واشنطن تستعد لمقاضاة «ويكيليكس».. والموقع يعد بنشر 3 ملايين وثيقة

رئيس الأركان الأميركي يناشد: نشرها سيعرض حياة أبرياء للخطر

وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون
TT

أكد موقع «ويكيليكس» أمس أنه تعرض لعملية قرصنة معلوماتية، مشددا على أن هذا الأمر لن يمنعه من نشر وثائق أميركية حساسة في كثير من وسائل الإعلام.

وأورد «ويكيليكس» في رسالة عبر موقع «تويتر»: «نتعرض حاليا لهجوم كبير يعطل خدمتنا». وأكدت رسالة أخرى عبر الموقع نفسه أن صحف «إلباييس» و«لوموند» و«شبيغل» و«الغارديان» و«نيويورك تايمز» ستنشر كثيرا من برقيات السفارات الأميركية هذا المساء على الرغم من إصابة «ويكيليكس» بعطل.

وفي خطوة غير مسبوقة، جند البيت الأبيض وزارات الخارجية والدفاع والعدل لمواجهة توقع نشر أسرار كثيرة عن السياسة الخارجية الأميركية في موقع «ويكيليكس» الذي كان قد نشر قرابة مئات الآلاف من الوثائق عن حربي أفغانستان والعراق.

وقال البيت الأبيض أمس إن نشر الوثائق الجديدة سوف يضع مخاطر بالنسبة لأعداد كبيرة من الناس «لا تعد ولا تحصى»، وإنه سيهدد عمليات مكافحة الإرهاب العالمية التي تقودها الولايات المتحدة، وإنه سيعرض للخطر علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها.

وفي خطوة غير مألوفة تعكس اهتمامات الإدارة الكثيرة، وزعت الخارجية الأميركية نص رسالة أرسلتها إلى مؤسس ومدير «ويكيليكس»، جوليان أسانج ومحاميه قالت لهم فيها إن نشر الوثائق سيكون «غير قانوني»، وطلبت التوقف عن ذلك.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» محتويات الرسالة، وقول الخارجية إنها لن تتعاون مع ««ويكيليكس»» في تنظيف الوثائق من معلومات قد تكشف مصادر وأساليب جمع المعلومات وإعداد التقارير الدبلوماسية.

وجاء في الرسالة أن نشر الوثائق «سيعرض للخطر حياة أفراد أبرياء لا حصر لهم» وسيعرض «للخطر العمليات العسكرية المستمرة»، وأيضا «التعاون الجاري بين الدول». وطلبت الرسالة إعادة الوثائق إلى الحكومة الأميركية، وتدمير أي نسخ في حوزة الموقع، أو في مواقع أخرى.

وقال مسؤول في وزارة العدل إن الوزارة تدرس إمكانية مقاضاة «ويكيليكس». ونقل تلفزيون «سي إن إن» دعوة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الأدميرال مايك مولين، إلى عدم نشر مزيد من الوثائق السرية. جاءت الدعوة خلال مقابلة التلفزيون مع الأدميرال.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الخارجية حذرت من أن نشر الوثائق سيترتب عليه «عواقب خطيرة» وسيعرض للخطر «العديد من الأبرياء» من صحافيين وناشطين حقوقيين وأصحاب مدونات إلكترونية وجنود.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، كانت اتصلت بقادة كل من فرنسا وأفغانستان والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والصين لإخطارهم بشأن مضمون البرقيات الدبلوماسية التي يحتمل أن يكون حصل عليها موقع «ويكيليكس».

ويتوقع أن ينشر الموقع 3 ملايين وثيقة صادرة عن السفارات الأميركية في جميع أنحاء العالم، بينها تحليلات وتقارير اجتماعات مع قادة أجانب ومذكرات وبرقيات ورسائل مختلفة.

وبحسب موقع فرنسي على الإنترنت مطلع على نشاطات «ويكيليكس»، فإن صحف «الغارديان» البريطانية، و«نيويورك تايمز» الأميركية، و«دير شبيغل» الألمانية، و«إلباييس» الإسبانية، و«لوموند» الفرنسية، من المقرر أن تنشر مقتطفات من الوثائق ليلة أمس الأحد.

وقال السفير الأميركي في بغداد جيمس جيفري: «لا أفهم الدوافع من نشر هذه الوثائق، لأنها تلحق ضررا بقدرتنا على أداء عملنا هنا»، معتبرا أن كشف هذه الوثائق «يشكل عائقا كبيرا للغاية لعملي الذي يتطلب مناقشات تتميز بالثقة مع الناس». وبين المواضيع المحتمل أن تتضمنها التسريبات ملفات الشرق الأوسط، وأيضا أفغانستان والعراق، البلدين اللذين كانا في مركز تسريبات سابقة نشرها «ويكيليكس». وبحسب الموقع الفرنسي، فإن «ما بين 500 وألف مذكرة تتعلق مباشرة بفرنسا».

وكان جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» قد قال في مؤتمر عبر شاشة فيديو مع الصحافيين في الأردن إن مئات آلاف الوثائق السرية الأميركية التي سينشرها موقعه قريبا تشمل «كل المواضيع الكبرى».

وردا على سؤال للصحافيين عما إذا كانت التسريبات الجديدة تشمل من جديد الحرب في العراق وأفغانستان، قال أسانج: «الوثائق التي نستعد لنشرها تتعلق بكل المواضيع الكبرى في جميع دول العالم». وأوضح أنه يتحدث إلى الصحافيين عبر شاشة فيديو لأن «الأردن ليس البلد الأكثر أمانا عندما يكون الشخص ملاحقا من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)» من دون أن يحدد المكان الذي يتحدث منه.