أردوغان إلى طرابلس الاثنين لتسلم جائزة القذافي لحقوق الإنسان

ليبيا: استعدادات رسمية وأمنية لاستضافة قمة فرنسا ـ أفريقيا الثالثة

TT

فيما أنهت ليبيا استعداداتها الرسمية والإعلامية لاستضافة قمة أفريقيا - الاتحاد الأوروبي الثالثة خلال الأسبوع القادم، بمشاركة الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي، ورؤساء معظم الدول العربية الأفريقية، أعلنت اللجنة الشعبية الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان عن منح جائزتها عن العام الحالي لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، في مراسم احتفالية ستقام يوم الاثنين المقبل في العاصمة الليبية طرابلس.

واستعدت ليبيا أمنيا وإعلاميا لاحتضان القمة الأفريقية الفرنسة الثالثة التي تعد ثالث قمة من نوعها تستضيفها ليبيا خلال أقل من شهرين، كما تأتي هذه القمة في وقت تعطي فيه سياسات القذافي الأولوية بشكل مطلق وملحوظ لصالح تطوير العلاقات مع أفريقيا، وضخ استثمارات ليبية ضخمة لمواكبة التغلغل الليبي في القارة السمراء.

وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي يعتزم طرح جملة من القضايا التي تتعلق بكيفية تطوير العلاقات الأفريقية مع المجتمع الدولي خاصة فرنسا، في مختلف المجالات، مشيرة إلى أن طرابلس تلقت تطمينات رسمية بمشاركة مختلف الرؤساء الأفارقة، بالإضافة إلى قادة الدول العربية الأفريقية في هذه القمة، خاصة الرئيس المصري حسني مبارك، والتونسي زين العابدين بن علي، والجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والموريتاني محمد ولد عبد العزيز، بينما لم يعرف بعد مستوى مشاركة المغرب.

وتتمحور أعمال قمة أفريقيا - أوروبا التي ستعقد يومي 29 و30 من الشهر الحالي في طرابلس حول تعزيز العلاقات بين القارتين الأفريقية والأوروبية بما يمهد الطريق نحو مستقبل أفضل وأكثر ازدهارا لصالح 5.1 مليار نسمة في 80 بلدا، عبر تبني خطة العمل الثانية (2011 - 2013) للاستراتيجية المشتركة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي.

ويتضمن جدول أعمال هذه القمة التي اختير لها موضوع «الاستثمار والنمو الاقتصادي واستحداث فرص عمل»، القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك للقارتين، بهدف الارتقاء بمستقبل شراكتهما في مجالات النمو الاقتصادي والتنمية والسلام والأمن وأهداف الألفية للتنمية والتغيرات المناخية.

وانطلقت أمس في العاصمة طرابلس أعمال الملتقى الاقتصادي «أفريقيا - الاتحاد الأوروبي»، ضمن الفعاليات المصاحبة للقمة، التي من المتوقع أن يشارك في تغطيتها نحو 600 صحافي من مختلف أنحاء العالم. ويناقش الملتقى على مدى يومين آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي، وتفعيل الشراكة بينهما في مختلف المجالات، علما بأن ملف النمو الاقتصادي يمثل المحور الرئيسي للملتقى، بالإضافة إلى فتح فرص التجارة بأفريقيا من خلال الشراكة.

كما تتناول البنية التحتية ومستقبلها في قطاعي الطاقة والنقل، والفرص والتحديات المتاحة لتقنية المعلومات والاتصالات، ودور الشركات الصغرى والمتوسطة، وتوظيف رأس المال بأفريقيا في وسائل النقل لتنفيذ البنية التحتية.

إلى ذلك، يستعد رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان للقيام يوم الاثنين المقبل بزيارة عمل رسمية إلى ليبيا لتسلم جائزة القذافي لحقوق الإنسان هذا العام، بعدما قررت اللجنة المشرفة على الجائزة منحها له تقديرا لما وصفته بمواقفه الشجاعة في نصرة قضية الشعب الفلسطيني وانحيازه للفقراء والبسطاء، ولنضاله المستمر من أجل احترام حقوق الشعوب وثقافاتها وقيمها. وكان المكتب التنفيذي للجائزة برئاسة الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلا قد وقع اختياره على أردوغان الشهر الماضي. يشار إلى أن جائزة القذافي لحقوق الإنسان التي تأسست كمنظمة شعبية دولية غير حكومية تعنى بحقوق الإنسان والشعوب، في عام 1988 بقرار من المؤتمرات الشعبية الأساسية (المحليات والبلديات)، قد حصلت عليها في السابق عدة أسماء دولية وأفريقية وعربية، أبرزها نيلسون مانديلا الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى جهات معنوية مثل أطفال الحجارة بفلسطين المحتلة، والهنود الحمر، والضحايا من أطفال البوسنة والهرسك.