واشنطن تبلغ 6 دول بشأن تسريبات «ويكيليكس» المرتقبة

الوثائق تتطرق لبرقيات بين واشنطن وتل أبيب والوضع السياسي في روسيا

TT

أبلغت الولايات المتحدة عددا من الدول الأجنبية بشأن عملية تسريب جديدة سيقوم بها موقع «ويكيليكس» لوثائق سرية خلال المرحلة المقبلة. وذكرت وكالة «رويترز» نقلا عن موقع «ويكيليكس» نفسه أن دبلوماسيين أميركيين أخطروا مسؤولين حكوميين في 6 دول هي بريطانيا وأستراليا وكندا والدنمارك والنرويج وإسرائيل مسبقا بالتسريب الذي يتوقع أن يحدث في الأيام القليلة القادمة. وقالت مصادر على دراية ببرقيات لوزارة الخارجية الأميركية في حيازة «ويكيليكس» إن من المتوقع أن يشمل التسريب الجديد الآلاف من البرقيات الدبلوماسية تتضمن مزاعم فساد ضد ساسة في روسيا وأفغانستان ودول أخرى في آسيا الوسطى. وأضافت المصادر أن تلك المزاعم كبيرة بدرجة تكفي لإحداث حرج شديد لحكومات أجنبية وسياسيين وردت الإشارة إليهم بالاسم.

وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الأجهزة الدبلوماسية الأميركية بادرت بإنذار الحكومات الأجنبية من أن نشر تلك الوثائق «سيخلق توترات في العلاقات بين دبلوماسيينا وأصدقائنا في العالم».

ولم يكشف موقع «ويكيليكس» عن فحوى الوثائق التي سينشرها، مكتفيا بالتلميح إلى أنها ستكون أكثر «بسبع مرات» من وثائق حرب العراق التي بلغ عدد المنشور منها نحو 400 ألف وثيقة. كما سبق أن نشر 77 ألف وثيقة سرية حول حرب أفغانستان في يوليو (تموز) الماضي. وكان الموقع يؤكد خلال التسريبات السابقة أن نشر الوثائق يلقي الضوء على الحرب الأميركية في العراق وأفغانستان.

وأفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس بأن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل من الإحراج الذي قد يتسبب فيه نشر موقع «ويكيليكس» قريبا برقيات دبلوماسية أميركية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل التي تعتبر واشنطن من أكبر حلفائها، تبلغت بأن تسريب برقيات دبلوماسية أميركية متوقع خلال الأيام المقبلة قد يتناول تقارير سرية أرسلتها سفارة الولايات المتحدة إلى تل أبيب. وقال المسؤول طالبا عدم كشف هويته إن «الأميركيين أبلغونا بأنهم ينظرون إلى هذه التسريبات باستياء كبير ولا يعرفون ما تحتويه تحديدا لكنهم أبلغونا كي لا نتبلغه عبر الصحافة». وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الناطق باسم سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل كارت هوير رفض الإدلاء بأي تعليق، ردا على أسئلة وجهتها له، مؤكدا أن تسريبات موقع «ويكيليكس» مسيئة جدا إلى حد أنها «تعرض أشخاصا إلى الخطر». واكتفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيغال بلمور بالإعلان: «إننا لا نعلق على فحوى محادثات دبلوماسية».

كذلك، حذرت صحيفة «كومرسانت» الروسية من أن البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي سربت وستنشر على موقع «ويكيليكس» في الأيام المقبلة يمكن أن تضر بالعلاقات بين موسكو وواشنطن. وكتبت الصحيفة أن البرقيات السرية تتضمن تقارير عامة عن الوضع السياسي في روسيا و«توصيفات تنطوي على انتقاد» للقادة الروس. وكتبت الصحيفة أن «مصدرا قريبا من إدارة الموقع قالت لكومرسانت إن بين الوثائق تسجيلات لمحادثات بين دبلوماسيين أميركيين وسياسيين روس وتقارير عن أهم الأحداث التي شهدتها روسيا وتحاليل لما يجري في البلاد وسياستها الداخلية والخارجية. وأضافت أن وزارة الخارجية لم تبلغ رسميا بأي تسرب لوثائق، لكن بعض الملفات قد تكون نقلت إلى مسؤولين روس عن طريق السفارة الأميركية في موسكو.

بدوره، أعرب السفير الأميركي لدى العراق أمس عن قلقه حيال عزم موقع «ويكيليكس» نشر مجموعة جديدة من الوثائق السرية. وقال السفير جيمس جيفري للصحافيين في مبنى السفارة في بغداد: «نحن قلقون من نشر وثائق إضافية». وأضاف أن «وثائق (ويكيليكس) تشكل عائقا كبيرا للغاية بالنسبة لعملي الذي يتطلب مناقشات تتميز بالثقة مع الناس. لا أفهم الدافع وراء هذه الوثائق كونها لا تساعد إنما هي ببساطة تلحق أضرارا بقدرتنا على أداء عملنا هنا». وردا على سؤال حول ما إذا كان مسؤولون عراقيون سألوه حول نشر الوثائق، قال: «من الواضح أنهم غير مرتاحين. كل شخص يجري محادثات سرية تجد بالنهاية طريقها إلى الإعلام سيكون مستاء وفي غاية الحزن».

وتأتي التسريبات المرتقبة في وقت رفضت فيه محكمة استئناف سويدية الأربعاء الطعن المقدم من مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانغ في مذكرة الاعتقال التي صدرت بحقه في إطار التحقيقات باتهامه بالاغتصاب. وقد صدرت مذكرة اعتقال دولية منذ أسبوع ضد الأسترالي أسانغ، 39 عاما، إثر اتهامه بالاغتصاب والاعتداء الجنسي في السويد في أغسطس (آب) الماضي.