طرائف المرشحين في الانتخابات المصرية

مرشح وزع وجبات جاهزة وآخر استعان بكروت الهواتف الجوالة

TT

غابت البرامج والشعارات السياسية عن لجان الانتخابات البرلمانية أمس، وحضرت الهدايا والمنح التي قام بتوزيعها بعض المرشحين على جانب من الناخبين أمام مقار الاقتراع. وتنوعت هدايا المرشحين بين كروت هواتف جوالة، وطلبات تعيين، وتذاكر سينما، وكوبونات وجبات جاهزة، وفواكه، وعصائر. وتصدر «المال السياسي» المشهد، حيث تراوح سعر الصوت بين 20 جنيها مصريا إلى 200 جنيه للصوت، مع إثبات سلامة التصويت بتصوير ورقة الصوت بالهاتف الجوال قبل وضعها في الصندوق.

وانتشرت مشاهد عديدة أمام المقار الانتخابية حسبما رصدتها جولة «الشرق الأوسط» حيث قام أنصار أحد المرشحين بتوزيع كروت الهواتف الجوالة على الناخبين قبل الدخول للجان للإدلاء بأصواتهم.

وكان لافتا حضور الشعر والأغاني في الانتخابات المصرية التي جرت يوم أمس، حيث حرص عدد من المرشحين على تسيير سيارات نقل صغيرة تحمل مكبرات صوت ضخمة لبث الأشعار التي كتب بعضها خصيصا للمرشحين أو بعض الأشعار الوطنية لشعراء معروفين، كما بث مرشحون أغاني مسلسلات درامية مصرية شهيرة كان أكثرها شيوعا المقدمة الغنائية لمسلسل «العار» الذي عرض خلال شهر رمضان الماضي وتقول كلماتها «قولوا للي أكل الحرام يخاف» كنوع من الاعتراض على من يبيعون أصواتهم مقابل مبالغ مالية.

ووزع بعض المرشحين «قبعات» عليها أسماؤهم ورموزهم الانتخابية، فيما وزع آخرون «أقنعة» لشخصيات كرتونية مصرية. ودخلت كروت الهواتف الجوالة قائمة الهدايا الأكثر انتشارا، فيما حافظ الطبل والمزمار البلدي والرقص بالأحصنة على مكانته المعتادة أمام اللجان الانتخابية، وقام أنصار أحد المرشحين بتوزيع الفاكهة «موز وتفاح أميركاني» على من يقومون بالتصويت، وقام آخرون بتوزيع نتائج العام الميلادي الجديد، فيما قام بعض أنصار مرشح الحزب الوطني في ميت غمر (محافظة الدقهلية) بتوزيع «فطير مشلتت (إحدى أشهر الأكلات الشعبية)» على المندوبين وموظفي اللجنة.

وابتكر بعض أنصار المرشحين آلية جديدة لضمان حصولهم على أصوات الناخبين مقابل هداياهم العينية أو المال، عن طريق تصوير البطاقة الانتخابية للناخب بكاميرات الهواتف الجوالة قبل وضعها في صندوق الاقتراع.

وقام بعض أنصار المرشحين بتوزيع «فطائر» على المندوبين وموظفي اللجان في بعض القرى الريفية، حيث تفنن بعض المرشحين في اختيار الوجبات الغذائية لتوزيعها على أقاربهم أمام المقار الانتخابية، كما تعهد أحد المرشحين بتعيين العديد من الشباب، وقام بالفعل بتلقي طلبات لتعيينهم، في حال فوزه.

ومن جانبه، قال عبد التواب مصطفى، أحد قاطني ضاحية عين شمس بشرق القاهرة، إنه حصل على وعد من مرشح الدائرة، بتعيين ولديه عقب فوزه، وأنه حصل على كارت هاتف جوال، ووجبة ساخنة، عقب إدلائه بصوته لصالح هذا المرشح، مشيرا إلى أنه طلب من أفراد أسرته التصويت لصالح المرشح نفسه على أمل تعيين أبنائه في حال فوزه.

وابتكر أنصار بعض المرشحين المستقلين وأنصار لجماعة الإخوان المسلمين وسيلة لتفادي ما قالوا إنه «حصار أمني فرض حول مقار اللجان لمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم»، وتمثل هذا الابتكار في رفع هؤلاء لافتات دعاية لمرشحي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، والخروج في مسيرات مؤيدة لمرشحي الحزب الحاكم في محاولة لخداع الأمن، وقال شهود عيان إن هذه الوسيلة أثبتت كفاءتها وفاعليتها لضمان الوصول الآمن لصناديق الاقتراع.

وساد اعتقاد لدى بعض الناخبات المصريات وخاصة في المناطق الشعبية، أن عليهن التصويت فقط لصالح المرشحات النساء اللواتي يتنافسن على المقاعد المخصصة للمرأة (كوتة المرأة) التي تطبق للمرة الأولى في البلاد، على اعتبار أن الرجال يصوتون للرجال والنساء للنساء، لولا تدخل البعض من المندوبين لإقناعهن بإمكانية التصويت لصالح مرشحين رجال.

واستغل بعض أصحاب سيارات الأجرة بالإسكندرية اهتمام المواطنين بالانتقال إلى المقرات الانتخابية للإدلاء بأصواتهم عقب مواعيد العمل الرسمية ونظموا رحلات جماعية للمقار الانتخابية وقد لعبوا دور المرشدين حيث دلوا الناخبين على المقار التي يتبعونها ومواقعها.

وفي الإسكندرية طالب صاحب مستودع لوازم بناء قيادات الحزب الوطني الديمقراطي بسداد فاتورة ما تم إتلافه من بضائع (الأخشاب) بعد مشاجرة وقعت بين مرشحين من الحزب الحاكم استخدموا فيها العصي والأخشاب قبل أن تنجح قيادات بالحزب في السيطرة على الوضع.

وشهدت مقار انتخابية مختلفة بالإسكندرية والمنوفية ظاهرة غريبة، حيث توفي بها لأسباب صحية ثلاثة مواطنين، حيث قال اللواء طارق عطية المتحدث باسم وزارة الداخلية إن ناجي موسى عمران 55 سنة موجه بوزارة التربية والتعليم كان يدلي بصوته في لجنة مدرسة عبد الله الفقي بمركز تلا وأصيب بأزمة قلبية توفي على إثرها. فيما توفيت سيدة بلجنة انتخابية بدائرة المنتزه جراء إصابتها بغيبوبة سكر، كما توفيت سيدة أخرى تبلغ من العمر 79 عاما بالإسكندرية أيضا جراء إصابتها بهبوط في الدورة الدموية أثناء إدلائها بصوتها في الانتخابات.