اليمن: تصاعد وتيرة العمليات الانتحارية في مناطق الحوثيين

مقتل شخصين في هجوم انتحاري بالشمال

TT

قالت مصادر قبلية إن انتحاريا اقتحم بسيارة مليئة بالمتفجرات قافلة من عدد من السيارات في منطقة سحار في محافظة صعدة الواقعة شمال غربي اليمن في وقت مبكر من يوم أمس، مما أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص، توفي الثالث منهم متأثرا بجراحه، إثر العملية التي استهدفت موكبا من السيارات التي كانت تقل عناصر من الحوثيين والتي احترقت منها ثلاث سيارات بالكامل، حسب ما أفادت المصادر القبلية في المحافظة. وكانت القافلة تقل رجال قبائل من محافظة مأرب عائدين من مجلس عزاء في وفاة بدر الدين الحوثي والد عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين الشيعية المتمردة التي تخوض قتالا ضد الحكومة منذ أكثر من خمس سنوات. وكان في الموكب أحد المشايخ القبليين الذي ذكر أنه كان المستهدف من هذا الهجوم، غير أن الشيخ القبلي المستهدف قد نجا من الهجوم لأنه - على ما يبدو - كان في سيارة أخرى، غير أن عددا من أتباعه قد سقطوا في الهجوم بين قتيل وجريح. ويعد هذا الهجوم هو الثاني بسيارة ملغومة يستهدف عناصر في جماعة الحوثي بعد هجوم استهدف موكبا آخر في محافظة الجوف المجاورة الأسبوع الماضي، حيث سقط ما يقرب من 30 شخصا بين قتيل وجريح، الأربعاء الماضي، في هجوم مماثل. وكان المتحدث باسم الحوثيين في اليمن قد صرح بأن سيارة ملغومة انفجرت وسط مجموعة سيارات تقل حوثيين شيعة في شمال البلاد، أمس، الجمعة، مما أسفر عن مقتل شخصين أحدهما يشتبه في أنه من منفذي الهجوم، وذلك في ثاني هجوم من نوعه خلال الأسبوع الفائت. وعلى خلاف ما ذكرته مصادر قبلية من أن القتلى من جماعة الحوثي، صرح المتحدث باسم الحوثيين بأن اثنين من القتلى في هجوم أمس من أتباع الحوثي، بينما يعتقد أن الثالث من منفذي الهجوم، غير أن المتحدث لم يؤكد أن الهجوم انتحاري. وعلى الرغم من أن الهجومين يحملان طابع الهجمات التي يقوم بها تنظيم القاعدة، فإن الحوثيين اتهموا الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بتدبير هذه الهجمات في محاولة، على ما يبدو، من الجماعة لكسب المزيد من الدعم الشعبي في مواجهاتهم مع الحكومة اليمنية.

وكانت الجماعة المتمردة قد نعت يوم أول من أمس زعيمها الروحي بدر الدين الحوثي (86 عاما)، الذي يعد واحدا من أبرز مرجعيات الطائفة الشيعية في اليمن، حسبما أفاد المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، الذي قال إن «زعيمنا الروحي والأب المؤسس والمرجع الأول للطائفة الزيدية توفي صباح اليوم (أول من أمس) الخميس، عن 86 عاما»، مشيرا إلى أنه «كان يعاني من مرض الربو». وقد نعت الجماعة الشيعية زعيمها وسط تشكيك في التاريخ الحقيقي لوفاته بعد أن أشيع أنه توفي أثناء الجولة الرابعة من الحرب، غير أن الجماعة كتمت خبر وفاته حفاظا على معنويات مقاتليها. ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه العمليات التي تحمل بصمات تنظيم القاعدة إلى انزلاق الوضع الأمني إلى منعطفات خطيرة من الفعل ورد الفعل بين «القاعدة» التي تتهم الحوثيين بالعمل لصالح إيران والحوثيين الذين يقولون إن «القاعدة» هي صنيعة أميركية. وتتهم الحكومة اليمنية الحوثيين بالسعي إلى تغيير نظام الحكم بالقوة في محاولة لاسترجاع نظام «الحكم الإمامي» الذي ساد اليمن قبل عام 1962.

يذكر أن التمرد الحوثي ضد الحكومة اليمنية قد اندلع بقيادة حسين الحوثي الذي قتل أثناء الجولة الأولى من المعارك عام 2004. وقد نتج عن هذا التمرد آلاف القتلى والجرحى، بالإضافة إلى مئات الآلاف من النازحين، حسب تقديرات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية في اليمن.