الجيش الإسرائيلي يقلص عدد جنوده في الضفة الغربية إلى النصف

بسبب التحسن في مستوى الاستخبارات.. وجهود الأجهزة الأمنية الفلسطينية

TT

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه خفض عدد قواته في الضفة الغربية إلى النصف. وأكدت مصادر في قيادة المنطقة الوسطى أن عدد قوات الجيش حاليا هو الأصغر حجما منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987. وأضافت المصادر ذاتها أن «فرقة يهودا والسامرة (الضفة الغربية)» تنشر في أنحاء الضفة في الوقت الراهن أقل من نصف عدد الكتائب القتالية التي كانت منتشرة هناك في أوج الانتفاضة الثانية. وحسب المصادر، التي تحدثت إلى صحيفة «هآرتس»الإسرائيلية، فإن انخفاض حجم القوات العسكرية في الضفة لا يدل على انخفاض الدافعية والحافز لدى المنظمات الفلسطينية لارتكاب عمليات، وإنما دليل على القدرة الاستباقية والمحسنة لدى الجيش والشاباك على إحباط هذه العمليات، وفق وصف المصادر. ونقل عن ضباط في «قيادة المركز» قولهم مؤخرا إن عمليات الاغتيال الموضعية التي تم تنفيذها قبل 4 سنوات، إضافة إلى التحسن المتواصل في القدرات الاستخبارية أدت إلى توجيه ضربة قوية لجهود فصائل المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عمليات نوعية، إلا أن الحافزية لا تزال قائمة، ولا يزال ينشط في الضفة الغربية عدد من الخلايا، وخاصة تلك التابعة لحركة حماس.

وقالت مراجع أمنية إسرائيلية إن سلسلة عوامل تقف وراء الانخفاض الملحوظ في عدد القوات العسكرية في الضفة، وأهمها القرار الذي اتخذ إثر الحرب اللبنانية الثانية عام 2006، والقاضي بزيادة الفترات الزمنية المخصصة لتدريب الكتائب النظامية وتقليص استدعاء الكتائب الاحتياطية لغرض الاستخدام العملاني.

ولم يؤثر هذا النقص في عدد الكتائب العاملة في الضفة على الموارد المالية المرصودة للنشاط الاستخباري وأعمال الرصد والاستطلاع وتشغيل القوات الخاصة.

وقالت «هآرتس» إن أي تخفيض لم يمس أيا من الوحدات بما فيها وحدة المستعربين (دوفدفان) وكتيبة جمع المعلومات الاستخبارية القتالية (نيتسان) التابعة لقيادة المنطقة الوسطى، التي تقوم بتشغيل وسائل استطلاعية ثابتة ومتنقلة في كافة أنحاء الضفة الغربية، ووسائل استخباراتية أخرى. وهناك سبب آخر يجعل الجيش ليس بحاجة إلى جنود أكثر، وهو التعاون الذي تحسن في السنوات الأخيرة بين الجيش والشاباك.

لكن ليست هذه كل الأسباب، بل يوجد عامل آخر ساهم في خفض عدد القوات العسكرية في الضفة هو نقل بعض المدن في الضفة ومناطق أخرى إلى مسؤولية أوسع لدى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. ويقول الجيش الإسرائيلي إن التنسيق الأمني مع هذه الأجهزة، أسهم في تحقيق الهدوء النسبي في المدن والبلدات الفلسطينية. وأشاد مسؤولون عسكريون إسرائيليون بقدرات قوات الأمن الفلسطينية التي تم تدريبها من قبل الولايات المتحدة.

وخلال السنوات الماضية تم تسجيل أكبر انتشار لقوات الاحتلال في الضفة الغربية، إذ إنه بالإضافة إلى القوات الكبيرة التي كانت منتشرة في قطاع غزة، فإن كافة فرق المشاة والوحدات الميدانية كانت تعمل غالبية الوقت في الضفة الغربية، خلال الانتفاضة الثانية، وتم تشكيل فرقة «كفير» التي ضمت ست كتائب كان هدفها الوحيد العمل في الضفة الغربية.

وبدأ التقليص الحقيقي للجيش الإسرائيلي في الضفة أو غزة على حد سواء، بعد تنفيذ خطة «فك الارتباط». وكان خروج قوات الاحتلال من قطاع غزة في صيف 2005 قد أتاح تقليص قوات المشاة والمدرعات المنتشرة في محيط قطاع غزة بشكل ملموس.

وبشكل مواز، وفي السنوات الأربع الأخيرة، تم تقليص القوات المنتشرة في الضفة الغربية بشكل متواصل. وجرى التقليص الأخير خلال العام الحالي، حيث تم إخراج كتيبتين من بين كتائب الألوية الستة في «فرقة يهودا والسامرة».