مجموعة الأزمات الدولية: انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان قد يؤدي إلى انهيار الحكومة

قالت إن الغرب يفشل ومخاطر حرب أهلية بعد 2014

TT

توقع تقرير صدر أمس، أن تؤدي خطة انسحاب القوات الدولية من أفغانستان عام 2014 إلى انهيار الحكومة الأفغانية، وأن ينجم عنه تداعيات أمنية خطيرة على المنطقة. وحذرت «مجموعة الأزمات الدولية» التي تتخذ من بروكسل مقرا لها في تقرير يحمل عنوان «أفغانستان: الخروج والتواصل»، من المشكلات المتأصلة التي ما زالت تعاني منها البلاد والعواقب الخطيرة التي من يمكن أن تتفجر «ما لم يتم وضع أساسات دولة فعالة». وحذرت «مجموعة الأزمات الدولية» (إنترناشيونال كرايسيس غروب) في تقرير نشرته أمس، من أن الغربيين يفشلون في أفغانستان، وأن انسحاب قواتهم القتالية المرتقب نهاية 2014 يمكن أن يدفع البلاد نحو حرب أهلية. وبعد تسع سنوات على دخوله البلاد، لم يتمكن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من القضاء على تمرد طالبان ولا من كسب تأييد الرأي العام ولا من إقامة دولة وقوات أمنية قوية. وتخوض الولايات المتحدة وحلفاؤها قتالا في أفغانستان منذ انهيار حكومة طالبان أواخر عام 2001، الذي شهد تصاعدا في الخسائر البشرية خلال الأشهر الأخيرة مما دفع قوات التحالف للبحث عن وسيلة للخروج. وقال التقرير إن العامل الرئيسي في محاربة التمرد وخلق الظروف الملائمة للاستقرار السياسي في أفغانستان يكمن في تحسين الأمن والعدالة والحكم.

وينتشر أكثر من 140 ألف جندي أجنبي، ثلثاهم من الأميركيين، حاليا في أفغانستان، لدعم حكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي. لكن رغم إرسال تعزيزات غربية، فإن التمرد حقق مكاسب على الأرض في السنوات الماضية وألحق خسائر متزايدة بصفوف الحلفاء (662 قتيلا هذه السنة بعد سقوط 521 قتيلا في 2009 بحسب موقع متخصص بإحصاء الضحايا) ما يزيد من عدم تأييد الرأي العام في الغرب لهذه الحرب. وقالت كاندايس روندو، المحللة البارزة بالهيئة، «تبدو استراتيجية الخروج بسيطة للغاية: حاول القضاء على طالبان وتوفير الدعم عن طريق حماية المدنيين، واستقطاب مسلحي طالبان لجانب الحكومة، وتشكيل قوات أمنية واقعية».

يشار إلى أن زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) اتفقوا مطلع الشهر الحالي في لشبونة على تطبيق انسحاب تدريجي للقوات وتسليم المسؤولية للقوات الأمنية الأفغانية بحلول نهاية عام 2014.

كما فقدت القوات الأجنبية تأييد مواطني أفغانستان بسبب زيادة الخسائر البشرية بين صفوف المدنيين حيث ارتفعت بمقدار الثلث خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، وفقا لبيانات الأمم المتحدة، في حين أن مزاعم الفساد والتدريب غير الكافي لا تزال تخيم على قوات الأمن الأفغانية. وذكر المعهد أن عدد المدنيين القتلى ارتفع أيضا بمعدل الثلث في النصف الأول من عام 2010 (1171 بحسب الأمم المتحدة). وتستند استراتيجية الغربيين بشكل أساسي على القوات الأفغانية التي يفترض أن تتولى الأمن في كافة أنحاء البلاد اعتبارا من نهاية 2014 بحسب الخطة التي اعتمدت الأسبوع الماضي خلال قمة حلف شمال الأطلسي في لشبونة. وقال التقرير: «حيث إنه يجري قياس النجاح بنسبة من يقتل، أو يتم اعتقاله من المتمردين، فإن هناك دليلا محدودا بأن العمليات أدت لتقويض قوة الدفع التي يتمتع بها التمرد، أو أنها عززت من الاستقرار»، مضيفا أن طالبان صارت أكثر قوة عن ذي قبل، كما أنها تتمتع بالدعم في باكستان. وقالت المجموعة إنه «تم بذل جهود قليلة جدا لتطوير المؤسسات السياسية والسلطات المحلية ونظام قضائي فعال، وهذا الفراغ قام المتمردون والسياسيون المجرمون بملئه» وعزا هذا الفشل بشكل أساسي إلى «الإدارات الأميركية المتعاقبة». وأكد المعهد أن فشل الغربيين في بناء أفغانستان قوية واضح لا سيما وأنهم أنفقوا في البلاد عشرات مليارات الدولارات منذ تسعة أعوام. لكن تدفق الأموال هذا أدى إلى زيادة الفساد الذي أججه أيضا التنافس ضمن النخب الأفغانية كما أدى إلى تعميم الإفلات من العقاب.