أبرز احتفاء المسلمين والكروات في البوسنة أمس بذكرى الانتصار على الفاشية، ومقاطعة الصرب لذلك، انقسام المكونات العرقية الرئيسية الثلاثة حول اليوم الوطني للبلاد. فقد أعلن يوم أمس عطلة في مناطق الفيدرالية، إلا أن العمل استمر في جميع المؤسسات في كيان «جمهورية صربسكا» أحد كياني البوسنة والهرسك. ويفضل الصرب الاحتفاء بذكرى اتفاقية دايتون، التي أنهت حرب التسعينات كيوم وطني.
وفي الذكرى السنوية الـ67 لتأسيس دولة البوسنة، تغيب عضو مجلس الرئاسة عن الصرب، نيبوشا رادمانوفيتش، أمس، عن تقليد وضع أكاليل الزهور، على نصب ذكرى الانتصار على الفاشية، بالعاصمة سراييفو، حيث اقتصر ذلك على عضوي مجلس الرئاسة، المسلم باكر علي عزت بيغوفيتش، والكرواتي جيلكو كومشيتش، إضافة إلى مسؤولين آخرين مثل رئيس حزب العمل الديمقراطي، سليمان تيهيتش، ورئيس وزراء الفيدرالية مصطفى مؤذينوفيتش، ونائب رئيس الفيدرالية ميرصاد كيبو، وعمدة سراييفو، علي بهمن.
وقال باكر علي عزت بيجوفيتش: «سيأتي اليوم الذي تعم فيه الروح الوطنية المزيد من البوسنيين، لأن حب الأوطان هو أقل ما يمكن أن يقدمه الناس لأوطانهم». أما عضو مجلس الرئاسة عن الكروات، جيلكو كومشيتش فقال: «هذا اليوم يعني الكثير بالنسبة لجميع مواطني البوسنة بقطع النظر عن بعض التحديات». وأردف: «الناس الذين يعيشون في هذه البلاد، ضد الفاشية، لأن يوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 1943 وضع أسس دولة البوسنة والهرسك، والذين لا يحبون هذا التاريخ، يشعرون بأنه مزعج لهم». وأعرب عن أمله في أن يكون «يوم 25 نوفمبر يوما مهما لجميع سكان البوسنة» وتابع: «البوسنيون والهرسكيون سيحتفلون جميعا بهذا التاريخ، لا أعرف متى ولكنه سيكون يوما ما».
أما رئيس وزراء الفيدرالية البوسنية مصطفى مؤذينوفيتش فقال: «هذا التاريخ مهم ويجب على البوسنة والهرسك بذل المزيد من أجل أن تقوى أكثر لأنه كلما كانت قوية، كانت فرص الأعداء أضعف». وأكد أن البوسنة «لا تزال في حاجة للمناضلين ضد الفاشية».
أما في الجانب الصربي، فقال رئيس مجلس الشعب، في كيان «صربسكا»، ايغور رادويجيتش: «لا يوجد في البوسنة قانون يحدد العطل الوطنية، لهذا السبب لا يمكن اعتبار يوم 25 نوفمبر، ذكرى وطنية». وتابع: «هذا التاريخ كان ساريا عندما كانت البوسنة جمهورية داخل يوغوسلافيا السابقة». وأشار إلى أن غياب عضو مجلس الرئاسة الصربي نيبوشا رادمانوفيتش، كان لهذا السبب.
وفي إطار الاحتفال باليوم الوطني البوسني، تم استقبال المهنئين في مقر الرئاسة البوسنية، كما نظمت عدة فعاليات ثقافية بالمناسبة. يشار إلى أن الصرب يحتفلون بذكرى توقيع اتفاقية دايتون ويطالبون بجعلها يوما وطنيا في البوسنة، بينما يحتفل الكروات بذكرى تأسيسهم لجمهورية هرسك بوسنة، التي ألغتها اتفاق دايتون، وقبل ذلك اتفاق الفيدرالية البوشناقية الكرواتية سنة 2004.