«إخوان مصر»: الانتخابات البرلمانية جرت في «الظلام» في غيبة الرقابة وتغييب المعلومات

مرسي: نقاوم عمليات التزوير.. والساحة لا تزال مفتوحة أمامنا

TT

قالت جماعة الإخوان المسلمين، أكثر قوى المعارضة تأثيرا في مصر، إن العملية الانتخابية التي جرت أمس تمت «في الظلام»، في غيبة وسائل الإعلام ومراقبي المجتمع المدني ووكلاء المرشحين ومندوبيهم. واتهمت الجماعة مجلس الوزراء في مصر بحجب مواقع الجماعة على شبكة المعلومات الدولية منذ صباح يوم الاقتراع (أمس)، وشكت الجماعة من عمليات تزوير أصوات واسعة، ومنع مندوبيها من دخول مقار اللجان الانتخابية، كما تحدثت عن وقائع اعتداء على مرشحيها وأنصارهم. وتتجه تقديرات مراقبين ومصادر بالجماعة إلى خسارة «الإخوان» مقاعدهم التي حصلوا عليها في الانتخابات الماضية وشكلت نسبة 20 في المائة من مقاعد البرلمان التي تنتهي مدته بانعقاد البرلمان الجديد، حيث كانت الجماعة قد حصلت على 88 مقعدا في انتخابات عام 2005. وقالت الجماعة إنه تم منع المندوبين والوكلاء الذين يحملون توكيلات الشهر العقاري من الدخول لمقار اللجان وطرد من دخل منهم بحجة عدم وجود أختام أقسام الشرطة على هذه التوكيلات بالمخالفة لأحكام القانون وتعليمات اللجنة العليا للانتخابات. وأضافت الجماعة في بيان لها أمس أنه تم الاعتداء على بعض مندوبي مرشحيها بالسلاح الأبيض ووصفت حالات بعضهم بالـ«خطيرة»، كما قالت إنه تم القبض على العشرات من المندوبين وأقارب وأنصار المرشحين في معظم المحافظات، وأضافت الجماعة أنه «لوحظ وجود العشرات من أرباب السوابق والبلطجية أمام اللجان الانتخابية في حماية الشرطة وقاموا بالاعتداء على الناخبين، في عدد كبير من الدوائر في مختلف المحافظات». من جانبه، علق الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمي بسم الجماعة على مجريات يوم الاقتراع بقوله: «الانتخابات جرت في الظلام في غيبة وسائل الإعلام ومراقبة المجتمع المدني ووكلاء ومندوبي المرشحين».

واتهم العريان عضو مكتب إرشاد الجماعة، أنصار الحزب الحاكم بالاعتداء على مرشحي «الإخوان» وأنصارهم في عدد كبير من الدوائر، وقال: «جرت هذه الاعتداءات تحت سمع وبصر الشرطة المصرية»، مشيرا إلى «إصابة النائب صبحي صالح مرشح الجماعة بالإسكندرية في الاعتداءات»، متابعا أنه تم ترويع المواطنين أمام اللجان حتى يحجموا عن الإدلاء بأصواتهم، مشيرا إلى وقائع اعتداء كثيرة على الناخبات خارج مقار اللجان في محاولة لمنعهن من الإدلاء بأصواتهن في دوائر النساء.

وتحدث العريان عن عمليات تزوير وتسويد أصوات واسعة، واصفا هذه العمليات بـ«المنهجية»، كما أشار إلى ما اعتبره حصارا إعلاميا على رموز الجماعة وقياداتها، كاشفا عن تراجع عدد من القنوات الإخبارية الفضائية عن استضافة قيادات الجماعة، وقال إن «بعض هذه المحطات الفضائية أبلغتنا بضغوط أمنية من أجل منع ظهورنا على شاشات الفضائيات»، لافتا إلى اكتفاء بعض القنوات بإجراء مداخلات قصيرة عبر الهاتف مع قيادات الجماعة.

وأكد العريان أن الجماعة ستمضي قدما حتى نهاية العملية الانتخابية، مبررا موقف «الإخوان» من المشاركة في الانتخابات التي توقع مراقبون أن تكون نتائجها معروفة سلفا، بقوله: «مهمتنا أن نكشف ونوثق عمليات التزوير.. لن يتم إصلاح في البلاد بغير المشاركة الفاعلة».

وخلال نهار التصويت أمس قال الدكتور محمد مرسي مسؤول ملف الانتخابات بالجماعة إن «الساحة لا تزال مفتوحة أمام (الإخوان)، ومن المبكر الحديث عن أثر عمليات التزوير». مشيرا إلى أن «أنصار الجماعة يسعون (بقدر المستطاع) لإبطال وتفادي عمليات تسويد الأصوات التي تمت حتى الآن».

وتحدث مرسي عضو مكتب إرشاد الجماعة عن توثيق الجماعة لتجاوزات قام بها «حزب النظام وأمن النظام ومرشحو النظام»، لافتا إلى أن الإخوان المسلمين «يتعاملون بصبر وحكمة مع حالة الاضطراب التي هيمنت على الحزب الحاكم حتى انتهاء عمليات التصويت في الانتخابات».