استنكرت مصر أمس بشدة التصريحات المنسوبة لوزارة الخارجية الإيرانية، التي وجهت فيها انتقادات عنيفة لوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بسبب اتهامه لإيران بالتدخل في شؤون دول عربية. وقال مصدر مصري مسؤول في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن التصريحات المنسوبة للخارجية الإيرانية «تثير الضحك والتعجب، لأن من يعرف مصر يعلم تماما أن انشغالها بقضايا منطقتها هو أمر ليست له علاقة بأي اعتبارات سوى حرصها على الأمن القومي العربي ضد أية محاولات تستهدف زعزعته».
ووجهت الخارجية الإيرانية أول من أمس انتقادات حادة إلى مصر، متهمة الحكومة المصرية بـ«انتهاك حقوق مواطنيها بصورة منهجية»، وذلك على خلفية تحذير أبو الغيط لإيران من التدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج والعراق ولبنان. ونقلت وكالة الأنباء المحلية الإيرانية «إسنا» عن مصدر في الخارجية الإيرانية، لم يتم تحديده، قوله عن تصريحات أبو الغيط إنها «محاولة لتشتيت الانتباه عن الانتهاكات المستمرة للحقوق الأساسية للمصريين».
وحسب الوكالة الإيرانية، فقد انتقدت طهران العلاقات المصرية مع إسرائيل وحثت مصر على عدم التدخل في شؤون الخليج.
ورد أمس مصدر مصري مسؤول في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «ربما يعتقد هذا المصدر (في الخارجية الإيرانية) أن حديثه يمكن أن يؤدي إلى تراجع نبرة وحدة الملاحظات المصرية على الأداء الإيراني في المنطقة، ولكن من يعتقد ذلك فهو مخطئ، لأن مصر لديها القدرة على أن تضع آراءها ومواقفها بكل وضوح وعلى الملأ»، وتابع المسؤول المصري قائلا: «أما بالنسبة للحديث الممجوج والمكرر بشأن الدور المصري في الملف الفلسطيني - الإسرائيلي، فقد أصبح أمرا سخيفا أن نضطر إلى الاستماع إلى مثل هذه الترهات.. المجتمع الدولي كله يعلم من هي الأطراف التي تعمل لصالح الاستقرار والسلام والأطراف التي لا تعبأ سوى بتحقيق مصالحها الضيقة من خلال تعريض أمن الآخرين للخطر».
والعلاقات بين مصر وإيران مقطوعة منذ عام 1979، بسبب تعارض سياسات الدولتين بشأن التعامل مع قضايا منطقة الشرق الأوسط.