الاستخبارات الأفغانية تنفي إجراء محادثات مع «محتال» طالبان

قالت إن أمر النصاب انكشف في محادثات مبكرة بالمناطق الحدودية

TT

نفى جهاز الاستخبارات الأفغانية أمس إجراء أي محادثات مع شخص ادعى أنه قائد بارز في طالبان، بعد أن ذكرت صحف أن الاستخبارات البريطانية أحضرت هذا الشخص إلى كابل لإجراء محادثات سلام مع الحكومة. وذكرت صحيفة بريطانية أن عملاء من جهاز «إم آي 6» البريطاني دفعوا لهذا الرجل مئات آلاف الدولارات ونقلوه جوا إلى كابل، ظنا منهم أنه مسؤول كبير في حركة طالبان مخول التفاوض مع المسؤولين الأميركيين والأفغان باسم المتمردين.

وظن جهاز الاستخبارات عند اتصاله بهذا الشخص أنه الملا اختر محمد منصور، الوزير السابق في حكومة طالبان والمساعد الأول للملا عمر. وقالت صحيفة «تايمز» اللندنية وصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن العملاء البريطانيين نقلوا هذا الرجل في طائرات نقل عسكرية من باكستان إلى كابل مرارا، ولكن تبين لاحقا أنه من صغار المتمردين وصاحب دكان ونصاب. إلا أن مديرية الأمن القومية الأفغانية (جهاز الاستخبارات) قالت إن أمر هذا النصاب انكشف بعد محادثات مبكرة جرت في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، ولم يتم نقله إلى العاصمة الأفغانية للقاء مسؤولين أفغان. وجاء في بيان للمديرية أن ذلك الشخص «كان من المفترض أن يدخل أفغانستان كممثل لطالبان لإجراء مفاوضات مع المسؤولين الأفغان، إلا أنه بعد اتصالات أولية مع الرجل في المنطقة الحدودية، اشتبه مسؤولو الاستخبارات الأفغانية في هويته وأوقفوا عملية نقله». وأقر الجهاز في البيان بأن «بعض الاتصالات والمفاوضات جرت مع قادة في طالبان، وهذه العملية مستمرة». ويتناقض نفي الاستخبارات الأفغانية مع تصريحات محمد عمر داودزاي، رئيس مكتب الرئيس حميد كرزاي، في مقابلة مع «واشنطن بوست» قال فيها إن البريطانيين هم المسؤولون عن إحضار ذلك الشخص للقاء كرزاي في يوليو (تموز) أو أغسطس (آب). ونقلت الصحيفة عن داودزاي قوله إن الأفغان عرفوا خلال الاجتماع أن «هذا الرجل ليس من يدعي أنه هو». وقال مسؤولون أفغان لصحيفة «تايمز» إن اجتماعا جرى بين ذلك الرجل وكرزاي في القصر الرئاسي على الرغم من أن الرئيس نفى الثلاثاء حصول مثل هذا الاجتماع. ورفضت وزارة الخارجية البريطانية نفي أو تأكيد تلك المعلومات، إلا أنها اعترفت بأنها قدمت «مساعدة عملية للمساعي الأفغانية للمصالحة».