سيول وواشنطن تستعرضان قوتهما.. وبيونغ يانغ تهدد بـ«رد بلا رحمة»

كوريا الجنوبية تطلب من الصين التدخل.. وتبحث اقتراحا بإجراء محادثات مع «الشمالية»

TT

بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أمس عرض قوة بحرية وجوية قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية وسط توتر شديد يسود المنطقة، في حين توعدت بيونغ يانغ بـ«رد بلا رحمة» على أي انتهاك لما تعتبره مجالها البحري.

ونصبت كوريا الشمالية صواريخ أرض - جو قرب حدودها البحرية المتنازع عليها مع كوريا الجنوبية، حسب ما أفادت الصحافة الكورية الجنوبية.

وأكد مصدر حكومي، بحسب ما نقلت عنه الوكالة الكورية الجنوبية «يونهاب» أن هذه الصواريخ المضادة للطائرات من نوع «إس اي2» الموجهة بواسطة الرادار تستهدف على الأرجح طائرات حربية كورية جنوبية قد تحلق على مسافة قريبة جدا من خط التماس البحري بين الكوريتين. ورفضت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية التعليق على هذه المعلومات.

وبدأت المناورات العسكرية التي تستمر 4 أيام في البحر الأصفر وستكون أضخم من المناورات السابقة أمس، على ما أعلنت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية.

وتشارك حاملة الطائرات الأميركية «جورج واشنطن» في المناورات، في حين حذرت بيونغ يانغ من «عواقب لا يمكن التكهن بها» لهذه المناورات.

وبعد بضع ساعات من إطلاق العمليات، سمع دوي قصف مدفعي على ما يبدو قرب جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية التي قصفتها بيونغ يانغ هذا الأسبوع. وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لوكالة الصحافة الفرنسية أن انفجارات بعيدة قد تكون ناتجة عن قصف مدفعي دوت من جهة كوريا الشمالية. وحمل ذلك السلطات إلى إصدار تعليمات لسكان الجزيرة بالنزول مؤقتا إلى الملاجئ، بحسب مصور لوكالة الصحافة الفرنسية في المكان.

كما طلبت السلطات الكورية الجنوبية من الصحافيين الموجودين على الجزيرة مغادرتها مساء أمس بسبب التخوف من «أعمال استفزازية» من جانب كوريا الشمالية. وهناك بحسب «يونهاب» نحو 400 صحافي حاليا في يونبيونغ التي غادرها معظم سكانها البالغ عددهم نحو 1300 شخص.

وتأتي هذه الأحداث بعد 5 أيام من إطلاق بيونغ يانغ عشرات القذائف على يونبيونغ الواقعة بالقرب من الخط الفاصل البحري المتنازع عليه بين سيول وبيونغ يانغ. وادي هذا الهجوم غير المسبوق منذ الحرب الكورية (1950 - 1953) إلى سقوط أربعة قتلى من الكوريين الجنوبيين (عسكريان ومدنيان).

وبحسب واشنطن، فإن هذه المناورات تهدف إلى «تعزيز قوة الردع» في مواجهة كوريا الشمالية. وتراقب بكين من ناحيتها عن كثب هذه المياه وقد أكدت «معارضتها لأي تحرك عسكري غير مسموح به داخل المنطقة الاقتصادية الحصرية للصين».

أما القطعة الرئيسية المشاركة في المناورات فهي حاملة الطائرات النووية الأميركية «جورج واشنطن» التي يمكن أن تحمل 75 طائرة بينها طائرات مطاردة يمكن تموينها جوا والقادرة على شن عملياتها في دائرة واسعة.

وتشارك سيول من جهتها بـ6 بوارج حربية، بينها مدمرة قاذفة صواريخ زنتها 7600 طن مجهزة بنظام «ايجيس»، ومدمرتان بزنة 4500 طن، فضلا عن فرقاطات ووسائل جوية لمحاربة الغواصات، بحسب هيئة الأركان العامة.

كما توجه مسؤول كبير في الحكومة الصينية هو مستشار الدولة داي بينغوو إلى سيول لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي. وقد استقبله الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ – باك، الذي دعا الصين، الداعم الرئيسي لكوريا الشمالية، إلى «المساهمة في بناء السلام في شبه الجزيرة الكورية من خلال اعتماد موقف أكثر إنصافا ومسؤولية في علاقاتها مع الكوريتين»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة.

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الصينية أمس أن مسؤولا كبيرا من كوريا الشمالية سيزور الصين الأسبوع المقبل. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن تشو تاي بوك رئيس المجلس الأعلى للشعب والمقرب من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل سيقوم بزيارة رسمية للصين تستمر حتى الرابع من ديسمبر (كانون الأول). وبحسب الوكالة، فإن تشو تاي بوك يقوم بزيارته بدعوة من نظيره الصيني وو بانغوو. وامتنع متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن التعليق على هذا النبأ. إلى ذلك، طلب رئيس كوريا الجنوبية، لي ميونغ باك، من الصين أمس اتخاذ موقف «عادل ومسؤول» إزاء الأعمال العدوانية، وفق ما أعلنه المكتب الرئاسي.

وأفادت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية أن لي أبلغ الرسالة لعضو مجلس الدولة الصيني داي بينغوو، الذي وصل إلى سيول كمبعوث خاص للرئيس هو جينتاو ورئيس الوزراء وين جياباو. وطلب لي «أن تتصرف الصين بطريقة أكثر عدلا ومسؤولية في التعامل مع علاقات الكوريتين، والإسهام في (تحقيق) السلام في شبه الجزيرة الكورية» وفقا للمتحدث الرئاسي هونج سانج بيو.

كما اقترحت الصين أمس عقد اجتماع عاجل للدول الست المعنية بالمحادثات حول برنامج كوريا الشمالية النووي في مطلع ديسمبر (كانون الأول). ويشارك في هذه المفاوضات الكوريتان والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين. من جهتها قالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن سيول ستبحث اقتراح الصين بإجراء محادثات طارئة عن كوريا الشمالية «بعناية شديدة»، حسب «رويترز».