العصبية تحسم نتيجة الانتخابات بصعيد مصر

مقتل مواطن في عرس وتمزيق لافتات.. و«كوتة المرأة» على المحك

TT

صعدت الانتخابات البرلمانية في لحظاتها الأخيرة من وتيرة القبلية التي تسيطر على العادات والتقاليد في صعيد مصر، مخلفة عددا من المشكلات والمعارك الانتخابية بين العائلات راح ضحيتها شخص قُتل في عرس بمدينة نجع حمادي، نتيجة تنافس المرشحين في إطلاق الأعيرة النارية بعشوائية، مما جعل العرس يتحول إلى مأتم؛ ما جعل أحد كبراء العائلات يقول غاضبا بعد الحادث: «ملعون أبو الانتخابات.. تخرج لسانها للناس كالكلبة المسعورة». بينما شهدت المؤتمرات الانتخابية في دوائر أخرى بالصعيد اشتباكات عنيفة بين أنصار المرشحين، وأصبح تمزيق اللافتات ظاهرة منتشرة، للتنفيس عن الغضب، خاصة من جانب أنصار مرشحي الوطني (الحاكم) الذين يعتبرون أنفسهم في حماية الحكومة ومن حقهم التعدي على الآخرين من دون حساب أو مراقبة. وشهدت محافظة قنا وحدها تمزيق المواطنين المئات من اللافتات الانتخابية للمرشحين سجلتها محاضر بالشرطة. وتلعب القبلية والعصبيات دورا مهما في حسم المعركة الانتخابية في الكثير من الدوائر؛ حيث يعتبر تحرك الناخبين في قبيلة بعينها لصالح مرشح ما مؤشرا لفوزه. وقد زاد من هذه العصبية هذا العام دخول المرأة بقوة المعركة البرلمانية بعد إقرار نظام «كوتة المرأة». فحسبما تقول آمال عويس، إحدى المرشحات المستقلات على مقاعد الكوتة: لا يختلف وضع السيدات كثيرا عن الرجال في العملية الانتخابية، فنفس ما يعانيه الرجال تعانيه السيدات، وإن كانت نظرة الصعيد للمرأة تؤثر على موقفها وتضعف منه، فهي نظرة محكومة بالقبلية التي تعتبر إرث الصعيد التليد، إلا أن كوتة المرأة كانت بمثابة طوق النجاة لسيدات الصعيد من منافسة الرجال؛ لأن منافسة المرأة للرجل نتيجتها محسومة مقدما في صعيد مصر. بينما يقول خالد كوكتيل، أحد المرشحين: زاد من العصبية بين العائلات الصعيدية دخول رأس المال على الساحة الانتخابية، وهو ما تمثل في عدد من المستجدات بدأت تطفو على السطح، بدءا من الدعاية المبالغ فيها، التي تكلفت ملايين الجنيهات، فعلى سبيل المثال تجاوز إنفاق مرشحي الوطني على الدعاية الانتخابية الحد المسموح به قانونا.