الجزائر تنفق 800 مليون دولار على «برامج محو الأمية»

لتقليص عدد الأميين إلى النصف بحلول 2015

TT

تعتزم الحكومة الجزائرية تقليص معدلات الأمية إلى النصف بحلول عام 2015، وبذلك سيصل عدد الأشخاص الذين لا يقرأون ولا يكتبون إلى مليونين على الأقل، حسب التوقعات، فيما يبلغ عددهم حاليا 4 ملايين ونصف المليون أغلبهم نساء.

وكان رئيس الوزراء أحمد أويحي قد قال في خريف عام 2008 «إذا أرادت الجزائر أن تحسَن موقعها ضمن التقييم العالمي لبرامج التعليم، لا بد أن تقلَص نسبة الأمية في أوساط الشعب إلى أكثر من النصف بعد سبع سنوات من اليوم».

وبذلت الحكومة خلال العشرين سنة الماضية، مجهودات كبيرة لدفع آلاف ممن يجهلون القراءة والكتابة، إلى الانخراط في برامج خاصة عرفت بـاسم «محو الأمية»، ووفرت إمكانيات مادية هامة لجمعية أنشئت للغرض سميت «الجمعية الجزائرية لمحو الأمية»، وتعرف اختصارا باسم «اقرأ».

وقالت رئيسة الجمعية عائشة باركي لـ«الشرق الأوسط»، إن برنامج القضاء على الأمية يتضمن تمكين 140 ألف شخص من القراءة والكتابة سنويا. وتفيد إحصاءات الحكومة أن نسبة الأميين بلغت 44 في المائة مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي، أي ما يمثل 7 ملايين من إجمالي سكان الجزائر (عدد السكان كان 26 مليونا عام 1995). وكانت النساء تمثلن ثلث الأميين في تلك الفترة.

وأوضحت عائشة باركي أن البرنامج تدعم منذ العام الحالي، بأنشطة جديدة «تتمثل في إتاحة الفرصة للمتخلصين حديثا من الأمية، من الاستفادة من برامج في التكوين المهني». وأشادت بالمساعدة التي تقدمها وزارة التكوين المهني التي توفر للنساء نشاطات اجتماعية واقتصادية كالخياطة والحلاقة وصناعة الفخار. وتشير تقارير «المركز الوطني لمحو الأمية» المرتبط بالحكومة، إلى أن الأمية تبقى مرتفعة في 20 ولاية من أصل 24. وهي قليلة في المدن، حسب المركز، مقارنة بالأرياف والمداشر حيث الأمية متفشية.

وخصصت الحكومة في إطار البرنامج الاقتصادي الخماسي (2009 - 2014) مبلغ 800 مليون دولار لتخفيض نسبة الأميين.

ووضعت الوزارة المنتدبة، المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، مخططين مرتبطين بالاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية، هما «المخطط الوطني لحماية الطفولة» (2008 - 2015) و«مخطط ترقية المرأة (2008 - 2013).

وتتمثل الخطة الحكومية التي تستهدف تقليص نسبة الأمية إلى النصف في 2015، في فتح المدارس خلال يومين في الأسبوع وأثناء العطلات المدرسية، في فصلي الصيف (مدة ثلاثة أشهر) والشتاء (15 يوما) لإعطاء دروس في القراءة والكتابة للأميين.

وأوضحت باركي أن أعضاء جمعية «اقرأ»، ينتشرون في الأرياف والقرى لتوعية النساء خاصة بضرورة تعلَم القراءة والكتابة. وقالت السيدة ربيعة بن نوي، من بلدة جندل (100 كلم جنوب العاصمة) لـ«الشرق الأوسط»، إنها بدأت تتعلم القراءة منذ ثلاث سنوات، وكان عمرها 60 سنة. وأضافت: «أحمد الله أنني أصبحت أتحكم نسبيا في اللغة العربية، ما يسمح لي بقراءة القرآن ولو بصعوبة. وقد أجلت أداء شعائر الحج إلى أن أتعلم القراءة والكتابة كي أقوم بهذه الفريضة على أكمل وجه». ونقلت السيدة بن نوي عن زميلة لها في التعليم، قولها إنها عقدت العزم على التعلَم منذ أن عادت من العمرة العام الماضي، «فقد قالت لي إنها شعرت بالخجل عندما التقت بعشرات النساء يقرأن القرآن، ولاحظت أنهن يفهمن الدروس الدينية ويستوعبن معانيها جيدا». وذكرت باركي أن الجزائر «قامت بخطوات هامة في تقليص الظاهرة، ويفترض أن كل الجزائريين يتقنون القراءة والكتابة اليوم، لولا أن حملة القضاء على الأمية توقفت في 1978، بعد ما انطلقت بقوة بعد الاستقلال (1962)، حينها كان المسؤولون يظنون أن صدور قانون يكفل للطفل الحق في التعليم، كاف لحل أزمة الأمية». وكان عدد الأميين في الاستقلال يمثل أكثر من 85 في المائة من السكان الذين لم يتجاوزوا آنذاك سبعة ملايين. وأشارت باركي إلى «المعتقدات الشعبية السائدة في المناطق الداخلية، التي كان لها أثر سلبي في منع البنات خاصة من دخول المدرسة».