مبادرة إسرائيلية من رابين الابن لمواجهة المبادرة العربية

أساسها دولة فلسطينية على حدود 1967 والقدس عاصمة للدولتين وترتيبات أمنية وحل متفق عليه للاجئين

TT

يخطط يوفال رابين ابن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين الذي اغتاله يهودي متطرف في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1995 احتجاجا على مبادرة سلام أوسلو، لإعداد مبادرة سلام إسرائيلية في مواجهة مبادرة السلام العربية لعام 2002.

ويعتقد رابين الابن الذي يعد المبادرة بالتنسيق والتعاون مع رجل الأعمال والناشط الاجتماعي كوبي هبرمان، أن على الحكومة، وبدلا من الرد على المبادرة العربية التي أطلقها بداية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد، وتبنتها القمة العربية التي عقدت في بيروت في مارس (آذار) 2002، أن تقول نعم للمبادرة العربية بطرح مبادرة إسرائيلية موازية لإنهاء الصراع.

وقضى رابين الابن وصديقه هبرمان الأشهر الأخيرة يروجون لهذه الفكرة في أوساط الشخصيات السياسية والأكاديميين ورجال الأعمال في إسرائيل. في الوقت نفسه كانوا يتحسسون رد فعل شخصيات فلسطينية وعربية على مبادئ المبادرة.

وسيجري نشر تفاصيل هذه المبادرة الإسرائيلية، التي طرحت فكرتها أولا في مقال نشر على موقع «بترليمون.اورغ»، باللغات الإنجليزية والعبرية والعربية، في القريب العاجل. وتتضمن المبادرة ما يسميه رابين الابن وزميله تصورات أربعة، التصور الأول لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ويتكون من 6 مبادئ أساسية هي:

أولا: دولة فلسطينية قابلة للعيش في حدود عام 1967 مع تبادل أراض.

ثانيا: القدس عاصمة للدولتين، على أن يكون هناك ترتيبات خاصة بالنسبة إلى المكان المقدس (الحوض المقدس كما يسمونه).

ثالثا: حل موافق عليه لقضية اللاجئين في إطار الدولة الفلسطينية (مع بعض الاستثناءات الرمزية).

رابعا: اعتراف متبادل للهويات الوطنية للدولتين، يأتي هذا كنتاج لمفاوضات وليس كشرط مسبق.

خامسا: إعادة التأكيد على المبادئ الواردة في إعلان الاستقلال لعام 1948 (إعلان قيام دولة إسرائيل)، فيما يتعلق بالمساواة المدنية لمواطنيها العرب.

سادسا: ترتيبات أمنية طويلة المدى مع وجود دولي.

ويتعاطى هذا التصور أيضا مع المسارين السوري واللبناني، فبالنسبة إلى السوري تقترح المبادرة، حوارا لإنهاء الأزمة، يشمل انسحابات على مراحل من مرتفعات الجولان السورية المحتلة، تصل في النهاية إلى حدود عام 1967، مع تبادل أراض هنا وهناك، إضافة إلى ترتيبات أمنية مشددة، للجم الإرهابيين أو أي منظمات شبه عسكرية.

وفيما يتعلق بالمسار اللبناني، تقترح المبادرة حسب ما جاء في مقال رابين وهبرمان، أن المسألة متعلقة بالترتيبات الأمنية، بسبب وجود الحدود الدولية بين البلدين.

ويتحدث التصور الثاني عن آلية للأمن الإقليمي تتعاطى مع التهديدات الإقليمية المشتركة، بينما يركز التصور الثالث على النمو الاقتصادي الإقليمي، أما الرابع فيتحدث عن تطور مواز نحو الاعتراف الإقليمي والعلاقات الطبيعية.

وعبر رابين الابن وهبرمان عن أملهما في أن تثير المبادرة الإسرائيلية حوارا مكثفا وإعادة تفكير في الدوائر الإسرائيلية والمنطقة، وهما يعترفان بأنهما ليسا سياسيين، ولهذا فهما لا يتعاملان في مبادرتهما مع قضايا تقنية مثل موضوع المياه.

وأضاف رابين وهبرمان في مقالهما أنه بعد مرور 15 عاما على اغتيال رابين، نأمل في أن نرى قادة إقليميين ودوليين يترجمون المبادرتين الإسرائيلية والعربية إلى واقع. وكما ذكرت صحيفة «هآرتس»، فإن رابين الابن التقى قبل الانتخابات الأخيرة بنيامين نتنياهو وأبلغه بأنه لا يستطيع التصويت له كرئيس للوزراء، وأيد خطة نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن مبادرته للسلام قد تكون مؤشرا إلى خيبة أمله من سياسات نتنياهو الحالية.