ملك المغرب يشدد على الضرورة الملحة لاحترام وحدة تراب الدول الأفريقية

اعتبر التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان من عوامل انعدام الأمن والاستقرار

TT

شدد العاهل المغربي الملك محمد السادس على الضرورة الملحة لاحترام الوحدة الترابية للدول الأفريقية، وقال إن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، يشكل عاملا من عوامل انعدام الأمن والاستقرار.

وأضاف العاهل المغربي، في خطاب وجهه إلى قمة أفريقيا - الاتحاد الأوروبي الثالثة، التي افتتحت أشغالها في طرابلس، أمس، أن المغرب يرفض أي محاولات للتدخل في شؤون الدول الأفريقية، «لا سيما تلك التي ترمي إلى تمزيق القارة، والزج بها في مخاطر البلقنة والحروب والفوضى».

وأكد الملك محمد السادس أن «زعزعة استقرار المنطقة، لا تخدم إلا الجماعات الإرهابية، التي ما فتئت تصعد من نشاطها».

ومن هذا المنطلق، يضيف ملك المغرب، «فإن العمل على مواجهة التهديدات العابرة للحدود، كالإرهاب، والقرصنة، والشبكات الإجرامية، وكل أشكال الاتجار غير المشروع، واحتجاز الرهائن، أضحى ضرورة ملحة، تفرض نفسها في إطار تعاون وثيق وتنسيق محكم، على الصعيد الجهوي، وشبه الجهوي، وبين الجهوي، وفق مقاربة تضامنية وإدماجية، تنخرط فيها جميع الدول المعنية».

وبعد أن ذكر أن الجميع معني بهشاشة الوضع في المنطقة، وما ينجم عن ذلك من تحديات شتى، شدد ملك المغرب على أهمية وجود تعاون جهوي ودولي مكثف، ومقاربة مندمجة في المجالين الأمني والتنموي، مؤكدا من جهة أخرى أن الهجرة والتنمية تشكلان رهانا استراتيجيا، سواء داخل القارة الأفريقية، أو فيما بينها وبين الاتحاد الأوروبي.

وأضاف الملك محمد السادس أن المغرب «يدعو إلى تعزيز التفاعل بين حركات الهجرة والاستراتيجيات التنموية، وذلك وفق الرؤية التي اعتمدناها جماعيا بالرباط سنة 2006، في طرابلس، خلال الحوار الأورو - أفريقي الأول حول الهجرة والتنمية»، مبرزا أنه من الواجب العمل معا على إشراك الجاليات المهاجرة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدانهم الأصلية.

إلى ذلك، قال ملك المغرب إن تحقيق التنمية والنهوض بالاستثمار، وتوفير فرص الشغل، لا يمكن أن يتأتى دون الأخذ بعين الاعتبار، بطريقة فعلية وملموسة، أبعاد الأمن والسلم والاستقرار.

وأضاف العاهل المغربي أنه لن يكون هناك سلم أو أمن، في غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان، والحكامة الجيدة.

وأشار إلى أن القارة الأفريقية حققت تقدما ملموسا في هذه المجالات، كما قطعت أشواطا مهمة في الحفاظ على السلم والأمن، «بيد أنه يتعين مواصلة العمل في هذا الاتجاه، لتتبنى البلدان الأفريقية هذه القيم، وبذل المزيد من الجهود، لتجاوز النزاعات المفتعلة، وضمان الاستقرار في بؤر التوتر، التي لا تزال قائمة في قارتنا».

وأبرز الملك محمد السادس أن المغرب عمل منذ استرجاع استقلاله، على تعزيز الاستقرار بالقارة الأفريقية، سواء من خلال مساهماته في العمليات الأممية لحفظ السلام، أو على الصعيد الثنائي، من خلال مجهودات الوساطة، التي غالبا ما كانت لها نتائج إيجابية، في فض نزاعات بالغة التعقيد.

وأوضح أن المغرب يؤمن بأن أفضل وسيلة لتعزيز السلم والأمن والاستقرار في فضائنا الأفريقي، تتجلى في إعطاء الأسبقية للبعد الوقائي، وذلك من خلال معالجة الأسباب العميقة، والمتعددة والمتشابكة، للنزاعات والأزمات والتوترات، حيث تتداخل عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية، وأخرى إنسانية وبيئية.

وذكر الملك محمد السادس أن المغرب، من منطلق التزامه القوي بنهج تعاون فعال وتضامني مع محيطه الأفريقي، «ما فتئ يعمل على تجسيد الوحدة الأفريقية، وذلك من خلال إجراءات عملية، ومبادرات ملموسة، تتوخى تمكين بلداننا من الانخراط في دينامية فاضلة، قائمة على تنمية مستدامة، ذات بعد إنساني».