الأسد: سياسات إسرائيل سبب غياب السلام في منطقتنا

أعرب عن دعمه لعضوية الهند في مجلس الأمن خلال استقباله رئيسة البلاد

TT

حمل الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية عن غياب السلام في المنطقة لـ«السياسات الإسرائيلية»، مؤكدا أن «السلام المبني على أسس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام الذي يعيد الحقوق لأصحابها الشرعيين وحده يضمن الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم»، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيسة الهند براتيبها ديفيسينغ بعد جلسة مباحثات في دمشق أمس.

وأعرب الأسد عن أمله في أن تساعد العلاقة السورية - الهندية مع الجهود الدولية لـ«وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني المحاصر بجدار فصل عنصري»، كما جدد البلدان «إدانتهما للإرهاب بجميع أشكاله». وبمناسبة الذكرى الثانية لتفجيرات مومباي الإرهابية التي صادفت أمس، جددت سورية بدورها «وقوفها إلى جانب الهند في محاربة الإرهاب، وذلك من أجل الوصول إلى عالم آمن ومستقر». وقال الرئيس الأسد إنه أكد للرئيسة الهندية «دعم سورية لما ورد في البيان المشترك لوزراء خارجية الهند والصين وروسيا مؤخرا بخصوص حق إيران وجميع الدول في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، مع التأكيد على ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل».

وأشار إلى أن «سورية تتفق مع الهند على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة لتصبح أكثر ديمقراطية وتمثيلا وكفاءة، وترحب بانتخاب الهند في مجلس الأمن 2011/2012 وتتطلع إلى تعاون كبير معها داخل المجلس»، مشيرا في هذا الإطار إلى دعم سورية لحصول الهند على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي.

من جانبها، جددت الرئيسة الهندية دعم بلادها القوي لحق سورية الشرعي في استعادة الجولان المحتل كاملا في أسرع وقت. وشكر الأسد الهند حكومة وشعبا على «مواقفهم الداعمة للحق العربي، وعلى رأسه القضية الفلسطينية وقضية الجولان»، وقال: «إن الهند التي عانت في ظل الاحتلال تعرف أكثر من غيرها عدالة قضية الشعب الواقع تحت الاحتلال». وشرح للرئيسة الهندية أن «غياب السلام في منطقتنا بسبب السياسات الإسرائيلية رغم جهود سورية الحثيثة لتحقيقه يزيد من حالة التوتر ويقوض مساعي سورية في التنمية والازدهار الاقتصادي».

ورأى الأسد أن زيارة رئيسة الهند إلى سورية «سوف تعزز العلاقات التاريخية التي نسجت بين سورية والهند عبر آلاف السنين بدءا من طريق الحرير وترجمت على مدى العقود الماضية إلى علاقات رسمية وشعبية شملت معظم المجالات وعززت الثقة والتعاون بين البلدين»، مشيرا إلى أن مباحثاته مع الرئيسة ديفيسينغ تناولت «مواضيع تم التأسيس لها خلال زيارته إلى الهند عام 2008 وتم التركيز على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات التاريخية والسياسية، وخصوصا أن حجم التبادل التجاري على الرغم من التزايد الذي يشهده ما زال متواضعا بالنظر إلى إمكانات البلدين والمكانة التي يحظيان بها، سواء من ناحية الموقع الجغرافي أو التكتلات الإقليمية التي يرتبطان بها والتي تتيح أسواقا واسعة وواعدة لحركة وتدفقات التجارة». وقال الأسد: «إن سورية تشهد حراكا اقتصاديا ديناميكيا لبناء جسور التعاون مع العالم الصديق وترتبط باتفاقات تجارة حرة مع مجموعة من الدول العربية ضمن إطار اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى، واتفاقات تجارة حرة مع عدد من الدول الإقليمية، بالإضافة إلى عملية ربط تشمل دولا مجاورة وأخرى أبعد جغرافيا من خلال شبكات بنى تحتية في مجالات الطاقة والنفط والغاز بهدف خلق فضاء اقتصادي لهذه الدول مجتمعة يوسع قاعدة المصالح المشتركة بينها».

وقال إنه في المقابل «تحظى الهند بأهمية خاصة لغناها بالموارد الطبيعية ولكونها جزءا من منطقة أسواق ضخمة في آسيا وريادتها في المجال الاقتصادي والتطور العلمي والتقني الذي حققت الهند تميزا فيه على المستوى العالمي، وكذلك ارتباطها بتكتلات ومنظمات اقتصادية عالمية تضم دولا مهمة وفاعلة على الساحة التجارية الدولية، وكذلك من ناحية غناها بالموارد البشرية المتميزة»، مضيفا أن «المباحثات تناولت أيضا علاقات البلدين المتنامية في قطاعات اقتصادية مهمة، وقد جرى الحديث عن أهمية مضاعفة الجهود لإرساء المزيد من الأطر القانونية الناظمة للعلاقات المشتركة، ولا سيما في قطاع النقل وضرورة انخراط رجال الأعمال من البلدين بشكل فاعل في رفع العلاقات الثنائية والمساهمة كشريك حيوي في المشاريع الاستثمارية والشراكات المستقبلية بين البلدين».