المعلم: انسداد أفق السلام يؤدي إلى احتمال الحرب

قال إن الحرب لن تؤدي إلى رابح وخاسر

TT

قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن «سورية ما زالت تتعرض لضغوط غربية كثيرة»، وأضاف مؤكدا أن سورية «لم ترضخ للضغوط التي مورست سابقا، ولن ترضخ لما لا يزال يمارس». وقال: «نحن نتبنى سياسة مستقلة نابعة من ثوابتنا الوطنية ومصالح أمتنا، ونرى أن الحوار الموضوعي هو وحده السبيل للوصول إلى تفاهمات بناءة تحفظ مصالح الجميع»، وذلك ردا على سؤال يتعلق بالضغوط التي سبق أن مورست على سورية، في حوار معه أجرته صحيفة «أنباء موسكو» الصادرة عن وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي).

وعن مفاوضات السلام على المسار السوري، رأى المعلم أنها «ممكنة من وجهة النظر السورية، إذا كان هناك شريك راغب في الوصول إلى السلام، إلا أن هذا الأمر غير متوافر حاليا»، لافتا إلى أن «الشرق الأوسط بحاجة لإرادة صنع السلام الشامل والعادل، وهذه الإرادة غائبة تماما عن إسرائيل المحكومة بتطرف غير مسبوق»، معبرا عن عدم شكه في «أن انسداد أفق السلام يؤدي إلى احتمال الحرب، وهذا الاحتمال قائم في منطقتنا على الدوام، لأن إسرائيل في الغالب تتهرب بشكل مفضوح من استحقاقات السلام». وحذر المعلم من أن «أية حرب جديدة لن تؤدي إلى رابح وخاسر، فالجميع سيكونون خاسرين، لأن التقنية العسكرية المتطورة حاليا تسمح بإمكانات إحداث تدمير كبير حتى لدى الطرف الذي يملك قوة عسكرية أعظم». وذلك مع إشارته إلى «التفاوت الكبير في قدرة المجتمعات في منطقتنا على تحمل الخسائر وتجاوز الأضرار»، معتبرا هذه «مسألة على جانب كبير من الأهمية في ميزان رسم صورة المستقبل». وعما إذا كان هناك حاجة لوصفة جديدة لـ«الشرق الأوسط»، قال المعلم: «وصفة جديدة واحدة مطلوبة، وهي إرادة إسرائيلية في صنع السلام بناء على قرارات الأمم المتحدة، ومنها القراران، 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام». وعن المطلوب من سورية لاستئناف المفاوضات على المسار السوري، جدد المعلم موقف سورية بأنه «يتعين أن تأخذ في الاعتبار أن استعادة الجولان كاملا حتى حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، ليست موضوع تفاوض، إنما هي الأساس الذي ينبني عليه التفاوض حول المسائل الأخرى المستتبعة لذلك»، وأنه «سيتم البناء في المفاوضات على ما جرى التوصل إليه في المفاوضات سابقا، ثم في المفاوضات غير المباشرة من خلال الوسيط التركي».

وعن المفاوضات على المسار الفلسطيني، أوضح المعلم أن «المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ينبغي أن تسبقها المصالحة الفلسطينية، فالأولوية للوحدة الوطنية الفلسطينية»، متهما إسرائيل بتعطيل عملية السلام في المنطقة، وقال «إن الحديث عن السلام مع حكومة كهذه يبدو مضيعة للوقت، والشعب الفلسطيني يملك خيارات كثيرة يأتي في مقدمتها خيار مقاومة الاحتلال بكافة أشكال المقاومة».