهداء واحتراما لأرواحهم والقوى الأمنية لم تتفهم الاعتراض»، معتبرا أن «وضع صورة أردوغان أمام تمثال الشهداء إهانة للشعب اللبناني وللشهداء».

وكان لافتا حضور النائبين عن التيار الوطني الحر نبيل نقولا وإبراهيم كنعان، نائبي منطقة المتن التي تشكل مركز ثقل للناخبين الأرمن، إلى مكان الاعتصام تضامنا، لا سيما أنه سبق للنائب بقرادونيان أن دعا «كل من يحبنا في أوقات الانتخابات كي نقف إلى جانبهم أن يقفوا إلى جانبنا». ورأى نقولا أن «التجمع في ساحة الشهداء أمر طبيعي»، داعيا اللبنانيين إلى تذكر أن «كل عائلة لبنانية سقط لها شهيد على يد الجيش العثماني».

وبعد أن أصدر النائب في كتلة المستقبل سيبوه كالباكيان أول من أمس بيانا أشار فيه إلى أن الدعوة للاعتصام هي «احترام لذاكرتنا وشهدائنا»، وأن الهدف ليس «إلحاق الضرر بالعلاقة اللبنانية - التركية»، شدد النائب في «كتلة المستقبل» سيرج طورسركيسيان على أنه «لا يمكن نسيان مليوني أرمني سقطوا ضحية المجزرة التركية».

وفي هذا السياق، اعتبر مطران طائفة الأرمن الأرثوذكس في لبنان المطران كيغام كاتشيريان أن «تنازل رؤساء البلاد العربية عن الدور الريادي وترك الأمور سائبة تحت رحمة الأغراب شر بلية منيت بها الدول العربية»، مؤكدا «أننا لسنا ضد أي وفاق أو تفاهم، ولكن لنثبت لدولة هذا الزائر وللعالم أجمع أننا لن نسكت لا اليوم ولا غدا عن حق لنا ورثناه وسوف نجد حتما عقولا واعية لأناس شرفاء يشاركوننا المطالبة والاعتراف بالإبادة».

وانتقد النائب في كتلة النائب ميشال عون نعمة الله أبي نصر «دفاع أردوغان عن العلاقات التاريخية بين لبنان وتركيا»، وقال: «على حد علمنا أن هذه العلاقات كانت على مدى أربعمائة سنة بين قوة محتلة وشعب مقهور».