الإنترنت بطل مشهد الانتخابات البرلمانية في مصر

مراقبة من مواطنين ونشطاء.. ودعاية وفرت أموالا طائلة

TT

أطلت شبكة الإنترنت بقوة، أمس، أثناء عملية الاقتراع في الانتخابات البرلمانية المصرية، وبرزت مظاهر تلك القوة في نشاط عمليات المراقبة الإلكترونية للانتخابات لحظة بلحظة، بخلاف النشاط الدعائي الذي سبق يوم الاقتراع، مع لجوء كثير من المرشحين إلى الدعاية الانتخابية من خلال إنشاء مواقع إلكترونية خاصة بهم، أو من خلال إنشاء صفحات على المواقع الاجتماعية مثل «فيس بوك» و«تويتر»، لتمر الانتخابات البرلمانية هذا العام بين صفوف المصريين وفق آخر التطورات التكنولوجية.

فمع فتح مراكز التصويت أبوابها للناخبين للإدلاء بأصواتهم، ارتفع على جانب آخر صوت عمليات المراقبة الإلكترونية لسير العملية الانتخابية، حيث نشطت العديد من المواقع التفاعلية التي تساعد على الرقابة لحظة بلحظة وكشف كل ما يحدث في اللجان أمام الرأي العام، قام بإطلاقها بعض المؤسسات والجهات الحقوقية، أو اعتمد بعضها على المواطنين والنشطاء وشهود العيان من خلال قيامهم بالتواصل إخباريا مع المواقع من خلال استقبال رسائل المحمول أو المكالمات الهاتفية في كل أنحاء مصر. من أبرز تلك المواقع موقع «يو شاهدي» أو «أنت شاهد»، الذي أتاح تقنية المراقبة على الانتخابات عن طريق خرائط الإنترنت التفاعلية، وهي عبارة عن خريطة تفاعلية لمصر على الإنترنت تراقب ما يحدث في الانتخابات لحظة بلحظة وتنقل أحداث اللجان الانتخابية فوريا، وأهمية هذه الخرائط تنبع من كونها نقاط تجمع مركزية لكل الشهادات والوثائق حول حدث بعينه، وكلما زاد عدد الشهادات، زادت مصداقية الخريطة. فيما عمل موقع وراديو «حقوق» على إتاحة البث الحي المباشر للمعلومات والأخبار من خلال استخدام تقنية البث عبر الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى بناء الحملات الاجتماعية والحقوقية عبر الموقع والشبكات الاجتماعية. أما موقع «رصد» الذي أطلقه مجموعة من نشطاء «وحدة الرصد الميداني» تحت شعار «خليك إيجابي وشاركنا الحدث»، فعمل على متابعة الواقع الميداني للانتخابات في المحافظات المصرية، ومن ثم رفعه على صفحات «فيس بوك»، وموقع «flickr» المتخصص في الصور الفوتوغرافية. كما عمل الموقع على رفع تقارير مباشرة عن الأحداث التي جرت خلال ساعات اليوم، ورصد ما وصفه بمخالفات المرشحين والانتهاكات الأمنية وعمليات تزوير، إلى جانب تفاعل الشارع مع الانتخابات والمرشحين. كذلك خصصت بعض المواقع الإعلامية مساحات وصفحات متخصصة لتغطية أحداث الانتخابات «أولا بأول»، منها موقع «مصراوي» الذي نشط في تغطية الأحداث والأخبار والمستجدات في الانتخابات من خلال الفيديو والصورة، وموقع «راديو حريتنا» الذي قام بإطلاق صفحة خاصة للإبلاغ عن الانتهاكات، تعتمد على أخبار يتم استقبالها من مراقبين وصحافيين وأشخاص عاديين، إلى جانب بث صوتي مباشر من بعض الدوائر واستقبال بلاغات المواطنين. أما موقع «فيس بوك» فشهد نشاطا كبيرا على مدار ساعات اليوم، سواء من خلال تحميل العشرات من لقطات الفيديو التي ترصد بعض الانتهاكات في اللجان الانتخابية التي قام أعضاء الموقع بتصويرها عن طريق هواتفهم المحمولة وكاميراتهم الشخصية، أو من خلال كتابة التعليقات التي تتابع سير التصويت ساعة بساعة، وهو ما حدث أيضا مع موقع «تويتر». وبث موقع «Youtube» أغنيات من جانب بعض المرشحين تتحدث عن إنجازاته في دائرته الانتخابية، وتدعو الناخبين للتصويت له واختياره ممثلا عنهم.

كما شهد الإنترنت تدشين عدد من المواقع الإلكترونية للمرشحين، إلى جانب إطلاق بعضهم إذاعات عبر الإنترنت، ومنهم من قام بإنتاج أفلام تسجيلية عن إنجازاته. كذلك قامت بعض الصحف المصرية بالسماح للمواطنين بالمشاركة في تغطيتها الإعلامية للانتخابات مثل صحيفة «الشروق» اليومية، التي قامت بإطلاق صفحة لها على «فيس بوك» باسم «مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010»، التي ترصد في أخبار عاجلة ما يدور في اللجان الانتخابية وتصريحات المسؤولين حول الانتخابات.

ومع سخونة العمليات الدعائية بين المرشحين قبل موعد الانتخابات؛ تحولت شبكة الإنترنت إلى ساحة يقدم فيها كل طرف ما لديه من برامج وأفكار من أجل جذب أكبر عدد من الناخبين خاصة الشباب، حيث وجد البعض في الإنترنت توفيرا للأموال التي تنفق على الدعاية الانتخابية.