المغرب: قيادي منشق عن البوليساريو سفيرا في مدريد.. وصحراوي واليا على العيون

الملك محمد السادس يجري مناقلات واسعة بين المحافظين

الملك محمد السادس يسلم ولد السويلم أوراق اعتماده كأول قيادي منشق يعين سفيرا في إحدى العواصم العالمية (ماب)
TT

بعد شهور من التكهنات والانتظار، عين العاهل المغربي الملك محمد السادس أحمدو ولد السويلم، القيادي المنشق عن جبهة البوليساريو وأحد مؤسسيها، سفيرا للرباط في مدريد، وهو منصب ظل شاغرا لمدة عشرة أشهر بعد تعيين السفير السابق في مدريد عمر عزيمان رئيسا للجنة الاستشارية للجهوية الموسعة (الحكم اللامركزي)، في حين عين ولأول مرة الصحراوي دخيل الدخيل واليا (محافظا) على منطقة العيون.

ويأتي تعيين ولد سويلم في منصبه، في ظل أجواء متوترة بين الرباط ومدريد، بسبب تداعيات أحداث العنف الأخيرة التي عرفتها مدينة العيون كبرى مدن الصحراء، والتي وظفتها أطراف إسبانية من بينها الحزب الشعبي اليميني في توجيه انتقادات شديدة للمغرب. وهذه هي المرة الأولى التي يعين فيها أحد قادة البوليساريو المنشقين في منصب سفير، وفي واحدة من أهم العواصم العالمية بالنسبة للمغرب، وكان ولد سويلم عمل قبل انشقاقه سفيرا للبوليساريو لدى إيران وبنما وأنغولا وغينيا بيساو، وشغل لفترة طويلة رئيس مكتب العلاقات الخارجية في قيادة جبهة البوليساريو.

وكان الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، أعلن خلال زيارة قام بها لمدريد بداية الشهر الحالي أن ولد سويلم الذي ينتمي إلى قبيلة «أولاد دليم»، إحدى القبائل الصحراوية الكبرى، سيلتحق بمنصبه قبل نهاية الشهر الحالي، وكان الطيب الفاسي قد زار مدريد مباشرة بعد تعيين ترنيداد خمنيث وزيرة للخارجية الإسبانية خلفا لأنخيل موراتينوس، وجرت العادة أن وزير الخارجية الإسباني يزور الرباط كأول محطة فور تعيينه، لكن الوضع انعكس هذه المرة إذ زار الفاسي مدريد، ووجه هناك خلالها انتقادات شديدة للصحافة الإسبانية بسبب تغطيتها لأحداث العيون، وقال إنها كانت غير محايدة ومتحاملة. يشار إلى أن الصحف الإسبانية كانت تحدثت عن عشرات القتلى في الأحداث، كما نشرت صورا لأطفال من غزة على أساس أنها أطفال ضحايا العنف المغربي في الصحراء، وعلى الرغم من أن هذه الصحف اعتذرت عن الخطأ، لكنها واصلت انتقاداتها للمغرب.

وكانت مدريد تحفظت على اختيار ولد سويلم الذي عاد إلى المغرب صيف العام الماضي، سفيرا فيها خشية أن يكرس جهوده لمشكلة الصحراء، والترويج للحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب حلا للنزاع، على حساب باقي القضايا الثنائية التي تجمع البلدين، بيد أن مدريد تراجعت عن تحفظها وأعلنت في أبريل (نيسان) الماضي قبولها ولد سويلم سفيرا للرباط.

وفي سياق المناقلات التي أجراها العاهل المغربي بين الولاة، تقرر نقل والي العيون السابق محمد جلموس إلى مدينة آسفي جنوب الدار البيضاء، وعين بدلا منه خليل الدخيل وهو صحراوي بارز في منصب والي منطقة العيون، وشملت حركة المناقلات جميع أنحاء المغرب، حيث عين 30 واليا وعاملا في مختلف الأقاليم، في حين عين 25 واليا وعاملا في رئاسة وزارة الداخلية، وهي وزارة مهيمنة في المغرب لها علاقة بجميع القطاعات. وكان متوقعا إجراء مناقلات منذ أحداث العيون التي تسبب فيها تدخل قوات الأمن لتفكيك مخيم احتجاجي أقامه صحراويون في ضواحي العيون، حيث واجه مشاركون قوات الأمن المغربية التي لم تستعمل السلاح، بأسلحة بيضاء وذبحوا ستة من رجال الأمن، في حين توفي خمسة آخرون متأثرين بجراحهم، وقتل مدنيان في تلك الأحداث. يشار إلى أن خليل الدخيل (65 سنة) الذي عين واليا على العيون يتحدر من المدينة نفسها، وظل مؤيدا قويا لمبدأ «مغربية الصحراء»، وسبق له أن عمل سفيرا للمغرب في كل من هافانا من 1975 إلى 1979، وبلغراد من 1979 إلى 1982، ثم تقلد منصب عامل (محافظ) في ثلاثة أقاليم من قبل.