بريطانيا تقرر رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في كردستان إلى قنصلية عامة

بارزاني يجدد دعوته لإيواء المسيحيين

TT

التقى مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان بوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ألستر بيرت وتباحث معه حول التطورات السياسية والأمنية على الساحتين العراقية والكردية.

وصرح مصدر في ديوان رئاسة الإقليم لـ«الشرق الأوسط» بأن بارزاني وبيرت بحثا مجمل الأوضاع العراقية بما فيها التطورات الأمنية ومستجدات العملية السياسية المتمثلة حاليا في جهود تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، حيث نقل الوزير البريطاني تقدير الحكومة البريطانية لدور بارزاني في إخراج العراق من أزمته السياسية بمبادرته التي أنهت الأزمة بإيجاد التوافق بين جميع الكتل السياسية، ونقل الوزير البريطاني خلال اللقاء تحيات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجر إلى الرئيس بارزاني الذي شكر الوزير وأكد له أن «الشعب الكردي سوف لن ينسى أبدا الدعم الذي قدمه السيد ميجر للشعب الكردي في الأوقات العصيبة التي مر بها في ظل حكم النظام السابق». وأبلغ الوزير البريطاني بارزاني بقرار حكومته برفع التمثيل الدبلوماسي في كردستان إلى مستوى القنصلية العامة.

ثم تطرق الجانبان إلى الجهود الحالية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة وكذلك وضع المسيحيين في العراق حيث تحدث الوزير البريطاني عن التهديدات التي تواجههم، مثمنا جهود الرئيس بارزاني بفتح أبواب الإقليم لإيوائهم.

من جانبه أكد بارزاني «أنه لا يؤيد خروج المسيحيين من العراق لأن هذا الوضع لن يدوم طويلا، ونحن في إقليم كردستان سنبذل كل ما نستطيع من جهود لأجل إيوائهم ورعايتهم لحين تحسن الأوضاع الأمنية في العراق وعودتهم إلى ديارهم، ونطالب الحكومة الفيدرالية العراقية وكذلك المجتمع الدولي بدعم جهودنا في هذا الشأن وتقديم العون اللازم والمطلوب، خصوصا في جانب التمويل لعمليات الإغاثة والإسكان وتوفير مستلزمات الحياة الطبيعية للنازحين».

وتطرق بارزاني إلى وضع المرأة في كردستان وقال: «إن الإحصائيات التي تنشر حول قتل النساء فيها مبالغة كبيرة، وإن حكومة الإقليم قامت بخطوات مهمة لتقليل وتيرة العنف ضد المرأة على طريق القضاء على هذه الظاهرة، ونحن غير راضين عن قتل أي امرأة، ولكن المجتمع الكردستاني ما زال محكوما ببعض العادات والأعراف الاجتماعية التي تحتاج إلى المزيد من الوقت لاستئصالها والقضاء عليها مقابل إشاعة روح المساواة والتعايش بين أفراد المجتمع».

وكان برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان قد التقى في وقت سابق يوم أمس الوزير البريطاني وتباحث معه حول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، إلى جانب بحث المشاورات الجارية حاليا لتشكيل الحكومة العراقية ومجمل الأوضاع السياسية والأمنية في العراق وإقليم كردستان.

وأبلغ الوزير البريطاني رئيس حكومة الإقليم بموافقة الخارجية البريطانية على رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في كردستان إلى القنصلية العامة.

وفي اتصال مع فلاح مصطفى رئيس مكتب العلاقات الخارجية بحكومة الإقليم أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه منذ فترة طويلة نثير هذا الموضوع مع الجانب البريطاني سواء في لقاءاتنا بلندن أو هنا في كردستان وطالبنا مسؤولي الخارجية البريطانية بضرورة رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي من مكتب ملحق بالسفارة البريطانية في بغداد إلى قنصلية عامة في كردستان، ويبدو أن وزارة الخارجية البريطانية قد قدمت طلبا بهذا الشأن إلى وزارة الخارجية العراقية التي وافقت على الطلب، وبذلك نحن ننتظر اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح هذه القنصلية في أقرب فرصة ممكنة».

واعتبر المسؤول القيادي الكردي «هذه الخطوة» إيجابية جدا «حيث إن لبريطانيا علاقات تاريخية طويلة مع الشعب الكردي، وإن هناك الكثير من الشركات والمصالح البريطانية في كردستان مما يتطلب وجود تسهيلات في تقديم الخدمات لرجال الأعمال والشركات والمواطنين الكرد أيضا للحصول على تأشيرات دخول بريطانيا».

وبهذا الصدد أكد وزير الدولة البريطاني «أنه مع فتح القنصلية في كردستان ستطلق بريطانيا منح تأشيرات الدخول للطلبة الكرد الراغبين في استكمال دراساتهم في الجامعات والمعاهد البريطانية، ووجه دعوة لوزيري التربية والتعليم العالي بحكومة إقليم كردستان لزيارة بريطانيا للتباحث بهذا الشأن».