القذافي يفتتح قمة أفريقيا - أوروبا بالتحذير من الخلافات السياسية بين القارتين

طالب بإلغاء منظمة التجارة العالمية.. واشترط دعما أوروبيا لوقف الهجرة غير الشرعية

الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في حديث باسم مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قبيل الجلسة الافتتاحية لقمة افريقيا والاتحاد الاوروبي الثالثة في طرابلس أمس (رويترز)
TT

أكد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في طرابلس أمس خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية - الأوروبية الثالثة، التي شارك فيها قادة وممثلو 80 دولة أفريقية وأوروبية، أن خيار أفريقيا الآن هو تعاون الند للند المثمر مع جارتها أوروبا، محذرا في الوقت نفسه من أنه إذا فشل الجانبان في التعاون بينهما فإن لدى أفريقيا خيارات كما أن لدى أوروبا خيارات. وأضاف الزعيم الليبي قائلا: «إذا أردتم أن تتعاونوا مع أفريقيا ونجاح هذا التعاون، عليكم أن تتعاملوا معها كوحدة موحدة وكسوق واحد»، مشيرا إلى أن التعاون مع الأقاليم كان من ضمن الأشياء التي أدت إلى إجهاض التعاون بين أوروبا وأفريقيا.

وأوضح القذافي أن أفريقيا تريد التوجه الاقتصادي في حين أن أوروبا تريد التوجه السياسي، وقال: «نحن لا نأكل السياسة ولا نلبس السياسة ولا نركب السياسة.. نحن محتاجون إلى الاقتصاد الذي يوفر المسكن والمركوب والأكل والدواء».

ودعا القذافي إلى ضرورة احترام إرادة الدول في تقرير مصيرها كما تريد، معتبرا أن سياسات لي الذراع بفرض نموذج معين على الدول مقابل المساعدات لن يفيد على الإطلاق.

وفاجأ العقيد القذافي الوفود المشاركة في القمة التي تغيب عنها الرئيس السوداني عمر البشير في اللحظات الأخيرة بسبب اعتراض فرنسي - غربي، بمطالبته بإلغاء منظمة التجارة العالمية، التي وصفها بأنها أداة من أدوات الاستعمار الحديث. وقال القذافي إن شروط المنظمة التي وصفها بـ«الكابوس»، وصندوق النقد الدولي والمصرف الدولي حطمت أفريقيا وجعلتها لا تستورد إلا المواد الفاسدة، مشيرا إلى أن «قواعد التجارة العالمية تقتل كل مصادر الإنتاج المحلي للدول النامية. لذا، ندعو إلى الخروج من هذه المنظمة». ووصف القذافي سلسلة الاتفاقيات التي اتفق عليها سابقا بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي بـ«الفاشلة»، وأنها حبر على ورق، مشيرا إلى المحاولات الناقصة مثل «برشلونة» و«الاتحاد من أجل المتوسط»، وقال: «فشلنا حتى الآن، من ياوندي إلى كوتونو، في تحقيق أي شيء». واشترط القذافي لدعم ليبيا وقف الهجرة غير المطلوبة بدعم أوروبا لها بالوسائل التقنية كافة، بعدما كشف النقاب عن أن شركة «سابا» المصنعة للطائرات المزودة بكاميرات تصوير خاصة، رفضت منح هذه الطائرات لليبيا، بعدما طلبتها منها سابقا. وأكد أن مشكلة الهجرة لا تعالج بالأمن، ولكن عن طريق إقامة مشاريع على أرض الواقع، موضحا أن هجرة الأفارقة تأتي من أجل البحث عن العيش الكريم. وقال إن «الحروب هي التي سببت الهجرة سواء في أوروبا أو آسيا، ولأننا شجعنا على هذه الحروب، أتت الهجرة بعدها بشكل طبيعي»، مشيرا إلى أن أفريقيا ليست متسولة؛ بل تحتاج إلى استشارات تنموية، خاصة بعد الخطر الذي أصبح يتهدد بحيرة تشاد.

إلى ذلك، طالب القذافي قادة دول الاتحادين الأفريقي والأوروبي بعقد القمة المشتركة بينهما كل أربع سنوات.

من جهته، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو أن القارة الأوروبية سوف تستثمر في أفريقيا ما قيمته 50 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، موضحا أن النمو الاقتصادي في القارة الأفريقية ارتفع بنسبة 20% تقريبا. وأضاف أن أوروبا تدعم الشراكة بين القارتين في الشأن الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا أن الاتحاد الأوروبي سوف يلتزم بما تعهد به تجاه القارة الأفريقية.

في المقابل، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، جان بينغ، إن الشراكة بين القارتين ستحقق النتائج المرغوبة بين الطرفين في التعاون في مجال السلم والأمن، كما طالب بضرورة أن تستمر أوروبا في دعم القارة الأفريقية بشكل مستمر سواء في مجال الدعم السلمي والأمني والدستوري. وأوضح بينغ أنه لا يوجد سلم من دون أمن، وأن سكان القارة الأفريقية يحتاجون لدعم أوروبا بشكل مستمر سواء في المجال السياسي والاقتصادي والأمني. ورأى أنه يتعين على القارة الأوروبية أن تساهم بشكل جدي في تخفيف ديون القارة الأفريقية إلى جانب إيجاد فرص عمل لتخفيف نسبة البطالة التي تتأثر منها القارة إلى جانب ارتفاع نسبة الفقر.