إيران تنهي تحميل مفاعل بوشهر بالقضبان النووية وتزويد البلاد بالطاقة يبدأ خلال شهرين

صالحي قال إن الخطوة تثبت أن خطط بلاده النووية تمضي في مسارها

TT

أنهى فنيون في إيران أمس تحميل الوقود النووي في مفاعل بوشهر، الذي من المفترض أن يبدأ تزويد إيران بالطاقة الكهربائية في نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل، بحسب ما أعلن أمس علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أمس، كما نقلت وكالة «أسوشييتد برس».

وذكر التلفزيون الإيراني أن صالحي قال إن هذه الخطوة أظهرت أن خطط إيران النووية تمضي في مسارها. وقال صالحي: «ستبدأ محطة بوشهر العمل في الشهرين المقبلين... تم تركيب جميع قضبان الوقود في قلب المفاعل، ويتعين علينا فقط أن ننتظر التسخين التدريجي للمياه داخل القلب الذي تليه بعض الاختبارات».

وبدأت إيران في أكتوبر (تشرين الأول) وضع قضبان الوقود في قلب مفاعل محطة بوشهر التي قامت روسيا ببنائها في آخر خطوة كبيرة نحو تحقيق هدف إيران المعلن في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، الذي يشك فيه الغرب.

وقال صالحي إنه سيتم ربط محطة بوشهر، التي تبلغ طاقتها ألف ميغاوات، بشبكة الكهرباء الوطنية في غضون شهر أو شهرين. وجدد قرار أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي بفرض رابع حزمة من العقوبات دعوة لإيران لتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم، وهو أمر رفضته طهران صراحة، قائلة إن هذا النشاط من حقها بموجب القانون الدولي. ويقول خبراء إن تشغيل محطة بوشهر التي تكلفت مليار دولار لن يجعل إيران قريبة من إنتاج قنبلة نووية، لأن روسيا ستزود المفاعل باليورانيوم المخصب وستأخذ الوقود المستنفد الذي يمكن استخدامه لإنتاج البلوتونيوم الذي يستخدم في إنتاج أسلحة.

ووافقت الجمهورية الإسلامية على الاجتماع مع ممثل للقوى الست الكبرى لأول مرة منذ أكثر من عام. وأبدى كل من الجانبين استعدادا لاستئناف المباحثات في الخامس من ديسمبر (كانون الأول)، لكنهما لم يتفقا بعد على مكان. وقد يتبع المحادثات بين سعيد جليلي المفاوض النووي الإيراني وكاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اجتماعات أخرى لوقف التدهور في العلاقات. وتمثل أشتون القوى الست الكبرى التي تضم القوى الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن - وهي روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا - بالإضافة إلى ألمانيا.

وقال صالحي إن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب تزايد. وأضاف: «إيران أنتجت الآن أكثر من 35 كيلوغراما من الوقود النووي المخصب بنسبة 20 في المائة». وانهار اتفاق مؤقت في العام الماضي يقضي بأن ترسل إيران 1200 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج مقابل الحصول على وقود لمفاعلها النووي في طهران للأبحاث الطبية، بعد أن رفضت إيران شروط الاتفاق. وبدأت إيران في فبراير (شباط) إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة بنفسها. ويقول دبلوماسيون غربيون إنه يتعين على إيران أن ترسل الآن كمية أكبر من اليورانيوم منخفض التخصيب في أي اتفاق معدل بما يعكس الزيادة التي حققتها، وهو مطلب ترفضه طهران.

وأنجزت روسيا محطة بوشهر على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تحدثتا عن مخاطر انتشار نووي. وستبقى المحطة التي اعترفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والغربيون بأنها لا تشكل خطر انتشار نووي، لسنوات تحت الإشراف المشترك للفنيين الروس والإيرانيين. وبدأت ألمانيا ببناء المحطة في 1975 ثم توقفت مع قيام الثورة الإسلامية في 1979 ثم الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988). واستأنفت روسيا أعمال البناء في 1995 بعد رفض ألمانيا ذلك.

ويأتي هذا الإعلان بينما اتفقت إيران ومجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) على استئناف مفاوضاتهما في شأن البرنامج النووي الإيراني في الخامس من ديسمبر (كانون الأول)، بعدما توقفت في أكتوبر (تشرين الأول) 2009. ولكن، لم يتم حتى الآن تحديد مكان هذه المفاوضات ولا تفاصيل جدول أعمالها. وتخضع إيران لأربع مجموعات من العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي بسبب رفضها وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. كما واجهت هجمات إلكترونية على برنامجها النووي. ويخشى الغرب أن تمتلك إيران أسلحة نووية تحت غطاء برنامج مدني على الرغم من نفيها ذلك.