إسرائيل تقيم مشاريع بنى تحتية ضخمة في الضفة الغربية والقدس

التفكجي لـ «الشرق الأوسط» : رسالة للتأكيد أن القدس والمستوطنات خارج المفاوضات

TT

حذر خبير فلسطيني في مجال الاستيطان اليهودي في الأراضي المحتلة، من أن مشاريع البنى التحتية الضخمة التي تعكف إسرائيل على إقامتها حاليا تنسف كل الرهانات على عملية التسوية والمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال خليل التفكجي، رئيس دائرة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية في جمعية الدراسات العربية في القدس، إن إسرائيل تعكف حاليا ولأول مرة على تدشين ثلاثة خطوط سكة حديدية بين إسرائيل من جهة والضفة الغربية والقدس المحتلة من الجهة الأخرى، بشكل يرسخ الحقائق الاستيطانية على الأرض ويجعل من المستحيل إعادة عقاب الساعة للوراء في أي تسوية سياسية للصراع.

وأشار التفكجي إلى أن إسرائيل شرعت في إقامة مشروع سكك حديدية يربط مدينة تل أبيب كبرى مدن إسرائيل بالقدس، وذلك في سعيها لتحويل المدينة المقدسة إلى مدينة ذات قدرة على جذب اليهود، وذلك من أجل تعزيز الثقل الديموغرافي لهم في المدينة بشكل كاسح. وأوضح التفكجي أن الحكومة الإسرائيلية أصدرت الكثير من القرارات التي تؤكد على أن المدينة أصبحت «منطقة ذات أفضلية وطنية»، وهو ما يعني منح امتيازات اقتصادية كبيرة جدا لليهود من أجل تشجيعهم على الانتقال للعيش في المدينة.

واعتبر التفكجي أن الخطوة الإسرائيلية تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق تعزيز التفوق الديموغرافي اليهودي في القدس بشكل كاسح بحلول عام 2020. وأشار إلى أن إسرائيل توشك على الانتهاء من إقامة خط سكة حديد يربط شرق القدس بالقدس الغربية، وتحديدا يربط المستوطنات الواقعة في شمال شرقي المدينة بالجزء الغربي منها، وذلك من أجل التسهيل على إجراء المشاريع الاستيطانية في القسم الشرقي من المدينة. وأوضح أن حكومة نتنياهو وبلدية الاحتلال في المدينة خصصتا ميزانية ضخمة لإقامة مشرع الحديقة التكنولوجية كعنصر جذب لليهود في المدينة، منوها بأن إسرائيل أعربت في السابق عن خيبة أملها من نزوح العلمانيين عن المدينة، معتبرا أن تعزيز الاستثمار الهائل في مجال البنى التحتية والترفيه يهدف إلى إقناع أكبر عدد من اليهود بالتوجه للإقامة في القدس.

وأوضح التفكجي أن مشروع السكك الحديدية الثالث الذي قررت الحكومة الإسرائيلية الشروع فيه سيربط بين منطقة غور الأردن وإسرائيل، مشيرا إلى أن إقامة هذا المشروع تنسجم مع الرؤية الإسرائيلية التي تعتبر الأغوار منطقة حيوية واستراتيجية لإسرائيل. واستطرد أن هناك إجماعا بين الأحزاب الصهيونية على ضرورة الاحتفاظ بمنطقة الأغوار بسبب أهميتها الاستراتيجية، والاقتصادية، إذ إن الإسرائيليين اكتشفوا الطاقة الكامنة في المنطقة كمنطقة صالحة لزراعة المحاصيل المبكرة.

وأشار التفكجي إلى أن إقامة مشروع خط السكة الحديدية تتزامن مع «عملية التطهير العرقي» التي تقوم بها إسرائيل حاليا ضد الفلسطينيين في الأغوار، منوها بما قامت به إسرائيل من تدمير لإحدى القرى في المنطقة بالكامل. واعتبر التفكجي أن إسرائيل تحاول من خلال هذه الإجراءات أن توصل رسالة واضحة وجلية للعالم، وضمنه الفلسطينيون والعرب والأميركيون، بأن القدس والمستوطنات خارج التفاوض، وأن الإسرائيليين يحاولون حسم نتائج أي مفاوضات مستقبلية قبل أن تبدأ.