مفجران انتحاريان يقتلان 4 من أفراد الشرطة في شرق أفغانستان

الجنرال بترايوس: بدء الانسحاب الجزئي للجيش الألماني في 2011

اطفال افغان في لقطة مع الملازم الاميركي جون باستيزركو من الكتيبة 502 مشاة خلال مرور سرية من الكتيبة في قرية بانجواي بولاية قندهار امس (أ. ف. ب)
TT

قال مسؤولون إن مفجرين انتحاريين تنكرا في زي الشرطة قتلا أربعة من أفراد الشرطة في هجوم على مركز تدريب، أمس، وهو ثاني هجوم يقع في شرق أفغانستان المضطرب خلال ساعات. وقتلت القوات الأفغانية وقوات يقودها حلف شمال الأطلسي أكثر من 15 مسلحا أثناء الليل بعد أن تعرضت لإطلاق نيران مع اقترابها من مجمع سكني في إقليم ننكرهار قرب الحدود الباكستانية. ووصلت أعمال العنف في أفغانستان إلى أعلى مستوياتها منذ الإطاحة بحركة طالبان من السلطة في نهاية عام 2001 على أيدي قوات أفغانية تدعمها الولايات المتحدة.

ووصلت الخسائر البشرية العسكرية والمدنية إلى مستوى قياسي رغم وجود نحو 150 ألف جندي أجنبي هناك. واشتدت الهجمات أثناء الإعداد لقمة قادة حلف الأطلسي في البرتغال، حيث وافق مسؤولون أميركيون ومن الحلف قبل أسبوع على الوفاء بالجدول الزمني الذي اقترحه الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، لانتهاء العمليات القتالية للقوات الأجنبية بنهاية عام 2014. وقال مسؤول محلي إن مسلحين من طالبان تنكرا في ملابس الشرطة هاجما مقر قائد الشرطة ومركزا للتدريب في شرنة، عاصمة إقليم بكتيكا. وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن كلا من المهاجمين الاثنين فجر سترة ناسفة كان يرتديها بمجرد دخولهما المجمع ليقتلا أربعة من الشرطة. وأصيب عدة أشخاص بينهم قائد الشرطة. وأعلن ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، مسؤولية الحركة عن الهجوم. وقال لـ«رويترز» في اتصال تليفوني من مكان مجهول إن منفذي الهجوم تدربا في مركز التدريب كأفراد في الشرطة الأفغانية. ويسعى قادة أفغان وأميركيون ومن حلف الأطلسي إلى زيادة أعداد قوات الجيش والشرطة الأفغانيين إلى نحو 306 آلاف بحلول أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011 في إطار خطة لنقل المسؤولية الأمنية من القوات الأجنبية إلى القوات الأفغانية. ويوجد في الوقت الحالي نحو 258 ألفا من الجنود وأفراد الشرطة الأفغان. ومن المخاوف المرتبطة بهذه الزيادة السريعة في عدد القوات الأفغانية هو ما إذا كان المسؤولون سيكونون قادرين على التدقيق في المجندين بشكل سليم لمنع تسلل متمردين. والهجمات التي يستخدم فيها زي اشتراه المتمردون أو سرقوه شائعة نسبيا.

وفي منطقة شيرزاد بإقليم ننكرهار القريب من الحدود الباكستانية قالت قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف الأطلسي إن دورية تعرضت لنيران أسلحة صغيرة ومدافع رشاشة عند اقترابها من مجمع سكني للبحث عن زعيم لطالبان. وأضافت أن أكثر من 15 متمردا مسلحا قتلوا في الاشتباك المترتب على ذلك أثناء الليل. وفي 13 نوفمبر (تشرين الثاني) هاجم مقاتلون من طالبان، بينهم مفجران انتحاريان، قاعدة عسكرية أجنبية في جلال آباد عاصمة إقليم ننكرهار والمدينة الرئيسية في شرق أفغانستان.

وفي هامبورغ بألمانيا ذكرت تقارير صحافية أن قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) العاملة في أفغانستان تعتزم بدء تسليم مسؤولية الأمن، تدريجيا، للشرطة والجيش الأفغاني، وأن هذه الخطوة ستتركز في مناطق قيادات إقليمية شمال البلاد التي يتولى فيها الجيش الألماني القيادة. وقال الموقع الإلكتروني لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، أمس، إن الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوات الدولية في أفغانستان، سمى ثلاثة أقاليم شمالية للبدء في عملية تسليم المسؤولية الأمنية هناك، وهي: ساري بول، وسامنجان، وبدخشان.

ووفقا لما ذكره الموقع، من المنتظر تنفيذ عملية تسليم المسؤولية الأمنية ربيع العام المقبل في حال تمت الموافقة على خطط الحكومة الأفغانية المتعلقة بهذا الشأن. يذكر أن القوات الألمانية تتولى في مدينة فايز آباد، عاصمة إقليم بدخشان قيادة معسكر يضم 500 جندي. وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تشارك في أفغانستان بقوات يبلغ قوامها نحو 5000 جندي.

من جهة أخرى قال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس، إن القوات التي يقودها الحلف والقوات الأفغانية قتلت ما لا يقل عن 17 من المسلحين المشتبه فيهم في عمليات بجنوب وشرق أفغانستان.

وقالت قوة المساعدة والأمنية الدولية بقيادة الناتو (إيساف) في بيان إن أكثر العمليات دموية نفذها مساء أول من أمس جنود أفغان وأجانب في منطقة شيرزاد بإقليم ننكرهار الشرقي للعثور على زعيم طالباني بعد تلقيهم معلومة عن مكانه. وقال البيان إن القوات المشتركة تعرضت لهجوم من المتمردين المشتبه فيهم لدى وصولهم إلى المنطقة المستهدفة. وأضاف أن القوات قامت بالرد «وقتلت أكثر من 15 من المتمردين المسلحين». وقالت «إيساف»: «إن إجراء المزيد من عمليات التفتيش في منطقة الاشتباك أكد أن جميع المتمردين كانوا مسلحين بأسلحة أوتوماتيكية متعددة الاستخدامات وأجهزة إطلاق قذائف صاروخية وطلقات وقنابل يدوية». وقال إنه لم يصب أيا من الجنود أو المدنيين.

وتسيطر طالبان على معظم شيرزاد التي تقع على الحدود مع باكستان. ويتمتع المسلحون بملاذات آمنة داخل المنطقة القبلية الباكستانية عبر الحدود التي منها يخططون للهجمات على قوات التحالف في أفغانستان، وذلك وفقا للمسؤولين الأفغان وحلف الأطلسي. كما قتلت القوات الأفغانية وقوة «إيساف» اثنين من المتمردين واعتقلت الكثير منهم أول من أمس، الجمعة، بعد استخدامهم إطلاق نار غير مباشر في أكثر من «17 محاولة فاشلة» لاستهداف القوات الأفغانية وقوة (إيساف) في إقليم هلمند الجنوبي، وفقا لقول «إيساف». ويتصاعد العنف في أنحاء أفغانستان رغم بدء فصل الشتاء الذي يشهد تلقائيا توقف القتال. وتعهد مسؤولو طالبان وقوة «إيساف» بمواصلة العمليات خلال الشتاء الذي يشهد من الناحية التقليدية هدوءا في الأعمال القتالية.