مسؤول سعودي يكشف لـ عن تورط 13 سيدة خلال تفكيك الخلايا الإرهابية

تراوحت أعمارهن ما بين 28 و37 عاما ومن مناطق سعودية مختلفة

TT

كشف مسؤول سعودي رسمي لـ«الشرق الأوسط»، عن أن عدد النساء اللاتي ثبت تورطهن بمساعدة 19 خلية إرهابية، التي أعلنت عن تفكيكها وزارة الداخلية السعودية، أول من أمس، بلغ 13 سيدة، كانت أبرزهن من حملت معرفات (بنت نجد الحبيبة، وأسد المهاجر، والغريبة، والنجم الساطع).

ووجهت السعودية ضربة جديدة ضد الإرهاب، بعد إعلانها، قبل ثلاثة أيام، عن تفكيكها 19 خلية إرهابية، كانت تهدف لنشر الفوضى، عبر تنفيذ عدد من الهجمات الانتحارية ضد مؤسسات عسكرية، والقيام باغتيالات في صفوف مسؤولين ورجال أمن وإعلاميين. حيث يبلغ قوام أفراد الخلايا الإرهابية المفككة 149، وفقا للإعلان الرسمي لوزارة الداخلية السعودية.

وكشف الشيخ عبد المنعم المشوح، مدير حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية السعودية لـ«الشرق الأوسط»، عن تفاصيل جديدة لدور هذه المجموعة النسائية في مساعدة الخلايا الإرهابية التسع عشرة، مشيرا إلى أن لمجموعة النساء هذه دورا في عملية النشر والتسويق للفكر المتطرف وأبجديات «القاعدة» وأخذ دورها بعدا لوجيستيا وفكريا أكثر من ارتباطه بالدعم المادي أو العسكري.

ووفقا للمشوح، فقد كانت للسيدات صلات قرابة مع من تم اعتقالهم من أفراد التنظيم، حيث تم زجهم في عمليات النشر الإلكتروني، سواء أكان للبيانات أو الأفلام وغيرها.

وبحسب المسؤول السعودي، فإن المتورطات الثلاث عشرة تراوحت أعمارهن ما بين 28 وحتى 37، ومن مناطق سعودية مختلفة.

ويقول الشيخ عبد المنعم المشوح، إن «الإعلان فقط عن السيدة التي كانت تحمل معرف (أسد المهاجر)، دون الإشارة إلى مجموعة النساء الأخرى، التي بلغت 13، إنما يعود إلى دورها الكبير والقديم في عملية الدعم الفكري للتنظيم من خلال الإنترنت، مضيفا «كان دورها مزعجا فكريا ومقلقا أمنيا، جراء تمرسها في استخدام التقنية»، مشيرا إلى رفضها الدائم الدخول في أي حوارات.

ورغم تأكيد المشوح تورط 13 سيدة ضمن الخلايا الأخيرة، فإنه شدد على ضعف دورهن القيادي داخل الخلايا في السعودية على عكس حال التنظيم في الدول الأخرى.

تعد «أسد المهاجر» في منتصف العقد الثالث وبرعت في مجال الحاسوب والشبكة العنكبوتية وفي مستوى تعليمي متقدم.

وحول استعانة تنظيم القاعدة بالسيدات، أكد المشوح أن استغلال السيدات بات أحد أدبيات «القاعدة» عقب خروج التنظيم من أفغانستان، بإنشاء مواقع نسائية خاصة ومجلات وصفحات موجهة لتجنيد السيدات، منوها بأن الفترة من عام 2000 وحتى 2005 كانت حقبة ساخنة في الزج الفكري الهائل للمشاركة النسائية ضمن خلايا «القاعدة» في العراق والشيشان والمغرب العربي.

ويظهر من خلال العدد الأخير للنساء استراتيجية خلايا «القاعدة» ضرورة ضم عضو أنثوي في كل خلية، سواء أكان في العالم الافتراضي أو الخارجي لضمان سهولة الحركة وقلة الرقابة والملاحقة.

وقال المشوح إن العنصر النسوي مهم بالنسبة للتنظيم وللخلايا الميدانية، نتيجة ضمان سهولة حركة السيدات في المجتمعات الشرقية، منوها بوجود عامل القرابة ما بين النسوة ومن تم اعتقالهم، سواء أكانت قرابة أخ أو زوج أو عم في معظم الأحوال.

وحول دور المشاركة النسوية في تنظيم القاعدة في السعودية أكد المشوح، أن دور المرأة يعد ضعيفا في السعودية مقارنة بما هو عليه الأمر في المجتمعات الشرقية الأخرى والعربية، كالمغرب العربي والشيشان وأفغانستان، حيث عد دورها قياديا ولم يقتصر على الجانب اللوجيستي والفكري، مستثنيا من ذلك «هيلة القصير» و«أم أسامة»، التي سبق أن تراجعت عن أفكارها.

وبشأن نفي «القاعدة» اعتقال صاحب معرف «أسد المهاجر» والتأكيد على أن هويته «رجل» وليس امرأة كما ورد في البيان، أكد عبد المنعم المشوح أن «أسد المهاجر» هو ذاته (المرأة) التي أعلنت عنها وزارة الداخلية والتي حملت 3 معرفات إضافية، مشيرا إلى استخدام أفراد التنظيم ومشاركتهم لذات المعرفات بغرض التمويه الأمني، بحيث يبلغ 4 أشخاص من مناطق مختلفة، مع الاحتفاظ بتميز لصاحب المعرف الرئيسي.

يشار إلى أن حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، تستهدف في نشاطها المنتديات والمواقع الإلكترونية المتطرفة للرد عليها وبيان الوجه الشرعي الصحيح من شبهات وأفكار متطرفة من خلال التسجيل الصوتي، والفتاوى، والمقالات، والدراسات، والبحوث، والحوارات.